ربما يستغرب البعض عنوان المقال ويتسائلون ماهي العلاقة بين منتخبنا الوطني وهز الشجرة، ولكن لابد من البداية بتهنئة المليك الغالي جلالة أبا الحسين وسمو الأمير علي بن الحسين أمير الرياضة الأردنية حفظهما الله والقيادة الهاشمية، وعموم أبناء الشعب الأردني بالإنجاز الذي سطره نشامى منتخب الوطن بأحرف من ذهب، وعلى مستوى أكبر قارة في العالم، هؤلاء النشامى الذين رفعوا إسم الوطن عالياً وأثبتوا أن لهذا الوطن مكاناً في القلب غالياً.
رأينا في بطولة كأس أمم آسيا الخامسة عشرة لكرة القدم كيف أن منتخبات لا تحمل سجلاً كبيراً في تاريخها الكروي فعلت الشئ الكثير والمثير، ومن هذه المنتخبات منتخبنا الذي لا يحمل في سجله الكروي الدولي أفضل من التأهل للدور الثاني في بطولة كأس أمم آسيا الثالثة عشرة في الصين في عام 2004.
وهنا وبعيداً عن الأمور الفنية والكروية التي نخوض فيها بعيداً عن المقال نحلل الأمر بشكل مختلف ومن خلال تساؤل بسيط، فإذا كان أحدنا يجلس تحت شجرة ويستظل بظلها ثم شعر بأنه يشتهي الأكل من ثمار هذه الشجرة ترى ماذا عليه أن يفعل؟
بالتأكيد عليه أن يقوم بهز الشجرة بكل قوته ليحصل على هدفه، وهو الحصول على أكبر عدد من الثمار، ومن ثم التلذذ بأطيبها، ولكنه إن جلس يتمنى أكل الثمار ويحلم بها لساعات وهو جالس تحت الشجرة دون أن يحرك ساكناً ترى هل سيحصل على شئ؟ ربما في أحسن الأحوال سيحصل على بضعة ثمار بالية ستسقط على رأسه لوحدها لأنها لم تعد صالحة.
في إعتقادي أن هذا هو الفرق بين الإنسان المبادر الذي يبحث عن النجاح في أي مكان وزمان، وإنسان آخر ينتظر اللقمة أن تقفز إلى داخل فمه، فما فعله نشامى منتخبنا هو أنهم قاموا بهز الشجرة بكل عنف وقوة ليحصلوا على أفضل النتائج في مشوراهم الآسيوي، ولم ينتظروا ثمار الشجرة لتسقط عليهم لوحدها، ومن هنا رأينا كيف أنهم نجحوا في تحقيق هذه النتائج الباهرة بفضل الله عزوجل ثم بعزيمتهم وطموحهم وإصرارهم الكبير على تشريف وطنهم وأبناء بلدهم.
هكذا يكون الإنسان الساعي لتشريف بلده في أي مكان وزمان في هذا العالم بعيدا عن أي نعرات عنصريةأومهاترات جانبية.
نشعر بهذا جيدا ونحن نعمل بعيدا عن رائحة الوطن الزكية في بلدان الغربة، ونسعى بكل ما أوتينا من قوة أن نترك الأثر الطيب لدى غيرنا من أبناء البلدان الأخرى، لنكون رسالة طيبة يرسلها وطننا أينماومتى كان، ونعطي أفضل صورة عن ديننا ووطننا.
نتمنى أن يواصل منتخبنا مشواره ليكون من ضمن أفضل أربع منتخبات كروية على مستوى أكبر قارة في العالم، ولكن وبكل بصدق إن لم ينجح في ذلك فنشامى المنتخب لم يقصروا، ويستحقون إستقبال الأبطال في عمان، وإحتفالاً مركزياً في إستاد عمان الدولي يجمعهم بأبناء بلدهم لتكون فرصة الجميع للتعبيرعن الفرح والفخر والإعتزاز بهذا الإنجاز المشرف.
وفبل الختام لا ننسى جلالة أباالحسين، مليكنا الشاب، الذي تعلمنا منه روح المبادرة والمثابرة والسعي نحو الأفضل دائماً، والذي يثبت كل يوم بأنه يحرص على مشاركة شعبه جميع أفراحهم وهموهم ليس كملك فقط، بل وكمواطن أردني يشعر بهم ويفرح لنجاحهم وأكبر دليل على ذلك تحدثه الهاتفي المباشر مع اللاعبين بعد المباراة وتهنئتهم فرداً فردأ، فكل الشكر لقيادتنا الشابة التي تشاركنا ضحكاتنا وقفزاتنا من الفرح.
كنت قد تعمدت تأجيل كتابة هذا المقال بعد مباراة منتخبنا الثانية إلى ما بعد نهاية منافسات الدور الأول، وذلك لأن الثقة كانت كبيرة بأن المنتخب سيتأهل للدور الثاني بإذن الله، والحمد لله هاهم قد فعلوها النشامى وتأهلنا للدور الثاني، والآن الثقة أصبحت أكبر بأن طموح اللاعبين قد تضاعف، خصوصاً مع هذه الرعاية الكبيرة من قيادة الوطن الهاشمية.
من المؤكد أن اللاعبين سيبذلوا قصارى جهدهم في المباراة القادمة، وسيكون لديهم من العزم الكبير لهز الشجرة من جديدة وبعزيمة أقوى وأشد هذه المرة بمشيئة الله، ويا أردن إحنا رجالك ويا محلا دلالك.