عدنان عوده شديفات
سجن الباستيل حصن قوي وحادثة اقتحامه وقعت في باريس في الرابع عشر من تموز عام 1789. وكان السجن والحصن الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى والمعروف باسم \"الباستيل\" يمثل رمزًا للسلطة الحاكمة وسط باريس. وبالرغم من أنه لم يكن في السجن سوى سبعة أسرى وقت اقتحامه,إلا أن سقوطه كان بمثابة شرارة اندلاع الثورة الفرنسية، وأصبح فيما بعد رمزًا للجمهورية الفرنسية. ويُعتبر الرابع عشر من تموز, , عطلة رسمية في فرنسا, ويُطلق عليه عادة اسم \"يوم الباستيل\".واجهت فرنسا في عهد الملك لويس السادس عشر أزمة اقتصادية كبيرة بدأتها التكاليف التي تكبدتها فرنسا جرّاء تدخلها في حرب الاستقلال الأمريكية, وتفاقمت هذه الأزمة نتيجة النظام الضريبي غير العادل. أما ثورة الشعب التونسي والتي أطلق عليها أسم \"ثورة الياسمين\" والتي اطلقهاالشاب محمد البوعزيزى وترجع تلك التسمية للأسباب التالية السبب الأول كونها ثورة ناعمة وسريعة ومرحب بها من جميع دول وشعوب العالم والسبب الأهم لتلك التسمية هو أن الثورة التي قام بها زين العابدين بن على او زين الهاربين بن علي ويعرف أكثر( بـ شَيْنُ العابدِين وأحيانا بزين العابثين ) وأطاح فيها بالرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة أطلق عليها صحفيان فرنسيان اسم \"ثورة الياسمين\" ومن الجدير بالذكر أن أغلبية الشباب التونسي يرفض تلك التسمية بل يهتموا بثمار تلك الثورة ولا يهتموا بالأسماء و هكذا حدث ما لم يكن متوقعاً , و ثار الشّعب على حاكمه المستبد في تونس . ابتهج العالم العربي و فرح كما لم يفرح من قبل. يتساءل كثيرون: ما أسباب هذه الثورة؟ والجواب:هناك ثلاث أسباب رئيسية .
السبب الأوّل - : سياسي تمثل في احتكار زين العابدين بن علي لسلطة و استبداده بالحكم .
السبب الثاني -: فكري تجسد في وعي الشعب التونسي بحقوقه و متطلباته .
السبب الأخير -: اقتصادي و اجتماعي تمثل في انتشار البطالة و الفقر و شعور الجمهور بالدونيّة أمام احتكار أسرة معينة لكل ثروات البلاد. وخاصة هذه الحلاقة الحسناء التي اسمها ليلى الطرابلسي وحيازتها فقط على طن ونصف من الذهب الخالص مهرب خارج البلاد،الغريب في الانتفاضة التونسيّة هو عفويتها . فالانتفاضة قامت بدون وجود زعيم روحي أو مؤسسة متبنية للثورة . و لكن هناك من يرى أن الثورة التونسية حركها رجال أعمال و تجار كانوا غاضبين من تدخل أسرة بن علي في تجارتهم و أعمالهم . الغريب أيضاً حياد العسكر و عدم تدخله لمساعدة الرئيس الفار . اليوم بعد هذه الانتفاضة , الأوضاع صعبة و خطيرة في تونس . فالثورة تنتج عنها الفوضى و تسابق نحو الثروة و تقاسم الكعكة . و هناك من الانتهازيين من يغيرون جلودهم كالثعابين . ونرجو الله أن يعتبر أولوا الألباب والعاقل من اتعظ بغيره من أصحاب النفوذ ورعاياهم يموتون من الفاقة والفقر.
وكما قال الشاعر
كالعيس في البيداء يقتلها الظماء والماء فوق ظهورها محمول
و في الختام لا يمكنني إلاّ أن أهنئ الشعب التونسي بثورته الياسمينية النادرة . وأدعو الله بأن يصبر التونسيين لما ينتظرهم من سنوات عجاف يأتي من بعدها الهناء و الرخاء. كلوا و اشربوا هنيئاً بما أسلفتم .
عدنان شديفات