سليم ابو محفوظ
الألم بدايته بعد الخلع...أخلع السن وأخلع وجعه..
ولكن بعد الخلع قد يطول الألم إذا لم يكن مداوي ماهر
يعالج آثار الخلع الطارئ بعد الألم الموجع...
زين العابدين خلع بطريقة تتشابه مع خلع شاه إيران وإستبداله بخميني عصره آنذاك، الذي قامت الجماهير ولم تقعد على قدومه وكأنه الحبر الأعظم لأكبر دولة في العالم القديم والجديد...أي كأنه فرعون زمانه وبلا تشبيه كأنه رسول مرسل، جاء لإنقاذ العباد من جور العباد .
ولكن ما جرى في تونس يوم الجمعة الفائت، كان أشبه بحلم خيالي... زين العابدين يطير جراء هبة جماهيرية لا
يتوقع كثير منا ما جرى، ولكن جرتنا الحمية كالعادة لأن التفكير محدود لدى كثير من أبناء أمتنا، ومفقود لدى الأكثر من العديد البشري العربي، الذي خلق زودٌ في العدد وعالة ٌعلى كواهل المجتمعات ...والدول.
لقد خُلع المخلوع وكان الأمر هينا ً لينا ،ًمرت الحادثة مثل خلع الضرس بدون إراقة دماء تذكر، ولا تخريب يدمر ولكن الذي جرى بعد أن راحت السكرة وجاءت الفكرة ،دمر وخرب أكبر وأكثر من عملية الخلع، التي تمت حياكتها في دهاليز إستشارية، ومواقع إستخبارية محصنة بتقارير، ويكسي ليكسي بعد ثلاثون سنة قادمة ستعرض على من يبقى منا على قيد الحياة... ويتعجب كيف طار ومن طيره... إبن علي زوج ليلى الطرابلسي صاحبة الاستثمارات الشرائكية مع المستثمرين المحليين والأجانب أمثال سهى وغييرها.
بدأ الألم يضغط على العصب التونسي، بعد هروب رئيسه من واقع فرضه الشارع.... وبدون منازع ولا مقاوم ،هرب وترك خلفه أرث تخريبي ثقيل الأحمال...بدأت خيوطه تنسج في معامل الصهيونية العالمية... والتربة التونسية خصبة كما هي تربة العراق جزلة في الخصوبه... ورأينا ما حدث في شمال العراق وسمعنا وقرأنا عن وجود الموساد وأعوانه ..الذين ساهموا في نهب العراق وتدمير تاريخه العريق وسلب ثرواته الطبيعية والنفطية بالدرجة الأولى جهاراً نهارا ً لأنها هي الهدف الأكثر أهمية بعد الأثار المنقولة على بلد الأمان ...وقد تكون في أرضنا المحتلة التي سميت بالكيان الاسرائيلي.
الألم بدء بالنهب والسلب والقتل على نطاق أوسع مما كان قبل عملية الهروب المفاجئة...لماذا يحدث هكذا أفعال تروع أمن المواطنين الآمنين، بعد أن رأو بصيص الأمل المنشود حسب رأي الشعوب في كثير من الأحيان
وقد ثبت العكس فالصورة واضحة أمامنا وطبقت في العراق الحبيب على قلب كل حر عربيا ًومسلما ،ًفقد كان الشعب العراقي... من الشيعة يتظمرون من صدام حسين ونظامه الدكتاتوري...وبعد أن فات الفوت ومات من مات أخذوا يعضو على اصابعهم ندما ًعلى صدام وأيام حكمه ذو القبضة الفولاذية ... التي لم تتوانى عن فرض الأمن ولا لحظة على كامل التراب العراقي الطاهر الذي
جبل بالدماء عبر قرون التأريخ المتأجج بالأحداث في بلاد الرافدين أرض الحضارات والثورات.
وقد علمتنا الايام بأن اللي راح لا يعوض ولم يأتي مثله
وستكشف الأيام بأن الأدوار موزعة ومرتبة من قبل أصحاب الحل والعقد في عالمنا التايهة ُ شعوبه في غياهب الغلاء والوباء الأخلاقي والفساد المالي والجهل
المستشري بين الأوساط المجتمعية الإقليمية والدولية.
لا ندري ماذا خطط المخططون لتونس الخضراء التي حرمت من الآذان مدة ليس بالقليلة ومنعت الصلاة في مساجد كثيرة لغير روادها ومصليها ...ماذا خطط المخططون للشعب التونسي المثقف المغلوب على أمره كباقي شعوب الدول العربية والعالم الثالث الذي يعيش الغالبية العظمى من مواطنيه تحت مستوى خط الفقر الذي طير بن علي من فوق كرسيه الملوكي. الى كنبات
القصور الخيالية في منفاه ...الذي رحب به كضيفا ً مكرما ً ينعم بالأمن في بلد الأمن السعودي المسلح بحماية الحرميين الشريفين ...