زاد الاردن الاخباري -
طهران تواجه العرب في إيران وسوريا.. وإسرائيل تضم الجولان وتنكل بالفلسطينيين
في حواره مع جريدة “الأنباء الكويتية”، حذر الرئيس المخلوع حسني مبارك من طغيان الملف الإيراني على الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن أطماع إسرائيل في المنطقة، لا تقل عن خطر إيران المحدق بالمنطقة أيضاً، وخصوصا في الخليج العربي.
وفتحت تصريحات مبارك، الباب أمام السؤال الذي عاد من جديد يطرح نفسه على الشعوب العربية: أيهما أخطر على العرب؟، إسرائيل أم إيران! وأيهما يمثل الخطر الحقيقي على المنطقة، بعد توترات الأوضاع في منطقة الخليج، وتصاعد لهجة التهديد بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج من جهة، وإيران من جهة أخرى، ومناوشات غير مباشرة بين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران، وكل من السعودية والإمارات والبحرين المدعومين من الولايات المتحدة.
مواجهة ايرانية إسرائيلية
تمثل إيران تهديداً مباشراً للدول العربية، لدعمها الحوثيين في اليمن منذ عام 2014، وكذلك دعمها لممارسات نظام بشار الأسد ضد شعبه في سوريا، لتستغل واشنطن تلك الصراعات، وتحافظ على مطامع إسرائيل الاستعمارية بالشرق الأوسط، وتجلى ذلك في توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوماً في مارس الماضي، يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، بعدما أعترفت واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل نهاية العام الماضي، ونقل مقر سفارتها إليها، وهو ما يضع العرب، بين أحلام إيران ومطامع إسرائيل بشكل مباشر.
أما عن المواجهة غير المباشرة بين إيران وإسرائيل فهي تحدث خارج أراضيهما؛ فإسرائيل اعتادت مهاجمة مواقع الحرس الثوري الإيراني في سوريا، لإضعاف قوته التي تعتبرها تهديداً لها، آخرها هجمة تم إعلان تفاصيلها إعلاميا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في يناير الماضي، باستهداف أهداف لفيلق القدس الإيراني بسوريا، بما في ذلك مواقع تخزين أسلحة، وموقع استخبارات، ومعسكر تدريب.
وكشف رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت، عن استهداف بلاده للقوات الإيرانية في سوريا بمئات الضربات دون أي رد فعلي من قبل إيران.
وتحدث لصحيفتي “نيويورك تايمز” و”صنداي تايمز” عن “حرب في الظل” بين إسرائيل وإيران، قائلاً إنه على مدار العامين الماضيين، خطط وأدار عدداً من العمليات السرية ضد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في سوريا، وأنه في عام 2018 وحده، أسقطت إسرائيل 2000 قنبلة على أهداف إيرانية في سوريا.
وفي المقابل، حاولت إيران الرد على إسرائيل في مايو 2018، بإطلاق فيلق القدس أكثر من 30 صاروخا باتجاه إسرائيل، إلا أنها لم تبلغ أهدافها، لترد إسرائيل بهجوم غاضب أصاب 80 هدفاً، لتؤكد إسرائيل بعدها تمتعها بتفوق جوي كامل على سوريا، وأن إيران أخطأت في اختيار هدفها.
وذكر تقرير نشرته صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، أنه في 10 أكتوبر 2016، أرسلت إيران طائرة مسيرة تحمل متفجرات في المجال الجوي الإسرائيلي، وكان ذلك أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل،. لترد إسرائيل بقتل 10 جنود إيرانيين بينهم عقيد طيار في الحرس الثوري بسوريا.
وفي هذه الأثناء، تصعّد الولايات المتحدة من لهجتها تجاه إيران، في محاولة منها لدفع طهران لإعادة التفاوض حول برنامجها النووي، الذي انسحبت واشنطن منه بشكل أحادي في مايو 2018، وهو الأمر الذي ترفضه طهران بشكل قاطع، وسط تحريك لقوات أمريكية بالخليج، تقابله أنباء عن استعدادات إيرانية لمعركة وشيكة، ما يضع المنطقة العربية بأكملها على أهبة الاستعداد.
تعاون في الخفاء
رغم العداء الإعلامي على السطح، تقدر بعض الإحصاءات، عدد يهود إيران في إسرائيل بنحو 200 ألف يهودي، كما أن كبار حاخامات اليهود في إسرائيل، هم إيرانيون من أصفهان، ولهم نفوذ واسع داخل المؤسسات الدينية والعسكرية، ويرتبطون بإيران عبر حاخام معبد أصفهان.
إضافة إلى ذلك، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز، إيراني من يهود أصفهان، وكان من أشد المعارضين داخل الجيش الإسرائيلي لتوجيه ضربات جوية لمفاعلات إيران النووية، كذلك الرئيس الإسرائيلي الأسبق موشيه كاتساف، إيراني، وكانت تربطه علاقات ودية وحميمية مع خامنئي، والرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، أن حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل إيران تتجاوز 30 مليار دولار، بمعدل أكثر من 200 شركة إسرائيلية، أغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة.
كما كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية عام 1981 عن تعاون عسكري بين الطرفين، حيث أكدت الصحيفة أن إيران استلمت ثلاث شحنات أسلحة، وأقر “مناحيم بيجن” رئيس وزراء إسرائيل وقتها، بأن “تل أبيب” أمدت إيران بالسلاح، بهدف إضعاف صدام حسين، وفي العام ذاته أفادت مجلة “ميدل إيست” البريطانية أن مباحثات كانت تجري بين إيران وإسرائيل، بشأن عقد صفقة يحصل الكيان بموجبها على النفط الإيراني، مقابل حصول إيران على السلاح الإسرائيلي.