تونس الخضراء وبن علي وليلى الطرابلسي وما أدراك ما ليلى ! هذا الثالوث الذي بات حديث الساعة في كل أرجاء العالم ، فتونس الخضراء لم تعد خضراء بعد أن أشعل البوعزيزي شرارة التحرر فيها ، وبن علي خرج ولم يعد أو لن يعود ، أما ليلى فهي الان تملك 1,5 طن من سبائك البنك المركزي التونسي \" كما أفادت لوموند الفرنسية\" .
الخبر اذا تغيير في تونس ، خروج الرئيس والبحث عن رئيس وليلى التي دمرت الرئيس الذي بدوره دمر البلاد ....وغيرها من الأخبار التي رافقت الحدث في الأيام القليلة الماضية ، فمن راقب محطات التلفزة لاحظ كثرة التعليقات والتحليلات وطرق قراءة الخبر وتصوير المشاهد الآنية وتلك المتوقعة بعد حين ، كل حسب وجهة نظره للأمر .
رغم انشغال العالم بالرئيس المغادر والرئيس الذي سيأتي ، هنالك فئة انشغلت بأمر مختلف وكأنها كانت تنتظر لحظة صدور الأمر للجهر بالدعوة ، فقد صدح الآذان عبر التلفاز التونسي ونطق بالشهادتين وكبر باسم الله وقطع نشرة الأخبار ، وقد ذكرني هذا الحدث بمشهد خروج الرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه يوم جهروا بالدعوة في مكة .
وخرجت نساء تونس المقهورات الممنوعات من لبس الحجاب وقد ارتدين الحجاب دون خوف لأول مرة ولم يتعرض لهن احد ،وكأنهن في شوق للبس الحجاب والخروج إلى الشارع بحرية ، الله اكبر هل لبس الحجاب في بلد إسلامي يتطلب إشعال ثورة حتى يصرح به في الطريق العام ، وأنا اكتب هذه الكلمات اشعر أني اكتب عن حدث في دولة على كوكب آخر ، لا عربية ولا إسلامية ، لك الحمد ربي على ما منحت للتلفاز التونسي من حرية ، ولك الحمد ربي على انه ما يزال في أسواق تونس بعد هذا العمر حجاب للنساء وقد إرتدينه رغما عن كل الطغاة .
Tahseen_sh79@yahoo.com