المعايطة يكتب: ماذا تريد سوريا من الأردن ؟!
المعايطة يكتب: ماذا تريد سوريا من الأردن ؟!
زاد الاردن الاخباري -
غالبيه الأردنيين باستثناء خصوم النظام السوري يريدون عودة الحياه الى العلاقات السوريه الاردنيه ،والدوله الاردنيه بادرت إلى خطوات ايجابيه مثل فتح الحدود وتقديم كثير من التسهيلات الفنيه لتحقيق هذا ، وعينت قائما بالأعمال في سفارتنا في دمشق ،وبدأت البضاعة السوريه تدخل الأردن ،وكل هذا توافق مع جهد وموقف أردني عبر سنوات الازمه السوريه للحفاظ على وحده سوريا .
لكن حتى الآن هنالك موقف غير مبرر من الحكومه السوريه او ربما التيار النافذ فيها يحاول عرقلة مسارات هذه العلاقه ،ومنع استفاده الأردن من فتح الحدود من خلال زياده الرسوم على الشاحنات الاردنيه ،وإجراءات أخرى ،فضلا عن اعتقالات لعشرات الأردنيين لأسباب لا يمكن قبولها مثل قضيه الإقامة ،أو إدخال الأردني ثم اعتقاله مع ان الدول إذا لم ترغب بدخول شخص منعت دخوله ،كل هذا وتنسى الحكومه السوريه ان الاردن والاردنيين استقبلوا مليونا ونص من الأشقاء ، وتتعمد اعتقال أردنيين لأسباب تخص الاقامه مع ان الأصل ابعادهم وليس اعتقالهم هذا ان لم تكن سوريا تريد تقدير موقف الأردن والاردنيين .
وربما لا يعلم البعض ان سد الوحده المقام في شمال الأردن والذي كانت الحكومه السوريه خلال عقود بعدم الالتزام بحصه الأردن من المياه له ،هذا اليد وخلال هذا الموسم الذي كان حافلا بالفياضانات قامت السلطات السوريه بمنع وصول مياه الفيضانات إلى السد ووضعت مضخات مياه لأجل هذا فضلا عن الطرق الأخرى المتبعه منذ سنوات طويله .
العلاقات مع سوريا ليست مصلحه اردنيه فقط بل هي مصلحه لسوريا واقتصادها وشعبها ، فالسوق الاردنيه مهمه لسوريا وهي أيضا طريق إلى الخليج ، والفائده للأردن ليست مكتمله اقتصاديا بحكم سيطره الجيش التركي على الشمال السوري .
الواقع يقول ان النظام السوري انتصر ميدانيا وسيطر على حوالي 80% من الأرض السوريه ، لكن الازمه لم تنته سياسيا و عسكريا ،فحتى مخيم الركبان مازال خارج سيطره النظام فضلا عن الوجود العسكري الأمريكي في اكثر من عشر قواعد ،وأيضا الوجود التركي والإيراني ،وملف إدلب ومن فيها من تنظيمات مسلحه وملف الأكراد ، ونتمنى أن يأتي الوقت الذي تتحرر فيه سوريا كلها ،لكن من الواضح ان النظام السوري يتعامل مع الأردن على قاعده انه انتصر في الحرب ،وكأنه انتصر علينا ،ويريد أن تكون علاقته مع الأردن على قاعده سياسيه أساسها أنه نظام منتصر ، كما أن في داخل النظام نفوذ لدول أخرى ربما ليس من مصلحتها اعاده العلاقات مع الأردن ، أو ربما تكون كل هذه الأسباب ،ولهذا نرى عمليات الاعاقه والرسائل السلبية التي كان بعضها على حساب دول صديقه للنظام مثل العراق الذي رفضت سوريا تسهيل تزويده بالكهرباء من الأردن .
ازجلاردن حريص على علاقات مع سوريا لكن من حقه أن يمارسها وفق قراءته للواقع ودون ان يخضع لشروط الحكومه السوريه التي تريدها على علاقات بثمن سياسي وأن تأتيها الدول خاضعه باعتبارها دوله منتصره.
الأردن والاردنييون يريدون سوريا بأفضل حال ،ويريدون علاقات حسنه جدا ،لأنهم يدركون ان هذه العلاقات ليست مصلحه اردنيه فحسب بل أيضا مصلحه سوريه كبرى ،لأن سوريا تحتاج اليوم إلى هذه العلاقه ،لكن ربما على الأشقاء في سوريا ان يتعاملوا بروح مختلفه ، وأن يقدموا ما يدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام .