ممدوح أبو دلهوم
[ التعميم في العنوان الذي اعتلى هذه المقالة، والتي سأحتشد، قصاراي، أن لا تلعب سطورها تالياً بنار ما يجري في غير عاصمةٍ عربيةِ وغربية، حذر احتراق حروفها وبالتالي أصابعي استجابة لنصيحة الفنان راغب علامة !، مع أنها قد أسرّت لقريني بأنها ستزفر علقماً وتشهق قراحاً من صدر مسألتها الحرون، قلت التعميم لا التعمية بغرض النجاة أولاً من تهلكة المواجهة، وذلك وفق نظرية جديدة من عندياتي التقعيدية تقول دعه يُعمم دعه يمر!
أما ثانياً فقد أردت به وبحذلقة بدت مكشوفة إلتفافاً على جغرفة التخصيص، إذ لا علاقة بموضوع مقالتي هذه من قريب أو من بعيد، بما يسمى بمدن الضباب وأشهرها مدينة لندن وينسحب هذا التوصيف على مثيلاتها من العواصم الغربيات، أما العنوان الحقيقي فهو صمت العروس في العواصم العربية، ذلك أن الضباب السياسي وبمنتهى الصراحة راح يتكاثف وبشكل ملحوظ حتى لا نقول مخجل، في مكاتب صناعة القرار في هذه العواصم ما عنه أدناه سيكون معترك مقالتي هذه الناعم !
القراءة المتأنية في فنجان الراهن السياسي فلسطينياً وإقليمياً وعالمياً بإجمال، ستظهرنا لا جدال على عناوين عريضة في غاية البؤس لموضوعة حل الدولتين، منها على سبيل التدليل لا التمثيل مراوحة المكان وتدوير الحل، والأهم وهو ما لم يعد يختلف فيه إثنان هو السلام من جانب واحد أي الجانب الفلطيسني، حتى ولكأن السلطة الوطنية أو المفاوض الفلسطيني أمام مونولوج داخلي، في مقابل التعنت وهز الكتفين بمعنى الرفض واللامبالاة من الطرف الإسرائيلي..
في الإطار ذاته وفضلاً عما أشرنا إليه آنفاً، لا يمكن لهذه القراءة أن تقفز بحال من الأحوال، عن تهلكة عدم تمكين عباس فلسطينياً وتحديداً المعارضة في الداخل والخارج، حتى ولكأننا أمام حالة صمت كموافقة العروس على كل ما يجري، ففي غزة تسود حالياً حالة صمت ما بعد العاصفة(!) وهو الوصف السياسي الذي أطلقه إعلاميو المعارضة الفلسطينية زهواً حتى لا نقول إسفزازاً(!) على احتفال هنية مع جماهير المقاومة بتأسيس حماس، وإذا كنا في الشارع العربي احترمنا هذا الوصف السياسي لصمت الداخل، فبماذا نفسر صمت المعارضة في الخارج إذ ولا حتى من نأمة، نرصدها إن صدرت عن رئيس أو أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج..
تجمدت المفاوضات لا الإستيطان وهدد عباس بالإستقالة وحل السلطة تقدمةً للكفاح المسلح، وزار دينيس روس تل أبيب سراً برجاء من الوزيرة كلينتون بعد لقاء حضره ميتشل مع باراك في واشنطن، وعاد ميتشل إلى المنطقة وقد شكا إلى إدارته غير مرة بأنه أسقط في يديه، ليس فقط فشلاً بل بسبب ألمهما الحاد جراء مصافحة يديّ نتنياهو الفولاذيتين.. عمداً مع سبق الإصرار.. تعالياً سخريةً وإحتقاراً !، ومع ذلك لم تستطع قرائتنا في فنجان الراهن أعلاه، أن تساعد ولو في صنع إحالة فكرية أو تحويلة طريق قد توصلنا إلى معادلة ما، تكون عوناً لنا في فهم حالة صمت العروس التي ما زالت تقبع في العقل السياسي/ القومي العربي...!]
Abudalhoum_m@yahoo.com