أبدى وزراء الإعلام العرب معارضتهم لقرار الكونغرس الأميركي بتجريم
الفضائيات العربية التي تحث على ما يوصف بالإرهاب. وأصدر الوزراء بيانا
اعتبر القرار تدخلا في شؤون الدول العربية . معارضة من معارضة بيان الدولة
التي تتخذ من نصبها تمثال الحرية ومن ثقافتها نشر الحرية ومن لسانها
الإنفتاح الإعلامي ومن ساستها حرية التعبير .وكان الأصدق للكونغرس
الإمريكي من أرض الحرية ؟؟؟ ان يعترفوا انهم ارض الاحتكار الإعلامي التي
ترى أن فكرة الإعلام المستقل هي أسطورة اخترعتها الماكينة الرأسمالية و
أصحاب المصالح الاحتكارية الذين يسيطرون على أجهزة الدولة و يعملون على
تسويق سياستهم الخارجيةِ وان إختبار القوة بدأ يظهر للعلن إختبار يصنع
من علاقة بين المال والإعلام والسلطة فالسلطة تتيح للمستثمر وتساعده على
المساهمة في المؤسسة الإعلامية بهدف الربح وأهداف سياسية ومعنوية أيضًا
تدخله في علاقة قوة . إختبار يخرج ويعكس نوع العقيدة الرأسمالية والإحتكار
الذي ينسج من المال والسلطة والإعلام .
ثالوث يؤطر ه الإحتكار إعلاميا . والدليل أن أمريكا تملك أكبر ترسانة
إعلامية في العالم وتتحكم بثمانين بالمئة من الصور المبثوثة وتعرض صالات
السينما 75 بالمئة من الأفلام الأمريكية وتزود وكالة اسوشيتد برس أكثر من
6000 محطة إذاعية وتلفزيونية وصحيفة بأخبارها ويشترك الأمريكيون بـ 90
بالمئة من الشبكة العالمية
( الانترنيت ) إضافة الى القنوات الفضائية الناطقة بالعربية وحبرها أمريكي .
ثانيا الإعلام الأمريكي لايعدو كونه ذراعاً سياسية واقتصادية للشركات
العملاقة والأحزاب ( أحزاب البزنس ورجال الأعمال ) إعلام ناصيته برأي
الحزب او التنظيم او بمن يملك اكثر او هو الأقدر .
ثالثا من إلسنتهم
ذكر كريستوفر روس في احد حواراته مع الجزيرة :\" عندنا كما تعرفوا حرية
مطلقة في أميركا فيما يخص الكلام والإعلام، هذا.. هذه الحرية مضمونة
بالدستور. فيعني أنا لا أنكر أنه المؤسسات الإعلامية في أميركا هي مؤسسات
تجارية تسعى إلى الربح، فلا عيب في الموضوع، مضمون الإعلام مقرر من قبل
أصحاب المؤسسات ومدراء التحرير في ضوء قراءتهم لاهتمامات الجمهور، وليست
لدينا –والحمد لله- وزارة للإرشاد القومي كما هو الحال في بعض الدول
الأخرى. كماان هناك عندنا بأميركا مؤسسات ومعاهد خاصة تراقب أداء
الوسائل.. وسائل الإعلام من ناحية التوازن والإنصاف في التغطية، وآخذ كمثل
مؤسسة \"Fairness and Accuracy in Reporting\" يعني: \"مؤسسة الإنصاف
والدقة في نقل الأخبار \" .
رابعا من نقادهم :
.(إدوارد س هرمن) و(ناعوم تشاومسكي) وغيرهم الذين حاولوا أن يبينوا تأثير
هيمنة احتكار قلة وهذا الإحتكار الإعلامي لقطاع الاتصالات والإعلام على
مضمون الاعلام .
وبرأي المتواضع ان مبدأ الإحتكار بأنواعه نابع من عقيدة راسمالية في الإقتصاد وغيرها كنسبة 20% تحكم نسبة 80% .
خامسا الإرها ب وتخويف البشر إعلاميا يصدر من السيطرة الصهيونية التي من يمحص التاريخ يرى رموز الإرهاب وجنسيات انصهرت ضمن فكرها :
فالشركات الثلاثة الأساسية الكبرى في مجال الإعلام في الولايات المتحدة و
\"والت ديزني\" منها مثال، وشركة (فياكوم) وشركة (تايم ورنر)، بالإضافة
إلى عدد من الشركات الأصغر حجماً، أن كلها يسيطر عليها صهاينة لهم توجهات
صهيونية .
دور وسائل الإعلام الإمريكي في ترويج ثقافة العنف (العنف كتسلية شعبية ) وغيرها بين شرائح الشعب الأمريكي :
صرح جاري. ل. بور. رئيس مجلس البحث العائلي المحافظ في واشنطون دي. سي،
قائلاً: «أعتقد أن الآباء يشعرون أنهم شبة محاطين ببيئة معادية. فالثقافة
الشعبية أو الرائجة الآن تقدم كثيراً من العنف وكثيراً من العروض الجنسية
الصريحة التي تتم خارج مضمار الزواج .
».وتقول الباحثة سيسليلا بوك في كتابها : «الأذى المتعمد: العنف كتسلية
شعبية»: «إن الناس في أمريكا ليس لديها فكرة عما يتعرض له الأطفال
البالغون من العمر ثماني سنوات، إنهم يشاهدون هذه الأفلام وألعاب الفيديو
العنيفة المتاحة حالياً». وترى سيسيلا بوك أن الفرق بين الزمن اليوم
والزمن منذ عشرين عاماً مضت يتمثل في كم ونوع العنف، وفي القدر الهائل من
الأجهزة المرسلة التي تم اختراعها بدءاً من أجهزة الحاسب الآلي وحتى أجهزة
الإنترنت والتلفاز . أما اليوم فقد تغير الوضع على نحو لم نشهده في العقود
الماضية، حيث أصبح الأطفال عرضة للحديث الجنسي الفج، وللفضائح، وللاستغراق
والنهم التام. وحل زمان أصبحت الأخبار فيه أشبه بالأفلام الإباحية، وصفحات
الرياضة شابهت صفحات الحوادث والجرائم، وعجت الأفلام بمشاهد العنف، وصورت
شاشات الإنترنت أناساً في وضع المعاشرة الجنسية الكاملة. وقد شعرت الحكومة
بحاجة ماسة إلى التدخل والضغط على القائمين على أجهزة التليفزيون والسينما
ليجعلوا هناك نوعاً من التوازن في مضامين البرامج، ولإجبار صانعي أجهزة
التليفزيون على تركيب ما يسمى بالرقائق الكمبيوترية (V-Chips)، التي تتيح
لمستخدمي هذه الأجهزة حجب العروض غير المناسبة. ومن جانبه يقوم قطاع
الصناعة بوضع علامات تحذيرية على الأسطوانات كمبيوتر مثل «نت ناني» لكي
يتمكن الآباء من الحد من وصول المادة العدوانية أو العنيفة إلى أبنائهم.
ومع ذلك فإن الآباء أو أولياء الأمور يقولون إنه على الرغم من كل هذه
الجهود، ومحاولاتهم الخاصة المتكررة للتدخل عند اللزوم، إلا أنهم لا
يملكون في معظم الأحيان إلا المراقبة والقلق والدهشة بشأن تأثير الثقافة
التي أصبحت سامة .
. وبالنسبة لكثير من الآباء، سواء أكانوا من ذوي الميول اليسارية أم
اليمينية سياسياً، وسواء كانوا من الميسورين أو المكافحين، تتمثل أهم
القضايا المرعبة لهم على الإطلاق حالياً في الشعور بعدم قدرتهم على حماية
أطفالهم من التأثيرات الخارجية غير المرغوبة حتماً وذلك وفقاً لما ورد في
الدراسة التي أعدتها الخبيرة ديان ليفن في كتابها «طفولة الريموت كونترول»
أو «طفولة أجهزة التحكم عن بعد». ويخشى الآباء أن تؤدي هذه الأجهزة إلى
انعزال أطفالهم، ويخشون أيضاً من الرسائل التي تواجهها هذه الأجهزة عن
الجنس، والعنف، والمادية. وتتساءل بترشيا رمزي ، الأستاذة بكلية مونت
هوليوك، وأم اثنين من الأبناء في عمر السادسة والتاسعة قائلة «كيف أستطيع
مقاومة خمسمائة قناة تلفزيونية توجه سلوكيات عن العنف والمادية والجنس .
فكيف نقتنع بصدق الحرية والإنفتاح ومكافحة إرهاب الإعلام وهم يعانون من
ثقافة سامة يصدرونها الى الفكر البشري ويتباكون ويكافحون وهم المسؤولون
عنها وتصديرها فالقصة أكبر من إجتماع ومن تنديد وإستنكار
فهي ثقافة متسارعة ومنظمة تغرس العنف في الأجيال وليست حكرا على طائفة او شعب او عرق .
فكفنا تصديق للحرية لإن الطير يعرفها أكثر منا . وكفى تصديع للذهن بكلمة الحرية التي تخرج من ساسة أمريكا
وشركاتها وابواقها ولتعالج شعبها الذي يحتاج لمن يخفف من ثقافة العنف السامة في بيتهم الداخلي .
وفاء عبد الكريم الزاغة
wafaaza@gmail.com