***
مؤخرات إرهابية
***
في آخر نهفات مكافحة الإرهاب على الطريقة الأمريكية، قررت أمريكا تفتيش
مؤخرات ركاب الطائرات، وتقييد حركتهم داخل الطائرة، والحد من مرات دخولهم
دورات المياه، وتعرية الجسد بالإشعاع. وستشمل هذه الإجراءات المقززة رعايا
السعودية والجزائر ولبنان وليبيا والعراق ونيجيريا وباكستان والسودان
وأفغانستان والصومال وسوريا واليمن وإيران وكوبا. الآن يمكننا أن نطمئن
ونحتفل، لأن مؤخراتنا ومؤخرات باقي شعوب الأرض الحرّة، من غير الدول
المقصودة بالإجراءات، لن تتعرض للتفتيش، لإنها بإختصار، مؤخرات غير
إرهابية. هذا التصنيف الجديد للناس؛ أقصد ناس بمؤخرات إرهابية، وناس
بمؤخرات غير إرهابية، يعكس حالة إنحطاط قيمي فاضح في منظمومة الأخلاق
البشرية، انحطاط يجعل البشر ينحدرون إلى مرتبة ما دون البهائم. أمريكا
–والغرب عموماً- يتبجحون بالحضارة وقيم الخصوصية والحرية الفردية وهم منها
براء-. وعلى الدول المقصودة بالإجراء تعرية هذا الإدعاء وفضحه، أو - وهو
الأقل- تقرير معاملة الرعايا الأمريكيين بالمثل تطبيقاً لمبدأ المعاملة
بالمثل السائد في العلاقات الدولية، ولأنه ما في مؤخرات أحسن من مؤخرات.
عجبني رد فعل أحد الأصدقاء، حين قرأت له الخبر حيث قال: تضرب أمريكا واللي
بده يفكر يروحلها.
***
مخطط شمولي
***
بعض المدن لم يعد بالإمكان تصويب مسار نموها، لغياب التخطيط الشمولي لهذه
المدن منذ البداية، فلا أرصفة للطرقات، ولا مواقف كافية للمركبات، ولا
حدائق عامة تُلبي الحاجة، ولا مساحات خضراء تكسر سطوة الحجر والإسفلت.
وعليه فإن أي حديث عن مخططات شمولية لتنظيم هذه المدن يبدو حديثاً متأخراً
جداً. يعني على الأقل التسمية مضللِة والصواب ربما يكون بـ \"مخطط غير
شمولي\" أو \" مخطط شمولي متأخر\" بعد ما الفاس كسرت الراس.
***
حلال أم حرام
***
لستُ في صدد ممارسة الإفتاء فله أهله وأصوله، ولكنني أتساءل عن أسانيد
الفتوى أية فتوى، فجدار الفولاذ الذي تغرسه مصر على حدودها مع غزّة-
مأخوذاً في الإعتبار دوافعه ونتائجه في ظل الظروف- حلالٌ هو أم حرامٌ أم
مكروهٌ أم ماذا؟، وإذا كان حلالاً فما هو السند، وإذا كان حراماً فما هو
السند؟ وإذا كان مكروهاً فما هو السند؟ وإذا كان ماذا فما هو السند؟ وحالة
الإنحطاط العربي المشين والتردي الكامل في مستنقع الخلاف والفرقة أهي
حلالُ أم حرامٌ أو مكروهة وما هو السند؟, فقط للعلم ليس إلا!