هاني العموش
أسماء نقشها التاريخ بحروف معطرة بالكبرياء والفخر، نستلهم منها حكاية الوفاء والإنتماء والتضحية، أجسادها عطرت المكان الذي إنتقلت منه الروح إلى بارءها لتؤكد عروبته وتؤكد فيما تؤكد أن هذه الأرض لن تنسى وأنها حق سيعود ولو بعد حين.
من خلال إستعراض لأسماء هؤلاء الأبطال تتجسد معاني وحدة المصير ووحدة الدم ، ومن خلالها نفخر في هذا الوطن بما قدم ويقدم للأمة من دماء روت الأرض العربية في فلسطين والجولان وثرى الأردن الطهور. إنها مواكب الفخر وقوافل العز ،هم الأحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتهم الله من فضله ، الذين دافعوا عن الأمة المستباحة أرضها ومقدساتها وأعراضها مع زملاء هم الذين ينتظرون وما بدلوا تبديلا من أبناء جيشنا العربي الباسل. هؤلاء هم الأفضل والأكرم عند ربهم من كل الذين يستقوون على الوطن أويمنون عليه \"باعتقادهم وهم واهمون\" أنهم قدموا وخدموا أكثر من حماة الوطن .
لقد تكفل الله لمن جاهد في سبيله الأجر أو الغنيمة أو الجنة ، فمنهم من نذر نفسه وجل وقته في الإستعداد و له الأجر في أرض الحشد والرباط ، أما غيرهم نذر نفسه للغنيمة والمكسب بأي طريقة كانت ، هؤلاء لا أسف عليهم سيبقون صغارا مهما كثرت أموالهم وسيبقى الوطن أكبر منهم والله يمهل ولا يهمل.
... ذكَّرَني أحدُ أبناء شهداء الجولان في معرض الحديث عن الشهادة والتضحيات بهؤلاء الذين نرفع هاماتنا عالية بما قدموا، فآثرت أن أكتب أن للشهداء كل الحق أن تخلد ذكراهم لما في ذلك من معان سامية ومجال إفتخار وإعتزاز بما قدم هذا الوطن، فيتعزز الإنتماء والولاء.
عندما تسافر في مختلف بقاع الارض تجد تكريماً للأبطال الذين دافعوا عن الأوطان وبصورة بارزة، أما نحن فنكرمهم معنويا بإطلاق أسمائهم على شوارع مخفية دون دلالة أو معنى سوى بين قوسين شهيد ،ولو القينا نظرة لوجدنا أسماءً لإشخاص لم يقدموا للوطن شيئا وأنما كتبت وأطلقت لإسباب متعددة نحن في غنىً عن ذكرها، هؤلاء وغيرهم لا يصلون في المرتبة عند الله وعند أبناء الوطن المخلصين لمرتبة الشهداء. إنني أدعوا من خلال هذه المقالة دولة رئيس الحكومة الموقر أن يوعز لمن يعنيهم الأمر بإبراز أسماء الشهداء في الاماكن الأكثر إزدحاما\" وفي الشوارع الرئيسية وأن يذكر مكان الإستشهاد وإن أمكن المعركة التي استشهد فيها وبالطريقة التي تليق بهم وتذكر أبناء الوطن بذلك ،ولا شك أن هنالك أفكاراً خلاقةً حول ذلك. إن هذه المطالبة أو الدعوةهي حق للشهداء نأمل تلبيته ،وأريد أن اذكر ما قاله من قام ببناء النصب التذكاري لشهداء وادي التفاح في الضفة الجريح عندما عُرض عليه أجرة لذلك أبى وقال\" ثوابي عند الله والشرف الذي نلته من القيام بهذا العمل أكبر من مال الدنيا بأسرها\" .
أدام الله هذا الوطن بقيادته الحكيمة وجنوده البواسل والله ولي التوفيق.
haniomosh@yahoo.com