بقلم : حكمت محمود البشير
تخيل أخي القارئ لو كنت في مكان مظلم لا يوجد فيه ضوء. ما هو الشعور الذي تشعر به ... من منا يعشق الظلام ؟ ولوكنت بهذا الموقف ماذا تتمنى عندها ؟ قد تقول يا حبذا لو ضوءا خافتا ولو يلمح المكان من بعيد... نعم تظل تتمنى وتقول والله أني لأقبل بسراج الحصادين ضوءا يؤنسني في المكان الموحش المظلم ... نعم هذا من أسوأ ما يمكن أن يعيشه الفرد مهما كان وأينما يكون هذه الوحشة المظلمة تجر بأذيالها الخيبة وبالفشل
الذريع الذي يمكن أن يصيب الإنسان. فما بالك لو فجأة رأيت ضوءا يقترب منك شيئا فشيئا لينير لك الدرب وليؤنس وحشتك هذا الضوء الذي يشتعل ليطفئ العتمة ويبدد الظلام ويحسن الحال... إنك ستشعر بالفرح والأمل وبأنك تقوى على التحدي وعندها لا تخاف الأشياء وكل هذا بفضل الضوء الذي أنار لك المكان وبدد وحشة الظلام... وهكذا هو المعلم ... نعم إنه الشمعة التي تحترق من أجل إنارة الدرب للآخرين....
نعم إنه المعلم الأب والأخ والمعلم والصديق والرفيق... نعم إنه الذي تغنى به الشعراء وقال فيه أمير الشعراء : قم للمعلم وفه التبجيلا .... نعم والله ما رأينا أعظم من هذه المهنة مهنة الأنبياء والمرسلين... لولا المعلم لما وجد الطبيب ولا المهندس ولا الحرفي ولا أي من كان.... ولولا المعلم لما عليت الصروح ووجدت المنابر.... نعم هذا هو المعلم ... هو الذي يبني ويربي أجيالا ويعمل أعواما .... هو الذي ينام والحلم يكبر بأبنائه الذين يربي فيهم الطموح ... هو الذي يزرع فينا حب الوطن... هو الذي يبني الرجولة والأنفة هو المتمم لرسالات الأنبياء ووالله لولا المعلم لما نحن على هذا القدر من الرفعة والعزة . كم من المعلمين الذين ما زالوا في ذاكرتنا وحتى وإن وافتهم المنية فإنهم ما زال يشار لهم بالبنان وأقولها دوما مهما عليت المناصب ووصل أصحابها فلن يصلوا إلى مرتبة معلميهم....
لله در من قال علمتني وأنا للعلم عالما ولولا المعلم ما كنت هأنا !!
أنعم بمعلمي وأكرم به فهو مؤدبي وإن كنت ذا أدبا............
هذا الإنسان الذي يفنى ويتفانى ويعطي وينير الدروب هل سألناه يوما ماذا يريد ؟؟؟ نعم سيدي رئيس الوزراء.... أصحاب السعادة... أيها السادة ....
ما نعطيه للمعلم في مجتمعنا ليس إلا القليل مقارنة بما هو معطيه فهو الذي يعطي ربيع عمره وزهرة شبابه لينشئ أجيالا ولكن عندما يقارب على التقاعد ويشارف على الأيام المنتظر حصادها لينتظر ما هو جانيه لنتفاجأ بأنه لا يحصد سوى تكريما بسيطا بوسام مصنوع من الخشب ولا يعني هذا سوى كلمة (الله يعطيك العافية ) وهي عافيته التي ذهبت أدراج الرياح عندما أراد أن يرتاح لماذا لا يكون له نقابة أسوة بباقي المهنيين؟ والله عجبا وكل العجب لمن هم أدنى منه مهنة ويكون لهم النقابات تمثلهم وتطالب بحقوقهم وهل لهذا المعلم مكانة من دون نقابة ؟نحن ننادي بأعلى ما نملكه من صوت بأن تقوم الحكومة الأردنية بالموافقة على إنشاء نقابة للمعلمين لأنهم الفئة الأكبر في بناء الوطن والحفاظ على عزته تحت ظل الراية الهاشمية المعظمة راجيين فتح الملف بصورة جدية أكثر لنتمكن من إراحة المعلم وتحقيق متطلباته ودمتم تحت ظل الراية الهاشمية بحمى أبي الحسين أدامه عزا وذخرا لأردننا الحبيب .ونلهج بالدعاء قائلين :يا رب يصير نقابة معلمين..!؟
Hikmat_b@yahoo.com
077746706