وأخيراً انتهى حكم "الزين" ذاك الرجل الذي ظل يحكم تونس لأكثر من عشرين عاماً مارس خلالها كافة صفات الديمقراطية العربية، فوصل إلى الحكم بانقلاب على الرجل الذي وثق به ثقة مطلقة وتكاتفا معاً ولسنوات من أجل "عدم خدمة الشعب"، كما نظم انتخابات رئاسية على مقاسه ومقاس بنطاله، وانتخابات برلمانية تتناسب وتسريحة شعره –لاحظ عزيزي القارىء أنه من الرؤساء العرب القلائل الذين "تفرق" معهم ويتسم بصبغة شعر كاحلة في السواد كليل الشعب التونسي الطويل - .
وأخيراً انتهى عهد "الزين" ذاك الرجل الذي جمع حوله مجموعة من "المريدين" و"الزبانية" و"الحاشية" –لاحظ عزيزي القارىء أنها ألفاظ تدل على الدونية-، مجموعة لا تختلف عن أي مجموعة محيطة برؤساء عرب كثر، وكغيره من الزعماء العرب تخلى عن هذه "الزبالة" أقصد "الزبانية" عند أول مواجهة حقيقية مع الشعب متهماً هذه "الزبالة" بأنها من ضلّله وأبعده عن شعبه، ولما لم تنطلي هذه الحيلة على الشعب عاد "الزين" ليجعل من هذه "الزبالة" وقوداً لنار الغضب التونسي فعاد ليعلن مستجديا ً-لاحظ عزيزي القارىء كيف تحول الطاغية إلى مستجدٍ- أنه سيحاسب كافة الفاسدين والمفسدين من حاشيته وزبانيته وأقال عدداً منهم في محاولة لجعلهم "كبش فداء"، ولما لم تنجح هذه المحاولة أيضاً، قرر "الزين" الهروب تاركاً "زباتيته" لمصيرهم الحتمي تحت أقدام الشعب التونسي.
إذن رحل "الزين" هارباً وانتقم الشعب من "عابدي الزين".. فلا أسف على "الزين" ولا "العابدين" ... والعبرة لمن يعتبر ... والله من وراء القصد.
فاخر دعاس