الجمعة الرابع عشر من كانون ثاني الحالي, توجه المواطن الأردني المقهور, صاحب الحق المهضوم, من الجامع الحسيني الكبير, وعبر وسط عمان إلى حيث انتهت مسيرته في فضاء محكمة الشعب قبيل تجمع أمانة عمان في رأس العين التي لم يبق منها إلا الرأس بعد أن جفت العين, لمحاكمة شعبية لحقبة سوداء من تاريخنا الأردني المعاصر. فبعد أن كوفئ الكثير من الفساد والفاسدون بسجن سلحوب السياحي من سمير الثاني وحكومته ونوابه, بات لزاما على أبناء هذا الشعب الأبي أن يكون لهم كلمتهم وفصل الخطاب في ما يخصهم ويحدد مستقبل وطنهم ولقمة عيشهم ومصير أبنائهم وبناتهم.
وقد غاب عن المحاكمة التي انعقدت هناك كل من:
أولا, المتهم الأول سمير الثاني الرفاعي رئيس الوزراء وطاقمه الوزاري. وتهمتهم الفساد والتجويع والقهر وبيع الوطن والثراء غير المشروع وتوغل أيديهم في جيب الشعب المخرومة أصلا.
ثانيا, المتهم الثاني مائة وأحد عشر نائبا, بتهمة تغطية المتهم الأول وخيانة الوكالة الشعبية الممنوحة لهم من قبل المشتكي (الشعب ) بمنحهم الثقة المدفوعة الثمن لسمير الثاني وطغمته. وقد غاب هؤلاء ضمن صفقة الحكومة معهم للمقاطعة وترك موكليهم في العراء ودون ظهر وسند.
ثالثا, المتهم الثالث, النقابات والحركة الإسلامية التي طالما حذرنا من معاييرهم المزدوجة, وازدواجية الولاء لديهم. عيونهم على الكراسي الحكومية وقلوبهم تنبض لخارج الحدود. غابت هذه القوى التي طالما تحدثت زورا باسم الشعب عن أن يكونوا محامي الشعب والمدافعين عن مصالحة وجوعه. يفزعون لغزة وأفغانستان إن عثرت شاة هناك, ويغفلون جوع وحرمان شعبهم الأردني الذي يتاجرون باسمه ويثرون على حسابه.
وبعد المداولات وسماع شهود الإثبات, فقد صدر الحكم الشعبي غيابيا بحكم الوجاهي على الشكل التالي:
ــ ثبوت جميع التهم الموجهة لجميع المتهمين بما لا يدع مجالا للشك.
ــ إقالة المتهم الأول سمير الثاني وطاقمة الوزاري من مناصبهم ومنعهم من تبوء المناصب العامة مستقبلا, وإحالتهم إلى محاكم الفساد المختصة.
ــ التوجه لجلالة الملك بالنداء والرجاء لعزل المائة وأحد عشر نائبا, الذين خذلوا الشعب عندما أصبحوا نواب حكومة وليسوا نواب شعب.
ــ إعتبار المتهم الثالث ( النقابات المهنية والحركة الإسلامية ) في واد وهموم الشعب وإرادتهم في واد ثاني, وتجفيف منابع تمويلهم, ومصادرة ملياراتهم المكدسة لمصلحة الشعب الذي صدقهم طويلا ودفع لهم من جوعه وعرقه, ومطالبة المواطنين الأردنيين بالاستنكاف عن عضوية هذين الناديين الفاشلين, النقابات المهنية والحركة الاسلامية.
ــ الاتفاق على تكرار هذه المحاكمة أسبوعيا وفي كل جمعة حتى يتم تنفيذ الأحكام الصادرة غيابيا أو جلب المتهمين كافة بالطرق القانونية أو بتسليم أنفسهم لمحاكمتهم وجاهيا.
وعندما تغيب الأرواح من أجساد الأحياء المتسلقة, يستذكر الشعب أرواحا غيبت أجسادها الشهادة والتضحية. وسوف أتحفظ هنا بقوة عن ذكر أسماء الطرفين في هذا السياق لبعد البون والقيمة المضافة بينها.
جمال الدويري