زاد الاردن الاخباري -
أكد سياسيون أن حديث جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال لقائه وجهاء وممثلي أبناء وبنات محافظة الزرقاء أول من أمس، كانت رسالة باتجاهين، الأول الجهات التي تمارس الضغط، والثاني للأردنيين، حيث أكد جلالته “أنهم معه”.
وأوضح هؤلاء السياسيون، أن كلام جلالة الملك كان واضحا، بتأكيده على حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية بالعودة وإقامة دولته المستقلة، مؤكدين أن حديثه له ما بعده وهو ليس شعارا بل عنوانا للمرحلة السياسية القادمة.
وكان جلالته قال “عمري ما رح أغير موقفي بالنسبة للقدس، فموقف الهاشميين من القدس واضح، ونحن في المملكة الأردنية الهاشمية علينا واجب تاريخي تجاه القدس والمقدسات”.
وتابع “بالنسبة لي القدس خط أحمر، وشعبي كله معي”، مضيفا “لا أحد يستطيع أن يضغط على الأردن في هذا الموضوع، والجواب سيكون “كلا”، لأن كل الأردنيين في موضوع القدس يقفون معي صفا واحدا، وفي النهاية العرب والمسلمون سيقفون معنا.
الباحث والأكاديمي الدكتور أسامة تليلان بين أن الأردن له دور أساسي في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والرعاية الهاشمية، قائلا إن حديث الملك “كان واضحا وحازما في نفس الوقت”، مضيفا أن هناك من يضغطون على الأردن في موضوع القدس وحتى الوطن البديل، وكانت رسالة الملك باتجاهين الأول للجهات التي تمارس الضغط، والثاني للأردنيين حيث أكد جلالته أنهم معه، وهي رسالة بأن الأمر ليس سهلا، بل هناك أمر كبير يستحق وقفة الأردنيين بل العرب والمسلمين.
وتابع تليلان انه حين نتحدث عن ضغوطات الدول على دول أخرى، فإننا لا نتحدث عن أمور عادية بل عن إجراءات سياسية واقتصادية وعمليات عبث بأمن الأردن واستغلال أزمته الاقتصادية، “ولهذا نفهم حديث الملك ليس فقط تأكيدا على موقفه وموقف الأردن والأردنيين من ملف القدس، بل يريد أن يقول لنا إن علينا واجبا تجاه أنفسنا وبلدنا، وأن حماية الأردن والدفاع عن مواقفه يحتاج منا جميعا إلى تعامل رفيع المستوى”.
وأوضح أن العبارات التي قالها الملك تحمل الكثير من التفاصيل والمواقف والرسائل، فالدفاع عن القدس وهويتها، هو دفاع عن الأردن وهويته، معتبرا “أن كلام جلالته من أهم ما قال خلال الفترات الأخيرة. حديث له ما بعده، وهو ليس شعارا بل عنوانا للمرحلة السياسية القادمة”.
من جهته، قال أستاذ الإعلام والاتصال في جامعة البترا الدكتور تيسير مشارقة إن الهاشميين على مر التاريخ هم أصحاب الوصاية على المقدسات، مضيفا “أن موقف الأردن رمز ونموذج في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات. وهذا لا يختلف عليه أحد”.
وتابع أن مواقف الأردن والشعب الأردني الصلبة في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية وبخاصة القضية الفلسطينية مشهود لها والتي تأتي انطلاقا من دور الأردن المحوري تجاه القضايا القومية العربية والمصيرية.
ودعا مشارقة، زعماء العالم إلى تقييم ما حدث في القدس تقييما حقيقيا ليعرف العالم أن القضية الفلسطينية ما تزال هي قضية العرب والمسلمين المركزية، وان القدس هي قلب القضية فلا تلاعب ولا تساهل في موضوع القدس فهي أكثر من خط أحمر، كما أكد دائما جلالة الملك.
وأشار إلى أن موقف جلالته يؤكد ثبات الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية والمقدسات في فلسطين والقدس، كي يعرف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وغيره من الإسرائيليين ان القدس خط أحمر.
وأكد مشارقة أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ليست قرارا إسرائيليا ولا يمكنها التحكم فيه، فهو قرار بيد التاريخ الذي أعطى الهاشميين هذه الوصاية ولن نقبل من إسرائيل أو أي جهة كانت أن تتلاعب بهذا الأمر وهو ليس قرارهم بل هو قرار الهاشميين السياسي والديني والتاريخي.
بدوره، قال العميد المتقاعد محمد السحيم إن حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، هي القضية الاساس لجلالة الملك، ليس فقط انطلاقا من الوصاية الهاشمية على هذه الأماكن، بل لان جلالته خير من يدرك ان القدس هي مفتاح السلام والاستقرار ليس في المنطقة فحسب ولكن في العالم أجمع.
وأضاف ان الجهود الملكية المباركة أسهمت في الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية في القدس وفي تجنيب المنطقة نذر الفوضى وعدم الاستقرار، مؤكدا أن الوصاية الهاشمية تكليف ومسؤولية وقد أكدت الوقائع والأحداث ان جلالة الملك كان دائما صمام الأمان للحفاظ على الهوية العربية لكل المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
من ناحيته، بين رئيس ديوان المظالم السابق عبدالإله الكردي ان جلالة الملك كان صريحا في كلام، فالأردن يتعرض لضغوطات من الخارج، إلا انه أكد أن القرار لا رجعة عنه، فالقدس خط احمر ولا تنازل عن حقوقنا التاريخية والدينية والمطلوب المزيد من الهمة وتراص الصفوف لنتجاوز بقيادة جلالته هذه المحن.
وأشار إلى أن جلالته أراد أن يجدد تأكيده على ثبات الموقف الأردني من القضية الفلسطينية، وان الرد على إشاعات الوطن البديل هو “كلا”، مهما كانت الضغوطات او حتى التعويضات.
وقال الكردي انه لا يخفى على أحد نشاطات جلالة الملك خارجيا تجاه القضية الفلسطينية، فقد عقد سلسلة اجتماعات مهمة كسب من خلالها تأييد العالم تجاه المقدسات والقدس.