معتصم مفلح القضاة
أكثر ما يجب الوقوف عنده في لقاء جلالة الملك حفظه الله مع أعضاء المجلس النيابي، هو ذلك الشيك الموقع على بياض، والذي أصدره صاحب السلطة الأعلى والقاضي بـ ( ما حد يقول جاءتني تعليمات عليا).
التعليمات العليا مسطلح متداول في أغلب الدول العربية ومعناه ( لا نقاش )، بحكم أن التعليمات العليا صادرة من أعلى قرار، والآن أصبح كل قرار قابل للنقاش بما فيه مصلحة؛ مصلحة الشعب، مصلحة المواطن ومصلحة الوطن.
التعليمات العليا علّاقة وشماعة كانت متاحة لجميع المسؤولين لتبرير الاخطاء والتجاوزات، وتبرير التجني على الوطن والمواطن، واليوم كُسرت هذه الشماعة ولم يعد من يبرر تلك التجاوزات.
التعليمات العليا بدءاً بالدستور وانتهاءً بقوانين السير ومروراً بالمعاملات اليومية وجدت للحفاظ على مصالح الأمم والشعوب، وتسهيل حياتهم وإضافة البساطة لكل ما يهمهم، لذا أتمنى أن يفهم المسؤول والمواطن على حد سواء مغزى التوجيه الملكي بشطب تلك الكلمة قاموس المعاملات اليومية والتي لم تأتِ بخير طوال الأيام الماضية، ولن يكون لها أي تأثير إيجابي في مستقبل الأيام.
إن هذا الشيك دعوة للمسؤولين بأن يبادروا بالإصلاح وإعادة النظر في القوانين والتشريعات المعمول بها، وتفويت الفرصة على المغرضين، على أن يلمس اثر هذه التوجهات كل من يعيش على أرض الوطن تنفس من هوائه ويشرب من مائه.
وهو دعوة خاصة للمواطن بأن يأخذ حقه ودوره في جميع مناحي الحياة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بعيداً عن الكلام الشعبي والعاطفي.
إن هذا الشيك هو فرصة يجب أن تدرس ويستفاد منها بشكل صحيح.