بقلم محمد ربابعه
استيقظ العالم على خبر مفاده أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي هرب من بلاده تاركا السلطة وما فيها من وراء ظهره إلى هنا انتهى الخبر .رحل الرئيس التونسي عن الحكم رغما عنه وليس بمحض إرادته بعد أن شعر بان حياته وحياه أسرته في خطر وبعد أن حاول بالتدريج إرضاء الشعب بخطوات بدأت بأقاله محافظ المدينة التي حرق الشاب التونسي نفسه فيها ثم تلاها أقاله وزير الداخلية ولكن بقي الشعب مصرا على رحيل الرئيس ثم إعلان الرئيس أنه لن يترشح للرئاسة في انتخابات عام 2014 ومع ذلك لم تهدأ الأمور’ ثم أمر الرئيس التونسي بحل الحكومة وبقي الشعب على موقفه إلى أن وصلت القناعة لدى الرئيس بان لا محال من الهروب وهذا ما حدث فعلا .رحل الرئيس بن علي عن السلطة بعد سقوط العشرات من القتلى من أبناء الشعب التونسي ,وبعد اعتقال المئات من أبناء الوطن من المثقفين والإعلاميين والمحامين وكان ذنبهم هو انتقاد ما يجري في البلاد من تقييد للحريات ومن تكتيم للأفواه.
الأمر الغريب في الموضوع هو الموقف الفرنسي الذي تمثل برفض الرئيس ساركوزي استقبال بن علي على الرغم من قوه الصداقة التي تجمع بين الشخصين على الأقل هذا ما كان يشاهده الناس ولكن ما جرى يمثل رسالة إلى بعض الحكام الذين يحرصون على مقابله ساركوزي واللقاء به أكثر من أبناءهم ’وان عليهم معرفه أن حكام الغرب لا يحترمون الزعيم العربي إلا إذا بقي في منصبه وإذا رحل انتهت العلاقة بينه وبينهم ’وبن علي لم يعتبر ممن سبقوه في العمالة لأعداء الأمه ,فالرئيس الباكستاني برويز مشرف عندما قدم كل تعاون وإخلاص لأمريكا لمحاربه ما يسمى الإرهاب حتى جعل باكستان قاعدة عسكريه لأمريكا ,لم ينفعه ذلك وبعد أن أطاح به الشعب الباكستاني ,أعلنت وزيره الخارجية الامريكيه رايس والتي كانت أسوا وزيره في تاريخ أمريكا أعلنت عدم ترحيب أمريكا ببرويز مشرف ,وكان شاه إيران أكثر منهم إخلاصا وبعد الاطاحه به رفضت أمريكا إعطاءه اللجوء السياسي ’هذه صفه الحلفاء من أمريكا والغرب ولكن من يفهم الدرس .
لقد حكم بن علي تونس 23 عاما بالنار والحديد فقتل واعتقل وظلم الأبرياء من أبناء شعبه وأعلن الحرب على الدين الإسلامي فخسر الدين و الوطن والمواطن والآن يعيش معتقلا ممنوع عليه التحدث ولو بالتلفون لتكون نهايته غير مشرفه وليذهب إلى مزابل التاريخ غير مأسوف عليه وليكون عبره لأمثاله .