زاد الاردن الاخباري -
تعالت اصوات الاهالي في البادية الشمالية واحتجاجاتهم لتوفير المياه الصالحة للشرب وانقاذ اسرهم واطفالهم من خطر العطش الذي بات يهددهم نتيجة قلة المياه وضعفها .
ورغم شدة هذه الأزمة، لم تلتفت إليها الحكومة بالشكل المطلوب وأصبح الاحتجاج وشكوى الاهالي أمرًا اعتياديًا في البادية وتلقي الحكومة باللائمة في هذه المشكلة على ما تسميه بـ" عدم كفاية الابار الموجودة لاستيعاب حجم الطلب ولا يمكن أن تفي بمتطلبات جميع المشتركين.
وبحسب عضو مجلس المحافظة ممثل البادية الشمالية الشيخ سلامه الشرابي ابوعبد الله قال "يئن اطفال من شدة العطش في البادية الشمالية في الوقت الذي لايبعد عن منازل اسرهم بئر مياه اكثر من 50 مترا تجر مياهه الى العاصمة ومحافظة اربد " وتابع " اكتفت الحكومة باصدار بيان صحفي جاء فيه ان وزارة المياه تتابع عمليات التزويد المائي في جميع مناطق المملكة اولا بأول وان عمليات التزويد المائي في جميع مناطق المملكة تسير بشكل جيد ومعقول بالرغم من وجود بعض الملاحظات الفردية التي يتم التعامل معها اولا بأول وايجاد الحلول لها . واضاف عبر مناشدة " للوقائع" لانقاذ البادية من شبح العطش الذي بات يطارد ابناء البادية ويهدد حياة اطفالهم ونساءهم وكبار السن والمرضى بسبب ضععف المياه وتفاوت في توزيع مواردها المائية، بين مناطق تعاني الندرة المفرطة، ومناطق تستحوذ على ما يقارب نصف الموارد المائية بل ومن غياب عدالة وتكافؤ الفرص في توزيع المياه مؤكدا ان نسبة توفر المياه في جميع مناطق البادية لاتتجاوز اكثر من 40بالميه .
وقال "في الوقت الذي تشهد فيه مناطق البادية الشمالية أزمة مياه حادة تهدد حياة سكانها وشبح العطش يطارداطفالها ، توجهت الحكومة وركزت عملها وجهودها لسحب مياه اكثر من 15 بئرا ارتوازيا وجرها الى خارج منطقة البادية الشمالية ، في إشارة لضعف اهتمامها وتهميشها لمشكلات وتحديات وقضايا ابناء البادية" .
وبين ان ابناء البادية يعتمدون في توفير المياه الصالحة للشرب التي هي حق من حقوقهم الاساسية على شرائها من القطاع الخاص ووصلت بهم الحاجة لشرائها بالجالونات(الجراكن) نتيجة لظروفهم المعيشية الصعبة وسط عجز ادارة مياه اليرموك عن توفير مياه الشرب لهم . وحذر ناشطون ، من تطور معاناة المواطنيين من نقص المياه أو انعدامها في بعض المناطق، مع انطلاق موجات الحر وموسم الصيف حيث تشهد حاليا مناطق عديدة من البادية أزمة مياه كبيرة سببت العطش لآلاف السكان وقالا الناشط مخلد الخرمان وقصي محيلان ان خطر العطش يهدد تجمعات سكانية كبيرة في أغلب مدن وقرى البادية الشمالية ويخشى ابناء المنطقة من تواصل هذه الأزمة المتكررة منذ سنوات وشدتها هذا العام في ظل عدم تدخل الحكومة لحلها، محذرين من حدوث الكارثة في حال تواصلها.
ويتحول جلب المياه بالجراكن عبر وسائط نقل خاصة ، أو اقتنائها من أصحاب الصهاريج، مشاهد يومية مألوفة في البادية الشمالية وسط استغاثة ابناءها لتوفير المياه الصالحة للشرب، التي تنقطع عن صنابيرهم باستمرار، ولسان حالهم يقول " ذبحنا العطش افزعونا " .