أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إصابة أربعة طلاب أردنيين بحادث سير في جورجيا نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما الصفدي: يحق لنا التباهي بحكمنا الهاشمي ونفخر بدفاع الملك عن غزة حقوقيون : مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية الكرك: مزارعون ومربو أغنام يطالبون بإعادة تأهيل الطريق الموصل إلى مزارعهم عجلون .. مطالب بتوسعة طريق وادي الطواحين يديعوت أحرونوت: وقف لإطلاق النار في لبنان خلال أيام الصفدي: حكومة جعفر حسان تقدم بيان الثقة للنواب الأسبوع المقبل حريق سوق البالة "كبير جدًا" والأضرار تُقدّر بـ700 ألف دينار الميثاق: قرار "الجنائية الدولية" خطوة تاريخية نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني الازمة الاوكرانية تقود أسعار النفط تجاه ارتفاع أسبوعي الصفدي: عرضنا على العمل الإسلامي موقعًا بالمكتب الدائم إصابة طبيب ومراجعين في مستشفى كمال عدوان صديق ميسي .. من هو مدرب إنتر ميامي الجديد؟ الأردن .. نصف مليون دينار قيمة خسائر حريق البالة بإربد بريطانيا: نتنياهو معرض للاعتقال إذا سافر للمملكة المتحدة الداوود يستقيل من تدريب فريق شباب العقبة انخفاض الرقم القياسي لأسعار أسهم بورصة عمّان مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات. وزير البيئة يلتقي المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام اليمن ومأزق التقسيم

اليمن ومأزق التقسيم

26-01-2010 09:34 AM

منذ زمن ليس بالبعيد والمنطقة العربية تعيش إعادة تأهيل وتهيئة للمرحلة الجديدة التي خطط لها في السياسات الدولية أحادية القطبية التي وضعت وصاغت خططها وبرامجها للمنطقة انطلاقاً من مسلمات وأولويات تتمثل في:
- الثروات الاقتصادية التي تنعم بها المنطقة العربية كونها متكاملة جغرافياً وبيئياً، إضافة للثروات الطبيعية وخاصة الطاقة والنفط ومشتقاته.
- الموقع الاستراتيجي للمنطقة التي تعتبر القلب لقارات العالم، وسيطرتها على العديد من الممرات الإستراتيجية المائية(البحرية) والبرية والجوية.
- النهضة الإسلامية المتمثلة بالإسلام السياسي الذي نما وترعرع كبديل للفكر الماركسي والشيوعي الذي غمر الوطن العربي ردحاً من الزمن أبان نهضىة وقوة الاتحاد السوفيتي.
- انهيار القطب الاشتراكي وتفككه ما أطلق يد القطب الرأسمالي المنتصر نظرياً في الحرب الباردة.
- ظهور العولمة القائمة على استغلال الشعوب الفقيرة اقتصادياً وتكنولوجياً.
يضاف لهذه العوامل العديد من العوامل الأخرى التي تعبر عن المصالح الاستعمارية التي تحاول أن تعيد إنتاج أطماعها في المنطقة بنمطية وثوب جديدان يتوافقان وحجم التطور الطبيعي في الفكر الإنساني الذي لم يعد لديه قابلية لتقبل الاستعمار بثوبه ومظهره القديم الذي ظهر أواسط القرن الماضي واتخذ من الانتداب مدخلاً للسيطرة، فالشعار \"البريطاني، الفرنسي\" الذي رفع في القرن الماضي لم يعد يناسب الوعي الفكري لشعوب المنطقة ، فبدأت القوى الاستعمارية البحث عن شعارات أكثر جذباً ورونقاً لتصطنع شعار الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان.... الخ وهو ما يوحي للتطور في الطرح الشكلي للترويج الاستعماري والسيطرة على المنطقة. وهو ما بدأت تنفذه وتروج له عبر إثارتها للنعرات الطائفية، والمذهبية، وإشعال الفتن الداخلية التي بموجبها استطاعت أن تخضع العراق وتعيده للقرون الوسطي في مستنقع التخلف والقتل والفقر والاضطهاد، وما تبع ذلك من سيطرة شبه عسكرية على دول الخليج العربي، وتحويل بعض بلدانها لقواعد استعمارية مثل الكويت وقطر، وعُمان، والإمارات، والبعض الأخر يخشى الخروج من عباءة العصا الاستعمارية كالسعودية والبحرين، ومن لا يخشي العصا الاستعمارية تلوح له بالعصا المذهبية وبإيران كراعية للمذهب الآخر، وهو ما يعيد للأذهان الصراع الصفوي الفارسي والعثماني، لتستطيع من خلال هذه السياسة وهذا المخطط تحقيق جل أهدافها بالسيطرة على مصادر الثروات العربية، وعلى المنطقة جغرافياً وعسكرياً واقتصادياً، ومن ثم التمدد إلى المرحلة الثانية من عملية الإنتاج والتأهيل وعنوانها التقسيم والتفتيت الجغرافي والسياسي، حيث بدأت تطرح ثلاث تقسيمات سياسية للعراق وهي فعلياً قائمة رغم حالة المراوغة التي تنتهجها حكومة المنطقة الخضراء بالعراق، ومن ثم بدء عملية التنفيذ باليمن الذي يعتبر على خط التماس الخليجي – الإفريقي، فتنامت النزعة الانفصالية بالجنوب اليمني الذي توحد مع الشمال بمعركة دامية دفع ثمنها أبناء الشعب اليمني بجنوبه وشماله، وبدأت العديد من الأصوات ترتفع مطالبة بإعادة التقسيم للتخلص من استبداد حكم الشمال، الذي يتهم بالتمييز في الحقوق ما بين الشماليين والجنوبيين، ومن ثم تداعت الأمور أكثر سوءاً بإثارة النعرة المذهبية التي يقودها الحوثيين بصبغة مذهبية دينية، وبذلك تكون اليمن مؤهلة للتقسيم لثلاث مناطق شمال وجنوب ودويلة شيعية في صعده على أقل تقدير، وهو ما يعيد المنطقة لمزيدً من التفتيت الذي بدأ مع بدايات القرن العشرين.
فالمسألة الحوثية والفكرة الانفصالية ما هما سوى ضمن مسلسل وسيناريو سياسي شمولي معد للمنطقة عامة وهو ما يتطلب من الشعوب العربية أن تعي ذلك جيداً، وتتمتع بقدر من اليقظة والوعي للتصدي الشعبي لمثل هذه الفتن والمؤامرات التي تهدف فيما تهدف إليه أساساً استعباد شعوبنا العربية، وإعادة عجلة التاريخ للخلف، والاستمرار في السيطرة على هذه المنطقة وشعوبها بكل الوسائل وشتى الطرق.
المسألة المطروحة ليست خافية على الشعوب العربية ولكنها خافية عن الذهنية العربية التي لا زالت تلتهم بشراهة كل ما يملى عليها من المطبخ الاستعماري، ويساعدها على ذلك حالة الاضطهاد التي تعيش فيها هذه الشعوب المغلوبة على أمرها من أنظمة ما هي سوى حصالات وبنوك متحركة للفساد والاضطهاد والتآمر على مصير هذه الأمة، فأنظمة إنتاج استعماري لن تكون أنظمة وطنية تقود الشعوب إلى الحرية والتقدم، بل من أهم مهامها استعباد هذه الشعوب واستمرار تخلفها.
وعليه فالحسم هنا لن ولم يكون من هذه الأنظمة أو الأدوات وإنما من هذه الشعوب التي لم تعد عاجزة عن استدراك تجارب الماضي والتعلم منها، والنهوض من قمقم الخضوع الذي تستمتع به، وإنما عليها أن تتحرك شعبياً ووطنياً من نابع مصالحها وحرياتها ووعيها لما يخطط لها من مؤامرات داخلياً وخارجياً.
ولكن وبرغم حالة الاستدراك الجزئي التي بدأت تتنامى لدى الشعوب العربية إلا أن هذه الحالة لم تنمو بعد وتقود عملية التحرر والثورة على الظلم والتآمر، بل لا زالت تدور في طور التبعية لمصالح النخب الحاكمة والمسيطرة على النظم السياسية، هذه النخب التي تستخدم أجهزتها القمعية والعسكرية في قمع الحريات، تدعمها قوى استعمارية تحاول أن تتجمل بشعارات حريات الإنسان والديمقراطيات ....الخ
فاليمن اليوم لم يعاني من تمرد مذهبي، أو فكر انفصالي مؤقت وإنما يخضع لعملية تأهيل كمرحلة أولى من مرحلة التقسيم التي يتوقف نجاحها وفشلها على الشعب اليمني ومدى وعيه لما يدور خلف الكواليس السياسية الاستعمارية، وحتى راهن اللحظة كل المؤشرات تؤكد على أن اليمن يمضي إلى التقسيم والتفتيت إلى ثلاث دويلات صغيرة مسلوبة الإرادة والثروات والقوة.
سامي الأخرس
Samyakras_64@hotmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع