"زمنٌ غريب نبحث فيه عن وطنٍ نسكنه...عن وطنٍ نشتمُ فيه رائحة أنفسنا التي اندثرت...نبحث فيه عن قوتنا وسط فوضوية أرواحنا ... عن مبادئنا وسط ضعف الضمير ...يالَ العجب! نبحث عن وطنٍ ونحن داخله...تُرى أنريدُ أن نسكن الوطن أم أن يسكننا هو؟
تأخذنا قصصنا الموجعة اليوم إلى حكاية أناسٍ كانو يسكنون وطناً، ولكنهم اليوم يبحثون عن الوطن ليسكنهم...تصلُ بنا حكاياتنا اليوم إلى قريةٍ تدعى \"رميمين\" تقعُ غرب المملكة الأردنية تحديداً في البلقاء على بعد 14 كم عن مدينة السلط آثاراً...يستصرخُ أهالي هذه القرية اليوم،لعلَّ هناك من ينقذهم من تدمير قريتهم، حيث أنه مقام فعلياً مبنى لسجنٍ فيها يدعى\"مركز اصلاح وتأهيل الرميمين\" والقرية أصبحت شبه قرية ،حيث أن مياه الصرف الصحي للسجن أصبحت تختلط بعيون رميمين، ولا يقف إهمال الجهات المسؤولة إلى هذا الحد، لا بل وصل إلى شلالات القرية حيث أنها أصبحت مكباَ للنفايات.
يصل عدد سكان هذه القرية إلى حوالي أربعة آلاف نسمة ومعظم أهاليه مهاجرين خارج الأردن ، وسكانها أصبحوا يعانون من الأمراض الصحية بسبب هذا الإهمال ورغم غربتهم ما زالو يطالبون بحقهم ليحافظوا على مسقط رؤوسهم، حيث أن الحل قترح من أهالي القرية وهو تحويل السجن إلى نادي للضباط أو إلى مشروع استثماري يعمل على تطوير قرية الرميمين ولا يجعلها قرية منسية أو أن يعود أصحاب القرار إلى ما كانوا عليه سابقاً وهو أن يكون المبنى كلية شرطية ...
هذه محاولة مني لعلَّ صوت أهالي القرية يصل إلى المسؤولين وأصحاب الضمير...
لعلَّ صوت أهالي رميمين يبقى مسموعاً في وطنهم ...ولني لا أعلم أهي محاولة مني لإيصال صوتهم في غربتهم أم محاولة مني لإيصال صوتهم في غربتنا نحنُ داخل وطننا؟!
ولكنه من المؤكد أنها محاولة مني لتكون النهاية أقل وجعاً من البداية!!