عبدالناصر هياجنه
==========
(النفط والفساد)
***
قال لي صديق: لا أدري لماذا أجد كثيراً من أوجه الشبه بين النفط والفساد، فسألته عن أوجه الشبه تلك:
فقال: التنقيب عن النفط لم يصل في أي مرّة إلى أي نتيجة ملموسة، وكذلك التنقيب عن الفساد.
كثير من الشواهد تؤكد وجود النفط ، وكثير من الشواهد تؤكد وجود الفساد
كل الناس حاسّة انه النفط موجود وكل الناس حاسّة انه الفساد موجود أيضاً
كل الحكومات تقريباً تتعهد بمتابعة ملف التنقيب عن النفط وملف \"التنقيب عن الفساد\"
كلما ظهرت بدايات للنفط هنا أو هناك يتم الطبطبة عليه، وكذلك الفساد
كلاهما يمتاز بالطبيعة غير المرئية، فما حداً شايف النفط، وما حدا شايف الفساد
***
(وزير فاهم شغله)
الوزير في حديث مع رئيسه
الوزير: إذا كان! بس لماذا؟ اطمأن دولتك ما في شي بخوّف!
الرئيس\" كيف بتحكي هيك؟ مين ظل معنا؟
الوزير: احنا – أنا و دولتك يعني، و111 نائب ونائبة! وجماعتنا بالمجلس – المراسل صبحي والشوفير أبو محمد، وسكرتيراتنا ، و المدام عندك، باعتقد إنها معنا،
الرئيس: والمدام عنك: مع مين؟
الوزير: دولتك، أنا بعدني ما لقيت بنت الحلال!
الرئيس : طيّب والباقي وينهم؟
الوزير: قصدك الصحافة، الأحزاب والنخب، والمواطنين من مختلف الفئات؟
الرئيس :طبعاً يا ذكي؟ هذول مع مين؟
الوزير: مش معنا طبعاً، بس اطمأن دولتك ، في أكمن مواطن بيجوز انمون عليهم!
***
(الحكومة بتضحك علينا)
مواطنون يقولون: أن \"الحكومة بتضحك علينا\" في معرض تعليقهم على محاولات تهدئة نفوس المواطنين بعد تدخلٍ ملكيًّ مقّدر. الحقيقة أن لا جديد فيما قاله الناس، فطول عمر الحكومات بتضحك علينا! ولكن لا أهمية لمَنْ يضحك الآن، المهم هو مَنْ سيضحك أخيراً، فمَنْ يضحك أخيراً يضحك طويلاً.
***
(حوّلوها رز وسُكّر)
من مظاهر ضحك الحكومة على الناس، أن الناس يكادون يصابون بجميع الأمراض المزمنة والعصبية من شدة سوء الأحوال وتفاقم المشاكل، والحكومة تختصر كل هذه المشاكل بالحديث عن الرز السُكّر.
***
(مجلس الـ 111)
يستغرب البعض تركي للحديث عن أداء النوّاب في المجلس السادس عشر وخصوصاً في الظروف الراهنة، وينسون أننا تعلمنا أن الميّت قد أفضى إلى ما قدّم، ولا تجوز عليه إلا الرحمة.
***
(الخائف من الخائف)
صحيحٌ أن الشعبَ يخافُ من الحكومات في دولٍ ولدت فيها الديمقراطية للتو، وكذلك الحال لشعوب الدول التي تعاني فيها الديمقراطية من إعاقة، ولكن الصحيح أيضاً هو أن الحكومات في مثل هذه الدول تخافُ الشعوبَ أيضاً. وهذا بالذات وضعٌ أحمق يدل على أن احمقين جبانين يخاف كل منهما الآخر ويخشاه ومع ذلك يستمر في قمعه من دون ان يفكر في العواقب إذا ما تبادلا الأدوار يوماً ما!