يركز علم الاداره الحديث على الدروس المستفاده من أي نشاط أو عمل أو تمرين يتم القيام به وهذه الدروس من المفترض ان تأخذ بعين الإعتبار في اي نشاط مستقبلي مشابه أو ذو علاقة .
ونحن في عالمنا العربي لا نهتم بذلك إلاَ في النشاطات المشتركه مع الدول المتقدًمه أوالهيئات الدوليه ذات العلاقه لإهتمام تلك الجهات بذلك. ومن أهم تلك الدروس التي لم نتعظ منها واستمرينا في جهلنا وقلًة حيلتنا حتى الان هي التعامل مع القضيه الفلسطينيه وها نحن نتعامل بإدارتها منذ اقل من مائة عام بقليل أي منذ وعد بلفور الشهير عام 1917 ونحن في تراجع مستمر ولولا وجود قدسية لمدينة القدس لدى جميع الاديان لضاعت الارض وشُرًد اهلها بالكامل منذ زمن ولكن يظهر ان ذلك يبدوا وشيكا .
وعندما نريد ان نستفيد من تجربة ما عند الغير ترانا نذهب للنمط التقليدي للشيء وليس النمط الدراسي والتطويري له بما يتناسب مع ظروفنا وبيئتنا المحلية لنحصل على نتائج فاعلة وها نحن نرى التجربه البوعزيزيه في تونس من اجل تحسين ظروف المعيشه للمواطنين ودفع الحكومه لمحاربة الفساد والتخطيط السليم للاقتصاد والتي انتهت بطرد الرئيس .
فماذا اخذناه من التجربه فقط إحراق الشهيد محمد البوعزيزي لنفسه في مكان عام كرد فعل منه لرفض ترخيص عربايته وضربه كفا على وجهه من احدى الموظفات فأحسَ ان كرامته قد جرحت فثارت ثائرته وأقدم على حرق نفسه واخذ الشباب في مصر والجزائر وموريتانيا وقد تمتد لغيرها يحذون حذوه وكأن ثورة التصحيح في تونس خُطًط لها مسبقا وطبعا كانت النتيجه انه لم يُقوَم اي شيئ حتًى الان في تلك الدول عدى عن تحسينات بسيطه جدا .
في نفس الاوقات التي كنا نعيش فيها الحزن والفرح مشاركة واحساسا مع إخواننا التوانسة كنًا نعيش تجربة رائده في دولة صغيرة المساحه قليلة العدد بالسكان ولكنها اصبحت بفعل مثابرتها ورياديتها من الدول المؤثره في المنطقه والتي تحاول اتخاذ سبيل الخير لحلً النزاعات في المنطقة تلك هي إمارة قطر .
وقد أخذت بعض الدول العربيه على قطر انها تأخذ اكبر من حجمها وأنها تأخذ دور غيرها ولكن ما يفند ذلك انها في شأنها الداخلي استطاعت ان تميز نفسها فالدخل الفردي لمواطنيها هو الأعلى في العالم وها هي استضافت الكثير من المؤتمرات واجتماعات الخصوم على اراضيها اكثر من مرَه كما انها استضافت النهائيات الآسيويه في كرة القدم بل واستطاعت ان تفوز في استضافة المونديال الدولي لكرة القدم عام 2022نعم إن الله وهبها خيرات وموارد ولكنه وهب مسؤوليها عقولا تفكر بتطوير وطنها بمنظور عصري يستطيع مخاطبة الدول والهيئات الدوليه بالأسلوب المقنع الذي يفضي الى نتائج ايجابيه لمصلحة البلد .
إن الانسان العربي ينقصه تطوير ثقافته وطريقة تفكيره فهو ما زال يفكر بطريقه فرديه (LINEAR THINKING ) وعليه ان يبدأ بطريقةجماعيه(COOPERATIVE THINKING )وأن يتعاون ضمن فريق عمل واحد لأن النتائج تكون أفضل وعليه ان يستمع للطرف الآخر ليستفيد عندما يخطط لأمر ما وعلينا ان نبتعد على ان ننظر لأي فعل بمنظور المؤامره لأنه في الوقت الذي نشغل انفسنا بذلك فإن غيرنا وبالأخص اعداؤنا ينشغلوا بالتخطيط ضدنا .
بذلك نستطيع ان نستفيد من اي نشاط أو فعل أو حدث ما وان نتمكن من الإستفاده من الدروس المستخلصه لتقليل أخطائنا وتربية اجيالنا بطريقه سليمه .
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )صدق الله العظيم
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 22/1/2011