ما احوجنا هذه الايام الى وقفة مراجعة شاملة مبتداها ومنتهاها, روح الامة بعد ان استشرت الطائفية والمذهبية والجهوية والاثنية والاقليمية الجديدة والقديمة, سواء الفرعونية والفينيقية والامازيغية او الاقليمية في طبعاتها الكاريكاتورية المحلية المريضة العصابية التي انتزعت قلعة او مدرجا رومانيا او اثرا ما من جسم الامة الكبير وحولته الى دليل هوية مريضة ضاربة في اعماق التاريخ..
وما احوجنا الى ان نبدأ هذه الوقفة مع الايديولوجيات الدينية وغير الدينية على حد سواء وعلى قاعدة اساسية هي تعريب كل هذه الايديولوجيات اولا وقبل كل شيء:
1- تعريب العروبة نفسها بعد ان تاهت في مدارس ونزعات شتى باسم هذه الخصوصية او تلك.
2- تعريب الديمقراطيات والليبراليات برؤية اي تحول ديمقراطي او ليبرالي مدني ضمن الافق القومي العربي.
3- تعريب الاقليميات الكبرى فالفينيقية ظاهرة تجارية امتدت حيثما امتدت العروبة بل وقاتلت روما ايام هنيبعل في قلب اوروبا واسست للاندلس في اسبانيا.. وكان ميشال شيحا دقيقا عندما ربط دعوته الفينيقية بالصراع مع العدو اليهودي وبالمثل, الامازيغيه, لغة الضاد بامتياز, والفرعونية التي لم تكبر الا عبر القوس المصري, الشامي والصراع مع اسباط اليهود.
4- ومن ذلك, تعريب انطون سعادة وجعل سوريا الطبعية قلب العروبة, فما من قراءة لعناصر الامة ادق من قراءاته, حيث اعتبر الروح السورية قوة صهر تاريخية اجتماعية - ثقافية لكل سكان الهلال الخصيب, مسلمون ومسيحيون عربا واكرادا.
5- تعريب الاشتراكية وتحريرها من النزعات الاقلوية.
6- تعريب الاسلام السياسي, بل ان اكثر السلفيين مغالاة وهو ابن تيمية دعا الى جهاد التتار بعد اسلامهم.. وتعريب الكنائس في بطركيات عربية بل ان الارامية نفسها التي كتبت فيها الاناجيل هي اصل العربية كما صاغها الانباط ثم قريش نقلا عنهم.. وسبق ان قلنا ان التشيع ظاهرة عربية تموزية فراتية بامتياز..
ولنا ان نميز بين اليهودية العربية وبين اليهودية الخزرية التركية الغربية, فالعبرية تأويلات من العربية وانبياء اليهود انبياء غرب, وقد قاتل العرب ذات مرة الغزاة الرومان والاحباش بجيش حمير اليمنية المتهورة.
اما غالبية يهود دولة العدو الصهيونية الحالية فليسوا عربا بل غزاة محتلون.
7- العودة الى تعريب الصراع مع هذا العدو, فالمعركة معه ليست نزاعا مع الفلسطينيين او مع شيعة جنوب لبنان او حول الجولان او حول حائط المبكى, بل معركة الامة كلها من اجل وجودها وانبعاثها داخل التاريخ.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net