باسم صالح الخلايلة
لطالما كانت الوحدة الوطنية العنوان الرئيس للخطاب الحكومي ولفترات طويلة واعتبرت الشغل الشاغل لكافة القطاعات لما تشكله من قوة و صلابة للجبهة الداخلية التي راهنت عليها وما زالت تراهن وعلى مدار السنين بالرغم من وجود وظهور بعض المندسين والمغرضين من حين لاخر في محولات لايجاد الفرصة المناسبة لخلق ثغرة في جبهتنا الداخلية والمساس بها والنيل من وحدتنا الوطنية والتي تعتبر الهم الاول للقيادة الهاشمية السامية لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه والذي راهن على قوتها ومتانتها وحذر في العديد من خطاباته من المساس بها ولطالما واعتبارها خطا احمر لا يجوز تجاوزه لأنها صمام الأمان وجوهر استقراره وقوته ومنعته وان أي تعاطي مع هذا الموضوع خارج إطار تعزيز هذه الوحدة وتوسيع مضامينها واحترام كل مكوناتها هو جريمة كبرى لا يمكن السكوت عنها وانه يجب على كل من فرد أن يتحمل المسؤولية بان يقوم بواجبه بأمانه وإخلاص فعلينا أن نعمل جميعا لخدمة هذا البلد وان نفتديه بالمهج والأرواح ، فاستقرار الجبهة الداخلية ومتانتها يمهد لاستقرار الأمن والأمان ويعيش معه المواطنون في حالة توافق مثالية تنعكس ايجابا على كافة القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها .
ان المتتبع للمساعي الحكومية للحفاظ على الوحدة الوطنية و العدد الكبير من المبادرات التي هدفت الى تكريس الوحدة الوطنية ( كمبادرة الاردن اولا ، وكلنا الاردن ) وغيرها من المبادرات يدرك اهمية الاهتمام بهذا الجانب تلك المبادرات التي اثبتت نجاحها وحيويتها من خلال تحقيقها للنتائج المرجوة منها وتفاعلت معها كافة فئات المجتمع ومن مختلف الاعمار وكانت هيئة شباب كلنا الاردن اكبر مثالا لهذا النجاح وهذا التميز وكان لها حضورها المميز في كل المجالات وانك تجد اعضاء ومنتسبي الهيئة يعملون كخلية النحل وفي كل المحافل همهم الاساسي خدمة الوطن والارتقاء به بحماسة وغيرة كبيرة على تحقيق النجاح تلو النجاح ، الامر الذي يعزز الوحدة الوطنية من خلال حرص منتسبي الهيئة التي تشكلت من شتى الاصول والمنابت ومن مختلف الاعمار ومن الجنسين متكاتفين للوصول الى افصل النتائج والمكتسبات للوطن ورفع اسمه عاليا في كافة المحافل فتحية اردنية هاشمية لهذه المبادرة وللقائمين عليها
في ظل الظروف التي يمر بها وطننا الغالي وفي ظل موجه الارتفاع السافر للاسعار وانشغال العديد من القطاعات والاحزاب وهيئات المجتمع المدني بالتعبير عن ارائها والاحتجاج على سياسات الحكومة الاقتصادية ، فقد لاحظنا انه وفي خضم هذه الاحداث وذروتها واثناء مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة كأس اسيا لكرة القدم المقامة حاليا في العاصمة القطرية الدوحة بان الاردنيين جميعا ومن شتى الاصول والمنابت فيصلاويين ووحداتيين ورمثاويين ومشجعي جميع الاندية الاردنية كانوا يشجعون ويؤازرون و يهتفون للمنتخب ( اردن ، اردن ، اردن ) فالاردنيون جميعا حكومة وقيادة وشعب شيوخ واطفال اولاد وبنات وحتى ربات البيوت جمعهم حب الوطن و المنتخب وخطابهم كان واحد يحيا الاردن وعاش الاردن وعاش الملك .
حالة من حظر التجول شهدتها شوراع المملكة وبكافة محافظاتها ومدنها وحتى قراها ومخيماتها لانشغال المواطنين بمباريات المنتخب وتشجيعهم ومؤازرتهم له فانك تكاد لا ترى مواطننا في الشارع لحظة خوض المنتخب لمباراة حتى في اكثر المناطق ازدحاما وهو الامر الذي يعكس الحالة الفريدة التي فرضها حب المنتخب من توحيد للكلمة وتوحيد للصف والخطاب وهو الامر الذي كنا بحاجة ماسة له خصوصا في هذه الفترة الصعبة ، كما لاحظنا الفرح المشترك والاهازيج العفوية التي تصدر عن المواطنين عقب كل مباراة كان المنتخب يفوز بها وكنت تشاهد مواكب السيارات والاطفال والمحال التجارية تبتهج بالفوز وحتى مظاهر الحزن المشترك بدت ظاهرة على كافة المواطنين بعد خسارة المنتخب بمباراته امام اوزباكستان وخروجه من التصفيات .
هذا التلاحم وهذه الحالة النادرة من التماسك الاجتماعي ووحدة الصف والغيرة والفرح والحزن والاحتفال المشترك والصوت والخطاب الواحد كان يقف خلفه المنتخب الوطني لكرة القدم الذي اثلج صدورنا جميعا ووحد صفنا ورفع راية الوطن عاليا وطرز باحرف من ذهب اسم الاردن على خارطة المنتخبات الاسيوية الكبيرة بالرغم من الامكانيات المادية المتواضعة للمنتخب مقارنة مع المنتخبات العربية والاسيوية وخاصة الخليجية
إن العزم والاصرار لدى لاعبي المنتخب وانتمائهم للوطن والقيادة كان الحافز الاساسي لتحقيق الانجازات والذي حاز على لقب منتخب النشامى الامر الذي يحتاج منا كحكومة ومواطنين ومؤسسات ان نعتبر المنتخب الوطني عنوانا لمبادرة اردنية تحتاج للدعم وان نسعى جميعا لانجاحها والارتقاء بها والعمل ليل نهار لتوفير كافة السبل والامكانيات لدعمه ورفده بافضل التقنيات الحديثة وانشاء الملاعب والاهتمام بالواعدين والناشئين والاستمرار باعداد اجيال واعدة ترفد المنتخب بالعناصر الشابة المبدعة ويستمر باكتشاف المفاجآت كالتي ظهرت خلال مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة اسيا الاخيرة .
خلاصة حديثنا ورسالتي للحكومة والمواطنين والشركات والمصانع وهيئات المجتمع المدني ، لنعمل على تبني منتخبنا الوطني ونضعه كأولوية او مبادرة نتبناها كما هو الحال في العديد من دول العالم وان نتعامل مع المنتخب على انها الشيء الجميل الذي يوحد صفنا ويقوي وحدتنا الوطنية وجبهتنا الداخلية وامننا الوطني ويضمن استقراره ، فالعالم ينفق الكثير الكثير كي يحصل على صلابة وتماسك جبهته الداخلية ، فلنستغل هذه الفرصة ونبحث عما يوحد صفنا وكلمتنا ويقطع الطريق عمن يفكرون ويحاولون ان يفككوا تلاحمنا وترابطنا وندحرهم كما دحر منتخبنا بارادته الصلبة الكمبيوتر الياباني والبترول السعودي والارداة السورية وكاد ان يتفوق على منبع العلماء الاوزبكي ولنهتف بصوت واحد عاش الاردن عاش الاردن عاش الاردن .
حمى الله الاردن حرا منيعا امنا مستقرا في القيادة الهاشمية الفذة لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه .
باسم صالح الخلايلة