أنا ما زلت أغتسل بالذل،،،ويمسحوا بقايا دمي حد السيف
من باع العراق،،،سوى أعدائك يا وطني
سوى قائمة من السفاحين والدجّالين
ومن تجّار الحرب،،،على عتبات الحكّام
وعلى مائدة الدول الكبرى
دُقت الأقداح،،،وشُربت الأنخاب على بقية الجراح
أنسيتم،،، بأن العراق كان رمز عروبتكم
وبأن حضارة بابل،،، وآثار ما بين النهرين قد
بيعت بأسواق الغَزل،،، يوم الجمعة
وبأن الماجدات العراقيات،،،تغتصب كرامتهم كل يوم بثكنات عسكرية
على مرأى الأعراب،،،الذين أصبحوا أغراب
ويقذف على أجسادنا أبارقة الخمور
من أباطرة الحروب،،،بكؤوس بلورية
وهل تبقى بالكؤوس،،، سوى السموم الفرعونية
التي نتجرّع منها كل يوم،،،ونجتّّر شقائنا اليومي
سأمشي على راحتي من اليوم،،،وقناعتي أن هزائمكم تلك أصبحت نصراً
فالرجال بشرقنا،،،أصبحوا متخمين،وعالقين،وغارقين
بين أفخاذ النساء،،،وعلى أجساد الراقصات الشرقية
بزجاجات النبيذ الثمينة،،،لتصب على عطشهم وصحاريهم
أقسم بالله العظيم،،، وبتاريخ الفقر والجوع والهوان
بأنه لن يبقى رجل واحد،،،إن بقيت حالتنا بهذه الحالة
بين حكومات تعشق براميل النفط،،،لغسل ما تبقى من العار
ليصبح دجلة والفرات،،،نهرين بين فخذين امرأة مغتصبة
وأصبحت أخلط بين المياه وبين السراب
فالعراق كان رمز عروبتكم
لتدخلوا عليها زناة الليل من رعاة البقر،،،ووقفتم وراء الأبواب
تسترقون السمع والبصر،،،لصرخات بكارتها
وأدميتم خاصرتها،،،بخناجركم
وتفاخرتم شرفاً،،،على خازوق الشرف المفتعل
وصرختم فيها،،،بأن تصمت صوناً للعرض
فما أشرفكم اليوم
فأنتم اليوم أصبحتم سلكاً عارياً بلا عازل برياح الغدر
وهل بقي عندي شيء،،،وهل للمغتصبة صوت
فأنا أصبحت يتيمة الأم والأب
وأبنائي رحلوا عني منذ سنين الغدر
فبعد اليتم،،،لا يوجد حولي سوى،،،مجموعة ذئاب
تنهش لحمي ليلاً نهاراً
وما أقسى الظلم على،،، يتيم الأم والأب
لتجلد اليتيمة والضحية مرة أخرى بالمسلخ الدولي
اتفقوا الكفّار بأن يُدّك العراق اليوم
ويقدم من لحم أبنائه طبقهم اليومي
فاليوم دعوني أصارحكم،،،بحقيقتكم
بأني ما عدت من نسلكم،،،وبأني مَحوتُ إسمي من خارطتكم
فأنتم رجالاً فقط بالليل،،،على الأسّرةِ والشراشِف البيضاء
فأنا أرملة بصحراء،،،بلا مأوى،،،وبلا دواء
فأنا اليوم أعيش بسراب وطن،،،أم مبغى ليلي
فأنتم تقامرون على جسدي المحنّط
أصرخ فيكم،،،أصرخ أين شهامتكم
إن كنتم بشراً،،،أعيدوا لي ما سلب مني
فالذئبة،حتى الذئبة تحافظ على نطفتِها
واللبؤة تحافظ على أشبالها،،،والنحل يعتز بتحليقه وبقائه
فلماذا أدخلتُم كل الأمراض التناسلية حُجرتِها
ووقفتم متفرجين،،،أي رجال أنتم
فأنتم من قذف بي بالصحراء، دامية، بدون قابلة قانونية
فهذا السفح المنتظر،،،من صنعكم،،،ومن صلبكم
فأنتم اليوم تستخدمون أسلحتكم التي تطلق ذخيرتها من الخلف
على أم الشهداء
يصهر جسدي كل يوم كما يصهر الحديد
وما من أحد يجيب
لن تتلقح أرضي،،،بغير اللغة العربية
فاليوم أشتم رائحة الأنبياء،،،أسمع سيوف صلاح الدين
قادمة من بعيد،،،لتصرخ وتقول
تباً لكم،،،تباً لكم
أصرخ،،،يا صلاح الدين أم،،، ومعتصماه،،،أم يا عرباه
أما آن لهذه الأمة المغتصبة،،،أخذ الدروس والعبر
أصبحت روحي هائمة قبل النوم،،،بالسجون الانفرادية
ليشتعل جسدي الشمعي كل يوم ملياً
وأرى تاريخ العراق أصبح بين نهدين امرأة غجرية
تنفرط كلماتي وأشعر بالحسرة والندم
تختلط الريح بصوت سيوف صلاح الدين
ليسألني،،، هل أنت امرأة عراقية
ليضيء سيفه المسلول،،،ليلي المعتم ويوقد في المهجة جمرة
فأنتم اليوم ظلال لمنقار عصفور بشمس الصحراء
لغتكم معقدة ليس يحل طلاسمها،،،غير الضالع بمفرداتها ومعانيها
والظل،،،لغة خرساء،،،وأنا أصبح بوحي أخرس
فوق مساحاتكم الخرساء
أنا اليوم أصبحت أنتمي للجياع،،،التي رفعت من قهرها هرماً خزفياً
إهداء إلى أربعة ملايين أرملة بالعراق وخمسة ملايين يتيم
والى الشعب العربي العراقي البطل
هاشم برجاق
25-12-2010
www.Hashem.jordanforum.net