زاد الاردن الاخباري -
يشهد العام الحالي ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة في عدة بلدان عربية حتى قبل دخول فصل الصيف بعدة أسابيع، حيث تكمن البداية الرسمية له في 23 يونيو الجاري، في ظل توقعات بصيف شديد “القيظ” هذا العام.
وذكرت عدة دول عربية أنّ معدلات الحرارة ستصل إلى درجات مرتفعة للغاية، وسط تحذيرات من أخطار الوقوف تحت أشعة الشمس مباشرة خلال ساعات الظهيرة.
7 بلدان
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، يوم الثلاثاء، توقعات الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في البلاد عننشاط مكثف في الرياح المثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية و طقس حار إلى شديد الحرارة على شرق ووسط المملكة.
وترافق ذلك مع إجراء حكومي صدر، الأحد الماضي، يقضي بمنع العمل تحت أشعة الشمس، على جميع منشآت القطاع الخاص، حتى 15 سبتمبر 2019.
وأكّد الناطق الرسمي للهيئة، حسين القحطاني، أن قرار إيقاف العمل في المناطق المفتوحة خلال ساعات الذروة بسبب ارتفاع درجات الحرارة من اختصاص وزارة العمل، ويشترط أن تصل إلى 50 درجة مئوية.
من جانبها، قالت هيئة الأرصاد الجوية القطرية، الثلاثاء، إن أجواء حارة مع درجات حرارة في بداية الأربعينات تسود معظم مناطق البلاد حالياً؛ إذ سجلت العاصمة الدوحة 42 درجة مئوية.
في الوقت ذاته سجلت الكويت ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة ونسب الرطوبة؛ إذ بلغت درجات الحرارة نحو 49 درجة مئوية، بحسب ما أعلنت إدارة الأرصاد الجوية.
البحرين كذلك شهدت جواً حاراً خلال الأسبوع الماضي؛ إذ بلغت درجات الحرارة منتصف الأربعينيات، ومن المتوقع أن تشهد البلاد رياحاً تُقدر سرعتها بين معتدلة ونشطةخلال الأيام الجارية، وتصل إلى قوية السرعة يومي الخميس والجمعة المقبلين.
فيما أعلنت الإمارات، الثلاثاء الماضي، أن رياحاً مثيرة للغبار والأتربة تنشط نهاراً وتؤدي إلى تدني مدى الرؤية، وتصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية.
وإلى الشمال من منطقة الخليج العربي سجّلت مدن جنوب العراق ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة خلال الأيام الماضية، حيث تجاوزت محافظة ميسان حاجز الـ 55 درجة مئوية الجمعة الماضي، وتراجعت الثلاثاء إلى 45 في بعض المناطق.
أما مصر، الواقعة على البحر الأحمر من جهة الشرق والبحر الأبيض المتوسط من الشمال، فشهدت موجة حر خلال أيام، أسهم في الشعور بها ارتفاع ملحوظ في نسب الرطوبة التي بلغت 70%، وفق رصد الهيئة العامة للأرصاد الجوية، فيما سجلت العاصمة القاهرة، الثلاثاء، 37 درجة مئوية.
ما يفوق المعدل
والموجات الحارة هي ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة عن المتوسط في منطقة ما، في الغالب يصاحبها ارتفاع موازٍ في نسبة الرطوبة.
وبحسب علوم الطقس والمناخ فإن الموجات الحارة تُعرف وفق معدلات درجة الحرارة في مكان ما، فإذا كانت تلك المعدلات في إحدى المدن هي 30 درجة مئوية في المتوسط، ثم ارتفعت إلى حد الـ 40 درجة عدة أيام من السنة، فإن تلك الموجة تعد حارة، وبهذا يمكن القول إنّ الموجات الحارة لمكان ما قد تكون طبيعية.
وإذا كانت تلك الارتفاعات كبيرة فإنهاتؤثر بشكل مباشر على حياة الناس، خصوصاً المنتشرين في الطرقات في ساعات الظهيرةوالشمس في وسطالسماء، لأنه من المتوقع أن تبلغ ذروة الزيادة في مناطق معينة إلى 15 درجة مئوية.
ويكمن السؤالفي سبب ارتفاع درجات الحرارة إلى هذا الشكل بصورة غير معهودة سابقاً، وما السبب الكامن خلف اشتعال الحرائق وذوبان الجليد والثلوج على أسطح البيوت في المناطق شبه القطبية؟
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية نقلاً عن “دان ميتشل”، الأستاذ في جامعة بريستول، قوله إنّ أغلب العلماء يرجعون ذلك إلى عدة عوامل؛ من أبرزها التغير المناخي.
وأضاف ميتشل أن التيار النفاث “جت ستريم” (عبارة عن رياح غربية قوية على ارتفاع 8-10 كيلومترات فوق سطح الأرض) يؤثر بشكل قوي على حالة الجو حول الكوكب، وإن كان هذا التيار حالياً ضعيفاً للغاية؛ ولذلك فإن وضع الضغط الجوي المرتفع سيستمر لفترات طويلة فوق المكان نفسه.
وبيّن أنه في بعض الأحيانعندما تكون الرياح شديدة تتسبب بحدوث عواصف، وفي أحيان أخرىتكون ضعيفة فيكون الجو هادئاً ومستقراً.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه بسبب ما تمر به الأرض من تغير مناخي وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو وغازات الدفيئة وغيرها، فإن تأثير أي ظاهرة مناخية وجوية مثل ضعف التيار النفاث ستكون عواقبه وخيمة، وأكثر بكثير مما كان عليه الحال في أي وقت سابق ارتفعت درجات الحرارة فيه.
أخطار قاتلة
وترافق موجة الحر أخطارٌ قد تؤدي إلى الموت بسبب التعرض لأشعة الشمس مدة طويلة، أو نشوب حرائق ضخمة، أو الإصابة بالجفاف لقلة تناول السوائل.
وفي إطار ذلك، شهدت الكويت أول حالة وفاة بسبب ارتفاع الحرارة؛ إذ لقي وافد مصري مصرعه في منطقة السرة بعد تعرضه لضربة شمس؛ في حين وصلت درجة الحرارة في منطقة “مطربة” إلى 51، وهي الأعلى على مستوى الدولة.
وتبلغ درجة حرارة الجسم العادية 37 درجة، وفي حالة ارتفاعها عن هذا المعدل يتعرض الشخص لمشكلات صحية ربما تسبب الوفاة، وهو ما يحدث في الموجات الحارة.
وفي الطقس الحار عادة ما يحاول الجسم الحفاظ على حرارته الطبيعية، وتوفير بيئة رطبة وإفراز المزيد من العرق، لكن إذا فشل في تحقيق ذلك، تضعف أجهزة الجسم ويتعرض الشخص لمضاعفات خطيرة.
وبحسب صحيفة الإندبندنت البريطانيةتسبب موجات الحر تلفاً لعدة أعضاء في الجسم في حال التعرض لها بشكل مباشر ولمدة طويلة، مثل (المخ والقلب والقناة الهضمية، والكلى، والكبد، والرئتين، والبنكرياس).
كما أنّه في حالة ارتفاع درجة حرارة الجسم لأعلى من 40.5 درجة، ربما يتعرض الشخص لضربة الشمس، وهي تحتاج إلى تدخل طبي سريع، حيث يمكن أن تسبب الوفاة.
وشهدت عدة بلدان عربية حالات نفوق حيوانات أو احتراق محاصيل زراعية بمساحات واسعة، بعضها مفتعل وبعضها طبيعي، وإن كان كله يعود لشدة الحرارة، كما حصل في مناطق غرب العراق، وشمالي سوريا في الموجة الحالية، أو كالتي شهدتها مناطق فلسطين المحتلة أو الواقعة تحت سيطرة دولة الاحتلال الإسرائيلي في موجة شهر مايو الماضي.
هذا ويبدأ فصل الصيف في منطقة الشرق الأوسط والنصف الشمالي من الأرض فلكياً عند وقوع الانقلاب الصيفي، ويحدث عادة مع نهاية يوم 22 يونيو وينتهي مع نهاية يوم 23 سبتمبر من كل عام.