زاد الاردن الاخباري -
فتح اعلان رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز عن نتائج مشجعة من بئر غاز جديدة في منطقة الريشة الباب على مصراعيه لتنفيذ المطالبات النيابية والشعبية بالغاء إتفاقية استيراد الغاز من اسرائيل.
بالأمس أعلنت شركة البترول الوطنية عن نجاح الحفريات في تدفق كميات من الغاز من حقل الريشة شرق المملكة تعتبر جيدة بحسب التقديرات الاولية.
إعلان رئيس الوزراء وشركة البترول الوطنية احدثت اجواء ايجابية لدى المواطنين والفعاليات السياسية والشعبية والنيابية والتي تنتظر نتائج التقييم النهائي لكميات الغاز التي يمكن استخراجها.
الاعلان عن هذا الغاز الجديد سيعجل في اجراء المراجعة الشاملة لملف الطاقة التي ستبدأ الدولة بالمراجعة لهذا الملف الذي شكل «وجع الرأس» للشعب والحكومات المتعاقبة.
المراجعة الشاملة وفق المصادر الرسمية تتضمن مراجعة اتفاقية استيراد الغاز الاسرائيلي والتي وقعتها شركة الكهرباء الوطنية مع شركه نوبل انيرجي لاستيراد الغاز من اسرائيل والتي تلزم الاردن باستيراد الغاز من اسرائيل لمدة 15 عاما.
ومراجعة الإتفاقية تأتي عقب المعارضة الواسعة من قبل الشعب لهذه الاتفاقية وقرار مجلس النواب برفض الاتفاقية والطلب من الحكومة الغاء هذه الاتفاقية مهما كانت الشروط الجزائية، بل ان العديد من النواب طالب بمحاسبة المسؤولين عن توقيع هذه الاتفاقية والذين وافقوا، اولا: على توقيعها ثم الموافقة على شروط جزائية في حال قرر الاردن الغاءها.
معارضة اتفاقية الغاز تأخذ بُعدا مهما وزخما قويا بعد الاعلان عن اكتشاف الغاز الجديد والذي سيعطي قوة لقرار مجلس النواب بالغاء الاتفاقية، بل سيعزز الجهود الشعبية والنقابية والنيابية المطالبة من الحكومة باتخاذ قرار بالغاء الاتفاقية مع ان الشعب الاردني يرفض اتفاقية الغاز من حيث المبدأ.
الجميع في الاردن ينتظر النتائج النهائية لهذا الاكتشاف الجديد وحجم كميات الغاز، الا ان المطالبات بالغاء اتفاقية الغاز كانت قبل الاعلان عن هذا الاكتشاف، بل ان قرار مراجعة اتفاقية الغاز هو قرار دولة جاء عقب مطالبات شعبية ونيابية ودراسات للوضع الاقليمي في ظل التطورات السياسية وخاصة التسريبات التي تظهر من قبل ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب «المنحازة لليمين الصهيوني المتطرف» حول ما يسمى بصفقة القرن والتي رفضها الاردن وفلسطين بشكل قاطع كونها تشكل اكبر مؤامرة على القضية الفلسطينية.
اعلان صفقة القرن والذي يتوقع وفق التسريبات الاميركية سيكون عقب شهر رمضان سيشكل زلزالا سيضرب المنطقة بكاملها وستكون هناك معارضة قويه لها من قبل الاردن وفلسطين بل سيقودان المواجهة لاسقاط صفقة القرن وهو ما يعني مواجهة حقيقية مع ادارة ترامب والحكومة الاسرائيلية بالدرجة الاولى.
تقوية الجبهة الداخلية في الاردن مسألة ضرورية والاستعداد للمواجهة مسألة حتمية ومن هنا فان أولوية ترتيب ملف الطاقة في الاردن بات ضرورة وطنية ومصلحة امن قومي عليا و بان يكون ملف الطاقة بعيد عن أي ضغط صهيوني او اميركي لذلك لا يجوز ابقاء ملف الطاقة خاضع للابتزاز الاسرائيلي من خلال الاعتماد على غازهم.
اكتشاف الغاز الجديد اليوم يدفع رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الى الواجهه من جديد وامام استحقاق سياسي واقتصادي، بأن يسرع في المراجعة الشاملة لاتفاقية الغاز مع اسرائيل بهدف الغائها والسير باجراءات الالغاء دستوريا، اذ ان الشعب الاردني منذ اليوم لن يقتنع باجراءات الحكومة المتعلقة بالطاقة في حال كان الاكتشاف الاخير للغاز مجدي وبكميات جيدة مع بقاء اتفاقية استيراد الغاز من الصهاينة.
الشعب الاردني رفض الاتفاقية، ولكنه بالتاكيد بعد الاعلان عن اكتشاف الغاز سيكون اكثر اصرارا على الالغاء بانتظار ان تبدأ وزارة الطاقة باجراءات الغاء اتفاقية الغاز، قبل ان تصدر المحكمة الدستورية قرارها حول السؤال المتعلق بجوازية او عدم جوازية عرض اتفاقية استيراد الغاز من اسرائيل على مجلس الامة كون الاتفاقية موقعه بين شركتين.