بقلم محمد ربابعه
يروى في الأثر أن سيدنا موسى عليه السلام خرج مع قومه من اجل الاستسقاء حيث أن السماء لم تمطر وخشي الناس من الهلاك , وكان من معجزاته عليه السلام انه( كليم الله عز وجل ) فدعا الله أن يسقيهم الغيث, فأخبر الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام بأن في (قومك نمام ) فالتفت إلى قومه ثم قال من منكم نمام فلم يجيبه احد ,عندها دعا النمام الله أن يغفر له ولا يفضحه فاستجاب له الله عز وجل وبعدها انزل الله المطر فقال سيدنا موسى عليه السلام وهو يكلم الله ياربي لقد أخبرتني أن في قومي نمام وها هي السماء تمطر, فقال له الله ياموسى لقد تاب وأنا قبلت توبته, فقال موسى اخبرني ياربي من هو فقال له عز وجل لقد سترته وهو عاصي أفضحه بعد أن تاب .
ما أردت توصيله من خلال هذه الواقعة أن شخص واحد كان نماما حبس الله المطر بسببه فكيف إذا علمنا أن في أيامنا هذه يوجد كل أنواع المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن, فيوجد الربا والزنا والسرقات بكل أنواعها والاختلاسات والنميمة والرشوة وأكل مال اليتيم ونشر الفضائح الجنسية لبنات العرب في كل وسائل الأعلام الحديثة ليشاهدها خلق الله على الأرض متفاخرين بذلك, وبعدها نطلب من الله الغيث .
كانت الأمم السابقة قبل عهد نبينا محمد( صلى الله عليه وسلم ) كانوا إذا فعلو فاحشه أو ارتكبوا معصية انزل الله غضبه وسخطه عليهم وكان من سخط الله أن يمسخ العاصي إلى قرد أو خنزير أو حجر أو حديد, فدعا رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الله أن يرفع عن أمته هذا العذاب فاستجاب الله لنبينا عليه أفضل الصلوات ولكنه استبدل تلك العقوبة بعقوبات ثلاث هي 1. ارتفاع الأسعار 2. انحباس الأمطار 3. تولي الأشرار .
يقول الله عز وجل ( إن تنصروا الله ينصركم ) ويقول الله تعالى وان عدتم عدنا (صدق الله العظيم .
إن الله لا يريد منا أن ننصره بالصواريخ والطائرات لأنه يستطيع إنهاء الحياة في هذا الكون بلمحه بصر ولكن يريد الله أن نلتزم بطاعته وتنفيذ أوامره والتقيد بشريعته ولقد قال الله في كتابه العزيز ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (صدق الله العظيم ), فهل نحن عائدون حتى يكون دعائنا مستجابا .