أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. ارتفاع تدريجي على الحرارة أثناء النهار مع بقاء الأجواء باردة نسبياً هل باتت غزة قريبة من اتفاق لوقف إطلاق النار على غرار لبنان؟ رئيس الوزراء يوعز بتأمين مسكن للحاجة وضحى المحاميد: مشروع الناقل الوطني في مرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع تنفيذه في منتصف العام2025 ماذا يعني إشعال المعارضة السورية جبهات القتال مع النظام؟ .. إليك المشهد كاملا النعيمات يطمئن الجماهير بعد خروجه مصاباً البيان المشترك للقمة الثلاثية الأردنية القبرصية اليونانية الرابعة في نيقوسيا أزمة سلاح وعتاد .. الوجه الآخر لقبول إسرائيل تسوية بلبنان سفيرة الأردن السابقة بواشنطن .. الآلة الإعلامية الإسرائيلية نجحت بإيصال معلومات مغلوطة برودة الطقس ترفع أسعار "دجاج النتافات" 20 قرشا للكيلو. الفايز من على طاولة أبو رمان والمعايطة : أناشد الاخوة في الخليج أن يكونوا سنداً للاردن طهبوب تمطر الحنيفات بـ 11 سؤالًا .. ! أمراء ورجالات دولة يؤمون حفل تأبين الرفاعي (صور وفيديو) الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الوطني وحقه في البحث عن المعلومة مرسوم مفاجئ لعباس حول "شغور" منصب رئيس السلطة .. ما وراءه؟ وفد أمني مصري يتوجه إلى الأراضي المحتلة المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق غرب حلب اميركا: الجيش اللبناني غير مجهز للانتشار من اليوم الأول حزب الله : أيدي مجاهدينا ستبقى على الزناد الجيش الإسرائيلي: ضربنا 12500 هدفا تابعا لحزب الله خلال الحرب
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام استحضار الشابي في ثورة البوعزيزي ؟؟؟؟

استحضار الشابي في ثورة البوعزيزي ؟؟؟؟

23-01-2011 10:41 PM

كتب محمد البوعزيزي على الفيس بوك رسالة باللهجة التونسية قبل أن يحرق نفسه قال فيها(‎‫مسافر يا أمي، سامحيني، ما يفيد ملام، ضايع في طريق ماهو بإيديا، سامحيني إن كان عصيت كلام لأمي، لومي على الزمان ما تلومي عليّ، رايح من غير رجوع, يزي ما بكيت و ما سالت من عيني دموع، ما عاد يفيد ملام على زمان غدّار في بلاد الناس، أنا عييت و مشى من بالي كل اللي راح، مسافر و نسأل زعمة لسفر باش ينسّي ) ‎‫محمد بو عزيزي( موسوعة ويكبيديا ) .
ازعم أن (القدر )الذي عناه المرحوم الشاعر الشاب أبو القاسم الشابي هو ( الله تعالى) جل جلالة, كنوع من البلاغة في قصيدته الشهيرة الخالدة التي كان مطلعها (إذا الشعب يوما أراد الحياة.......فلا بد أن يستجيب القدر) , التي قيلت لاستنهاض الشعب التونسي ضد الاستعمار الفرنسي , وكانت هذه الأبيات الرائعة قد أثارت جدلاً دينياً فلسفياً حين تم نشرها بتاريخ16/9/1933....و ما تزال ؟؟؟؟!!!!, قد أصبحت الزاد اليومي الملهم و النشيد الوطني للجماهير الثائرة المنتفضة هذه الأيام ........
نعم... لقد استجاب الله سبحانه وتعالى الذي هو وحدة القادر على تغيير الأقدار المقدرة ,لدعوات المظلومين والمضطهدين والمساكين المغلوبين على أمرهم واستجاب لدعاء والدة البوعزيزي مفجر الثورة , واستجاب لدعاء العاطلين عن العمل والجائعين, والمحرومين, وقدر حراكهم الصادق بل ثورتهم المباركة , فزرع الرعب والخوف والرهبة في نفس الطاغية وزمرته الفاسدة فولى هاربا, وأصبح طريدا ملاحقا لا يلوي على شيء.........

لقد كانت القشة التي قسمت ظهر البعير, هي تلك الإهانة التي تلقاها الشهيد بائع الخضار الشاب الجامعي البالغ من العمر 26 عاما (محمد البوعزيزي) في مدينه (سيدي بوزيد), أمام الناس من قبل شرطية عانس , (وحيث انه لا يستطيع دفع الرشوة المطلوبة منه) ,قامت بمصادرة عربة اليد الغير مرخصة التي يملكها ويعتاش هو وأسرته المكونة من تسعه أفراد منها بينهم معاق منها , فلم يستطع تحمل تلك الاهانه وتحت تأثير مشاعر الغضب والإحساس بالظلم والقهر وامتهان الكرامة , قام بإشعال النار في نفسه أمام مقر الحكومة المحلية محتجا , حدث ذلك بتاريخ 17( كانون الأول 2010 ), فكان ذلك الفعل بداية لتحولات وتغيرات كبرى في بلادة ,بدأت بانتفاضة شعبية في الحي الذي يسكنه من قبل أقاربه وجيرانه ومعارفه , كان بداية لمحاسبة المسئولين عن دمه , ثم تطورت لتصبح كرة ثلج تتدحرج و تكبر تدريجيا لتشمل مدينته كلها ثم تشمل كافة المدن التونسية , بعد أن انضمت إلى هذه الانتفاضة النقابات والفعاليات الشعبية ,خاصة بعد وفاة البوعزيزي متأثرا بحروقه في الرابع من (كانون الثاني) الحالي لتصبح مطالب اقتصادية واجتماعية وسياسية, واستطاعت تغيير رأس النظام الحاكم ومازالت تداعياتها مستمرة إلى الآن , وربما تنتقل عدواها إلى بلدان أخرى ..........
لقد كشفت هذه الثورة عن البركان الخامد في نفوس الشعب التونسي الذي انفجر فجأة بعد زوال الخوف , نتيجة الدرس الذي علمهم إياه البوعزيزي بأنه (ليس لديكم ما تخسرونه) ،تجاه القمع البوليسي والأمني, والظلم والقهر والاضطهاد والتهميش وغياب العدالة, وحرية التعبير , الممارس ضدكم وانتشار البطالة والفقر والجوع بين صفوفكم ,من دولة تفرض قيودا على كل شيء مثل وسائل الإعلام والأحزاب....الخ ؟؟؟ و ينخرها الفساد منذ مايزيد عن 23 عاما هي فترة حكم زين العابدين بن علي ، الذي حاول مع زبانيته قمع الثورة منذ البداية , ولكنة بعد أن أيقن الفشل في ذلك , حاول في أيامه الأخيرة , وفي اليوم الأخير بالذات حينما خاطب الشعب التونسي بقوله ( لقد فهمتكم ) فأقال الحكومة وأعلن انه سيقوم بالإصلاح ويحاسب الفاسدين ....ولكنه في هذا كان متأخرا كثيرا ؟؟؟, لقد انقلب عليه المقربين منه في الحزب الحاكم والأجهزة الأمنية....خوفا منهم على ضياع مكتسبا تهم .... وتغدوا به قبل أن يتعشى بهم .... هؤلاء الذين كان يعتمد في تعينهم بالمناصب على الولاء على حساب الكفاءة رغم معرفته بضعفهم , فاضطر للفرار والهرب ....وعادوا من الباب الأخر ... وأعلنوا أنهم سيكونون المصلحين الطيبين ...ولكن الشعب التونسي ....يعرفهم حق المعرفة ....ومازال يتظاهر ...مازال يقاوم ....حتى يطردهم ويتخلص منهم نهائيا ...وربما يحاسبهم !!!!!.............

لقد حطم الغضب كل القيود , فكانت الثورة عفوية شعبية قدمت العشرات من الشهداء والجرحى , و التي لحد الآن لم تظهر لها قيادة تضبطها ,هذه الانتفاضة الشعبية المباركة ، فاجأت الجميع.. ، فاجأت حتى الأحزاب والنقابات المد جنه من قبل الدولة , والتي تحاول اللحاق بركب هذه الثورة وركوبها وفاجأت أيضا الأجهزة الأمنية في الداخل وحتى الأجهزة الأمنية الخارجية مثل ال سي أي أية ,هذه هي الثورة العربية الشعبية الوحيدة في تاريخنا العربي الحديث التي تسقط حاكما , بدون انقلاب عسكري , فهي تعتبر نقطه تحول تاريخية عربية تشبه الثورة الفرنسية , في تداعياتها وأثارها المستقبلية على الشعوب العربية , لذا على الحكام العرب أن يعرفوا ا أن عهد الوصاية والأبوة قد انتهى , وان يتعاملوا مع الناس كمواطنين لا رعايا , وان يسمحوا بهوامش الحرية والديمقراطية , ويجب أن يستشار الناس في الحكومات التي ستحكمهم , ويشاركون في وضع سياساتها جميعها , وخاصة الاقتصادية منها مثل المديونية التي سوف يشاركون في تسديد أقساطها وتحمل تبعاتها, ويكون ذلك عن طريق انتخاب برلمان يمثل فئات الشعب تمثيل حقيقي وواقعي ............

لقد سمى البعض هذه الانتفاضة بثورة الياسمين رغم تخضبها بالدم الطاهر الزكي , وأحب أن اسميها بثورة البوعزيزي , حيث كان هو مفجرها الأول بتضحيته بنفسه الطاهرة ,وقد اعترف له التونسيون بذلك ، ووضعوا له صورة على تمثال قديم ، قريبا من المكان الذي أشعل في نفسه النيران فيه وكتبوا على أحد الجدران القريبة «ميدان الشهيد محمد البوعزيزي», أو أن نسميها بثورة الشابي حيث تنبأ بها و كان ملهمها ...حين أراد الشعب التونسي الحياة....فكانت له ........ومازال هذا الشعار مدويا في تونس بل في كل أرجاء الوطن العربي ومازالت هذه القصيدة بأبياتها الرائعة الخالدة تغنى وتنشد :
(إذا الشعب يوما أراد الحياة......فــــــلا بد أن يستجيب القدر)....
( ولابد لليل أن ينجلــــــــــي......ولابــــــد للقيد أن ينكســــر )....
(إذا ما طمحت إلى غايـــــة......... ركبت المنى ونسيت الحذر)
(ومن لم يهوى صعود الجبال.... يعش ابد الدهر بين الحفــــر)
(أبارك في الناس أهل الطموح....... ومن يستلذ ركوب الخطر)
(وألعن من لا يماشي الزمان.... ويقنع بالعيش ، عيش الحجر)

طلب الجالودي
talabj@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع