لمن لايعلم فروبن هو فارس بسيط امتلك صهوة فرسه وقرر أن يقطع الطريق على تجارة الاقطاعيين ويسرقها ومن ثم يقوم بتوزيع عائدات سرقاته على الفقراء ، وهذه الحالة توجد عندنا في الاردن ، ولكن العائدات هنا ليست نقود من فضة وذهب ولفائف قماش من حرير ، بل هي معلومات صحفية واخبار ترافقها الصور والصوت لما حدث يوم الجمعة في الشارع الأردني ، ، وروبن هود هو المواقع الاخبارية الاردنية ، والحالة هنا تكاد تكون متشابهة حتى ولو اختلف الزمن ، ولكن الهدف هو واحد لكلا الروبنين الهوديين القديم والحديث ، والسؤال هنا ما هي السلطة والادوات التي يمتلكها الاقطاعي الرفاعي والتي تخوله القضاء على روبن هود الاعلام الاردني ، في البداية أول ادواته هي 111 نائب وهم الذين قالوا له نعم يوم منح الثقة وهم الذين وضع بين ايديهم قانون جرائم النشر الإلكتروني ، وهم الذين أول من بدء بالنوح والبكاء عندما قال الاعلام الاردني الحر كلمته بعد منحهم للثقة لحكومة الرفاعي فشكوه لأباهم بالتبني دولة الفايز والذي نقل الشكوى مباشرة للأب الروحي للجميع دولة الرفاعي ، فكيف سيتمكن هولاء ال111 نائب من التعامل مع هذا القانون بموضوعية وحياد ، وثاني أدوات الرفاعي في هذه المعركة هو الاعلام الرسمي الممثل بالتلفزيون الحكومي والذي يستطيع بمكالمة واحده أن يحضر من يشاء من رجالات الدولة والاصدقاء الخاصين بالرفاعي كي يدافعوا عنه ، لأنهم لايستطيعوا أن يقولوا انهم مشغولون في عمل رسمي أو رحلة خارج البلاد والرئيس يعلم ماذا يفعل كل واحد منهم الساعة الثامنة مساء وهي موعد نشرة الاخبار الرئيسية ، وهذه الحجج يمارسونها دائما مع الاعلام الاردني الخاص ، وهذا الاعلام الذي يعاني الامرين في الحصول على ضيف من علية قوم دولة الرفاعي كي يقوم بطرح وجهة نظر الحكومة أمام الطرف الاخر المشارك والذي يكون عادة من الطبقة الكادحة من مثقفي الشعب ، وثالث ادوات الرفاعي في هذه المعركة هي إعلامه الشخصي الذي حتى ولو كان يسير على عكازتين هما العايد والصفدي فأنهما قادرين على التلاعب بالصحف الورقية كما يحلوا لهما فهما رجال سلطة ويمتلكون القانون ولعل أكبر مثال على هذا التلاعب ما صدر من عناويين للصحف اليومية صباح يوم السبت بعد يوم الجمعة الغاضب ، أما روبن هود الاعلام الاردني فماذا يمتلك من أدوات في هذه المعركة ، أول أدواته واخرها هي (كي بورد وقلب جريء ) ومن خلالهما يستطيع هذا الاعلام أن يصل لكل قلوب الاردنيين من خلال شبكة الانترنت التي مهما حاولت سلطة الرفاعي أن تحجبها فسيجد الشعب له منافذ عدة للوصول لها ، فهذا الشعب يبحث عن معلومة خبرية بعيدة عن أدوات الرفاعي ومتملقي الحكومة ممن يمتازون بطلاقة اللسان وحلاوته ولهم اقلام تكتب بحبر ملىء من محابر ليست لهم ، واستطاعوا هولاء المتزلفين أن يرسموا الابتسامة على وجوه كل رجال الحكومة الرفاعية ، وعملوا لهم من البحر مكاثي لدرجة أنهم أي رجال الرفاعي صدقوا كذب هولاء وانطوت عليهم الكذبة ، اذا ما الادوات التي يستطيع الرفاعي ومن خلالها أن يقضي على روبن هود الاعلام الاردني وهو الذي سبق وقام بحجب هذه المواقع عن موظفي القطاع العام بما فيهم نوابه ال111 ، وفي ختام هذا المقال أعيد كتابة وقراءة التاريخ على مسمع ورؤى الرفاعي وبجملة مختصرة هي أن التاريخ لم يذكر أسم الحاكم الذي حارب روبن هود بل تعددت اسمائه لدرجة أن اصبح يستنسخ في مرحلة من مراحل التاريخ ، ولكن روبن هود بقي أسمه روبن هود قاطع الطريق الشريف والذي يذكره كل فقراء العالم ولن ينسوه ؟