القيادة السياسية تربط الاتصالات بمدى التقدم في جهود السلام
27/1/2010
رسميا, لا يحبذ الاردن الحديث عن ازمة في العلاقة مع اسرائيل وان كان يقر بوجودها, اكثر من مسؤول اردني يعتقد ان حكومة نتنياهو تسعى من وراء الحديث عن ازمة الى الضغط على القيادة الاردنية لتنشيط اللقاءات بين كبار المسؤولين في الطرفين, مما يعطي الانطباع عالميا بأن سياسة حكومة اليمين في اسرائيل لا تواجه عزلة في المنطقة.
منذ تسلم نتنياهو السلطة في اسرائيل بدا الاردن متشائما ازاء فرص السلام, لكن هذا الانطباع لم يحل دون بذل كل جهد ممكن لاستئناف المفاوضات. ودعم الاردن بقوة ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما في سعيها لاطلاق مفاوضات سلام وفق آلية جديدة, وراهنت الدبلوماسية الاردنية كثيرا على الدور الامريكي في انجاز صفقة شاملة للسلام في المنطقة. ولاسناد هذا الدور وافق الملك عبدالله الثاني على استقبال نتنياهو في عمان رغم شكوكه الكبيرة حول جديته في العمل من اجل السلام.
نتنياهو واركان حكومته كانوا يأملون بأن تستمر اللقاءات مع الجانب الاردني والاطراف العربية. الاردن كان له رأي آخر فقد ربط منذ البداية الزيارات المتبادلة بمدى التقدم في عملية السلام.
وصرح الملك اكثر من مرة بأنه غير مغرم بالمصافحة امام كاميرات التلفزيون او بالاجتماعات البروتوكولية. اسرائيل وحكومة نتنياهو لم يكن يعنيها غير ذلك فهي تريد ان تستمر المفاوضات والعلاقات الطبيعية من دون تحقيق اي انجاز فعلي.
هل يعني الوضع الحالي ان العلاقة الاردنية الاسرائيلية في حالة ازمة؟
التوصيف ليس مهما, المهم ان شقة الخلاف بين الطرفين في اتساع. الملك وصف العلاقات بأنها باردة واكثر من ذلك قال في حديث صحافي ان التبادل الاقتصادي بين البلدين في ادنى مستوياته واستبعد حدوث تطبيع من جانب الاردنيين في ضوء السياسة الاسرائيلية الحالية.
لم يحدث اي تغيير في السياسة الاسرائيلية يدفع الاردن الى تعديل مواقفه, بل العكس تماما فحكومة نتنياهو تمعن في مواقفها الرافضة لعملية السلام واكثر من ذلك يتخذ قادتها مواقف عدوانية ضد الاردن مما يضاعف من مشاعر الغضب في اوساط المسؤولين ويعمق من حالة العداء الشعبي ضد اسرائيل.
العلاقات الاردنية - الاسرائيلية في مستواها السياسي كانت مرتبطة دائما بالموقف من عملية السلام. في هذه المرحلة يدرك الاردن ان السلام بوجود حكومة نتنياهو بعيد المنال, ولهذا تبدو القيادة الاردنية غير مستعدة للمجازفة باتصالات مجانية لا تلقى في الاصل تأييدا شعبيا.
يستبعد المراقبون ان تستعيد العلاقات الاردنية مع اسرائيل عافيتها قريبا ليس بسبب الموقف المتصلب لحكومة نتنياهو, وانما لأن الدور الامريكي الذي يلح الاردن عليه لم يعد متاحا بالزخم المطلوب. فالادارة الامريكية تقترب من اعلان فشل محاولتها لاحياء عملية السلام المتعثرة وذلك الوضع يتوافق تماما مع اجندة نتنياهو.
ازاء هذه المعطيات سيجد الاردن نفسه متجها الى الابقاء على حالة الجمود في العلاقة مع اسرائيل ومواصلة العمل مع الادارة الامريكية على أمل انفراج يسمح باستعادة الزخم الدبلوماسي لعملية السلام.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net