حسان علي عبندة
مسيرة الجمعة الماضية مؤشر ايجابي على نمو وعي المواطن في التعبير السلمي عن مدى الضيم في النأي عن معالجة الخلل الاقتصادي وكشف الحقائق والتطرف في زيادة الاسعار ونهب جيب المواطن.
المسيرات السليمة هي حراك الأغلبية الصامتة التي وصل الظغط داخل مرجلها درجة الغليان القابل للانفجار في أية لحظة، فإذا لم يتم إتخاذ إجراءات عكسية حقيقية تزيل الاحتقان الشعبي أو تخفف منه على أقل تقدير تكون الأمور وصلت الى درجة آللهم لا نسألك رد القضاء ولكن اللطف فيه.
أسمى ما في هذه المسيرات أنها تعبر عن الأغلبية الصامتة الواعية المسؤولة التي تعارض حكومة ولا تعارض وطناً، تندب مسؤولاً وليس وطناً، تشجب وتندد وتلقي بالائمة على مسؤول وليس على الوطن، دون أن تمس غضن شجرة بسوء.
هذه الموجة المقدسة ركب عليها بعض المتسلقين والانتهازين والحزبيين مستغليين حراكاً بريئاً يعبر عن ظرف اقتصادي صعب يكاد يسحقهم.
من عام 1989 ولغاية اليوم فشلت هذه الاحزاب العشرة أو العشرين في إطلاق مسيرة واحدة كان لها تاثير مماثل لمسيرة ذيبان، واليوم تركب هذه الاحزاب موجة المسيرات الشعبية رافعين أعلاماً حزبية نشاهدها لأول مرة، وتهتف بكلمات نرفضها جملة وتفصيلاً.
ثمة فارق هائل بين أن يهتف البعض لإسقاط الحكومة وبين أن يهتف آخرين \"عالمكشوف عالمكشوف حكومة ما بدنا نشوف\" ؟ ، هذه الدعوة الصريحة لإشاعة الفوضى إنما تدعو الى التدمير والتخريب وهدم الوطن.
من الطبيعي ان يشارك الجميع أحزاباً ونقابات ومتقاعدين ومعلمين وعاطلين وباقي فئات المجتمع في المسيرات، وما نرفضه هو أن يتم استغلال هذه المسيرات لرفع أعلام وهتافات مسيئة للوطن والأشخاص تمهيداً للفوضى التي يتمناها البعض ويسعى إليها.
قرار حكيم ذلك الذي رفض رفع أي علم في المسيرات سوى العلم الأردني الذي نتفيأ ظله جميعاً ويجمعنا على السراء والضراء.
Hassan_abanda@yahoo.com