زاد الاردن الاخباري -
حالة من التوتر السياسي وتجاذب للحديث يسود الجلسات الرمضانية للأردنيين قبل وبعد الاعلان عن اطلاق رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات التجمع الوطني للتغيير ، بمشاركة السياسي المخضرم ورئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري .
وكما هو معروف فان اشهار التجمع جاء وسط غياب المصري بعذر انه سافر الى ميونخ لحالة صحية طارئة، وهذا الغياب فتح باب التساؤلات والتأويل لحالة من التشظي والخلاف على مفردات واسس ينطلق منها التجمع السياسي الذي اريد له ان يخرج بعباءة وطنية لتدعيم الجبهة الداخلية في وجه مصفوفة خارجية معقدة التركيب “القدس ، صفقة القرن ، المساعدات والاصلاح الاقتصادي”، كلها عناوين ضاغطة على الدولة الاردنية وأوراق باتت مكشوفة للجميع.
وبحسب مراقبين وما يدور من تكهنات فان غياب المصري عن اشهار اطلاق التجمع السياسي مرده، خلاف على مفردات بعينها تبناها العبيدات حيث ارتكز على ” التغيير” في ظل فشل الاصلاح السياسي، وهذه خطرة كمفردة سماعية ولها ترجمات عديدة لا تخفى على الشارع الاردني، والنقطة الثانية تمثلت في توقيت الاشهار واخراج التجمع للعلن فالعبيدات اشار الى ان المصري يوافقه ولكنه في طارئ صحي اضطره للمغادرة خارج البلاد ولكن الاخير لم يجد ان الوقت ملائم لاعلان التجمع او ان الرؤية السياسية له لم تنضج بعد واعتبر بذلك ان العبيدات تعجل باشهاره دون العودة اليه، السبب الاهم في انسحاب المصري من التجمع يتمثل بان العبيدات احتوى وجذب اشخاصا ممن يعرفون بهجومهم القوي والعنيف والغير متردد على سياسة الدولة والحكومة في الية التعاطي مع قضايا كبيرة ” الفساد، توريث المناصب، النهج التبعي لصندوق النقد، الفشل الاقصادي، فرض الضرائب، القبضة الامنية، ..الخ”، وهذا مالا يرضاه المصري الذي يعرف عنه بأنه رجل هادئ ولا يصطدم مع أي أحد، بل انه يذهب للحوار الى أبعد ما يتصوره أحد، ووجود مثل هؤلاء الاشخاص داخل التجمع الوطني للتغير يبدو انه يتسبب بحرج كبير للمصري الأمر الذي فضل معه أن ينأى بنفسه بعيدا عن تداخلات وحسابات قد توصله الى مرحلة الإنسداد أو الندم.
مراقبون و متابعون لاطلاق التجمع قالوا انه لا يحمل جديدا في الطرح او المضمون، حتى وإن ضم في طياته خليطا من السياسيين بمختلف مرجعياتهم سواء كانوا يساريين او وسط او اسلاميين ، حيث ذات الافكار والشعارات وذات الطريقة، وإعلان جملة من المطالب الشعبية في مؤتمر الاشهار لم يجعله منفردا أو ذا حداثة، بل انه مستنسخ حاله كحال اي حزب جديد او تجمع سياسي او اجتماعي، بل انه لم يرقى لمرحلة حساسة تتطلب رغبة حقيقة بإحداث الفرق في الية التعامل مع واقع الحال، خاصة في ظل حالة من الصمت الاجتماعي وضياع لقادة الرأي الأمر الذي وفر بيئة خصبة لأي كان بركوب الموجة، وهذا ما شهدناه خلال الفترة السابقة من المعارضة الخارجية.
علامات استفهام وتساؤلات كثيرة تطرح داخل وخارج الصالونات السياسية ومنها، هل انسحاب المصري من التجمع شأنا سياسيا بحتا، ام هناك غاية وتراكمات وتجاذبات سلبية لا يعرفها احد؟، وهل تطغى اشكالات أو قطيعة داخلية بين القطبين المصري و العبيدات خاصة وأن التجمع يمثل المكون الاردني والفلسطيني ؟، وقبل ذلك، هل تعرض المصري لضغوطات لترك العبيدات وحده في الساحة وتعرية اي رمزية للتغير في النهج العام والذي بات مطلبا شعبيا وكان سببا في اسقاط حكومة الملقي في مثل هذا الوقت من السنة الماضية؟!.
وبين هذا وذاك اعتبر البعض انسحاب المصري من تجمع العبيدات ضربة موجعة قبل انطلاقه، خاصة وان الفكرة لم تكن وليدة اللحظة بل انها أخذت وقتا وشهدت لقاءات ووضع لها عناوين وسياق عمل ومنهجية، ولأن الفكرة كانت بدمج أقطاب سياسية وازنة في مرحلة تحتاج للنهوض السياسي في ظل تراجع دور الاحزاب وإختفاء بعضها عن الساحة الداخلية والخارجية، فهل سيستمر تجمع الجبهة الأردنية للتغيير ام ان مصيره الفشل ؟!