لم يكن العدد الاكبر من المواطنين بحاجة الى اثبات مارأوه باعيينهم من تزوير للانتخابات النيابية ،سواء كان هذا التزوير بشكل مباشر مثل الهويات والاسماء المكررة التي عرضها حزب جبهة العمل الاسلامي ،او بشكل غير مباشر مثل سن قانون انتخابات من قبل الحكومة حددت فيه اسماء بعض الفائزين قبل اجراء الانتخابات اصلاً او مما سمعناه من بعض المتنفذين الذين كانوا يتفاخرون باهداء بعض النواب الف صوت على سبيل النقوط.
والان وبعد ان تم ازالة الغربال الذي كان يغطي الشمس وبعد ان اشبعنا المنظرون قبل الانتخابات بضرورة المشاركة واتهمونا بأننا نحكم على تزويرها سلفاً واتهمونا بالتقصير والانطوائية وترك الساحة السياسية ومن هؤلاء بعض الشيوخ الذين روجوا لفكرة المشاركة على التلفاز او من على منابر المساجد ووصفوها بانها واجب شرعي ، ماذا يقول هؤلاء الان بعد ان رأوا نتائج المشاركة في هذه الانتخابات وبعد ان ثبت لهم بالدليل القاطع تزويرها بل والتجهيز لتزويرها قبل اجراءها . ثم ما رأي الجميع حتى الذين شاركوا بهذا المجلس الذي بدأ دورته برفع الاسعار ومنح الثقة للحكومة بعدد غير مسبوق في تاريخ الاردن وبعد ان نكثوا بوعودهم لمن انتخبهم سواء كانوا معلمين او غيرهم وبعد ان تطاول بعضهم على المواطنين ورماهم بالخبز قائلاً (هي خبز اذا بدكم) وبعضهم نضح بما فيه من قذر الكلام على رموز وطنية اسلامية.
ان الاجراءات المطلوب اتخاذها من اصحاب القرار حتى لاتسوء الامور اكثر من ذلك وحتى لايتم دفع الشعب الى مالا تحمد عقباه وحتى لاتتكرر التجربة التونسية وحتى يبقى الاردن وطن الاحرار والشرفاء وموئل الابطال وارض الحشد والرباط وبلد الامن والاستقرار ، اولاً وبشكل عاجل حل مجلس النواب ثم اقالة الحكومة وبعد ذلك تشكيل حكومة انقاذ وطني ممثلة لكافة اطياف السياسة الاردنية ومن ذوو الخبرة والكفاءة . و محاسبة المسؤولين عن تزوير الانتخابات مهما كانت مراكزهم فلا احد فوق القانون واخيراً تشكيل هيئة مكافحة فساد من المشهود لهم بالنزاهة ومن مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والاحزاب .
ان بلدي الاردن يقف اليوم على مفترق طرق اما ان يتم تدارك الوضع وانقاذ ما يمكن انقاذه كما فعل الملك الراحل الحسين بن طلال عام 1988 واما ان يستمر بالانهيار نحو المجهول بحيث نصل الى وضع لا يمكن فيه الاصلاح والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه .
سالم الخطيب