زاد الاردن الاخباري -
واضح أنّ الأردن بدأ يعيش مرحلة التغيير ، في كافة مفاصل الدولة ودون استثناء لأحد ، فالوطن هو الأهمّ ، والملك نفسه هو العازم على التغيير ، خاصة وأنّ الأردن يعيش ظروفا استثنائية لا بد من التعامل معها بكلّ حنكة .
يدرك الملك حجم الفساد في البلاد ، وهو يعلم جيدا كم من المسؤولين الذين استثمروا مواقعهم لمصالح شخصية ، لا بل وأنّ الكثيرين منهم تطاولوا على المال العام والذي هو لكلّ الأردنيين .
لا غطاء لأيّ أحد مهما كان موقعه ، وحجمه ، وقالها الملك سابقا ، لا أحد بمعزل عن المحاسبة حتى لو كان إبني ، وهذا يوحي بأنّ قائد البلاد وصل إلى مرحلة يجب فيها وبصورة جديّة كسر ظهر الفساد والبدء بالمحاسبة والمساءلة من خلال جملة من شبهات الفساد الأخيرة .
مؤخرا قيل بأن وزيرين وأحد النواب سيجري التحقيق معهما ، وهذا يدلّ على أن لا أحد ببعيد عن هذه الأجواء ، والضوء الأخضر أعطي لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد للمضيّ قدما ودون حساب لأيّ كان ، وجلالة الملك يتابع ما يجري في هذا الإتجاه ، لأنّه ضاق ذرعا بذلك ، وعليه فإنّ المرحلة تتطلّب عدم التهاون في محاربة الفساد واقتلاعه من جذوره ، بعد أن أصبحت مؤسسة الفساد هي الأكبر والأخطر على الوطن ومقدّراته .
استدعاء وزراء وكبار شخصيات دليل على الجديّة ، لأنّ المواطن لم يلحظ ذلك طيلة سنوات ماضية ، وهذا مؤشّر على أن القائمة خلال الفترة القادمة ستشمل شخصيات ذات نفوذ كبير ، وحسب معلومات وكالة رم ، هناك شبهات تدور حول عدد لا بأس به من وزراء ونواب ومدراء حاليين وسابقين ، والهيئة تتحفّز بعد أن تستكمل كافة المعلومات والمعطيات ، وقيل أنّ رئيسا سابقا للوزراء في قائمة المدعوين لحفل التحقيق القادم !
وفي كلّ الأحوال ، نعلم جميعا بأنّ جلالة الملك منح كلّ الثقة لهيئة النزاهة ، وفتح الأبواب كافّة أمام عملها دون إعتراض ، ونؤكّد بأن المرحلة المقبلة ستشهد تغيّرات ملحوظة وخاصة فيما يتعلّق بالأداء والإنجاز ، والمحافظة على المال العام ، بعد أن كان هذا المال سائبا بين أيدي من لا يخافون الله ولا يحسبون حسابا لوطن منحهم الكثير ، فكان الجزاء أن عبثوا به والتهموه !