يدرك الاردنيون جيداً بان الحكومه الحاليه تشّكل ظاهره سياسيه ذات تبعات امنيه على المستوى الوطني والمعاشي والاجتماعي للشعب ككل نظراً لحجم السخط الشعبي العريض والغير مسبوق على الاداء الحكومي المتعثر الذي يقوده رئيس الوزراء وفريقه الوزاري الملهم حينما عكف ومنذ البداية على صناعة الازمات وترحيلها وخلق حاله من الاحتقان الشعبي لمسناها جميعاً في مسيرات الجمعه ونوعية الهتافات التي انطلقت من حناجر اضناها الجوع والتعب والبحث عن الخلاص .
حكومة التأزيم الرفاعيه بدأ رئيسها بواكير مسؤوليته بانتقاء المعارف وزملاء العمل في دبي كابيتال واسقاطهم مظلياً على كراسي الوزاره ليبدأوا رحلة التعلم والرفاهيه المطلقه واجراء التجارب على ابناء الوطن الامر الذي أدى لشعور الاردنيين بالغبن والضيق في مواجهة برجوازية الرئيس ( الذي لا يشبه قسماتهم وسمرة جباههم اصلاً ) واغلب وزراء حكومته ( الذين يعلمون بكل شيء الا امور الوطن ) وارضاء اولي القربى والحضوه منهم بكل تعديل اجراه على اعوجاج تركيبة حكومته بتخييرهم بنوعية الوزاره التي يرغبون بمتعة قيادتها على مبدأ ( أطلب واتدلل ) , حتى شعر الاردنيون بان حكومة ( الدوار الرابع ) اصبحت مختصه بتخريج الوزراء والاصدقاء برواتب تقاعديه والقاب فخريه والتعيين بوظائف الفئات العليا للمحاسيب بعد الانتهاء من مرحلة ( الاجتثاث ) التي مورست بحق ابناء الوطن المشهود لهم بالكفاءه في مراكز حساسه ومؤسسات حيويه يعرفها الرئيس جيداً , ومن هنا بدأت الحكايه مع سمير وفريقه الوزاري العتيد ليواجهوا بعد ذلك مشاكل الوطن من فقر وبطاله وفساد مستشري واسواق ( فالته ) وشعب منهك من النظام الظريبي الفاحش والدخل المتآكل ومديونيه مروعه وانعدام الامن الوظيفي لطبقة العمال والموظفين وغيرها من المشاكل التي واجهتها الحكومه الرفاعيه بلغة العجز والتسليم بقضاء الله وقدره ليس الا .
الحكومه الحاليه لم تطعم الاردنيين من جوع ولم تؤّمنهم من خوف الفقر والبطاله و القادم من الايام ورغم ذلك صّرح رئيسها في برنامج بثته اذاعة تلفزيون ( ام الحيران ) بان المديونيه تشكل عبئاً على المواطن !! , فهل اصبحت رفاهية الساده الوزراء وزوجاتهم ومصاريف الترف الحكومي والسيارات الفارهه للساده المسؤولين التي ناهزت مصروفاتها 100 مليون دينار سنوياً عبئاً علينا !! وهل اصبح اعفاء البنوك وقطاعات اقتصاديه اخرى من ظريبة المبيعات وتخفيف ضريبة الدخل عليهم هو الحل الامثل بنظر عرابي الحكومه لينوء المواطن بعبء الظريبه عنهم لان الاردني ( رقبته سداده ) بنظر الحكومات ؟!! وهل المفروض ان يتحمل المواطن الغلبان بجيبه المثقوب تبعات التلاعب بالمال العام والفساد المالي الذي حرم الاردنيين من ملايين الدنانير وذهبت لحسابات اشخاص نعرفهم جيداً صوّرتهم لنا الحكومه ارقاماً صعبه وخطوطاً حمراء لا يجوز الاقتراب منها لاعتبارات عده ؟!! , وهل تعيين احد الوزراء بالحكومه الرفاعيه لمدة شهرين لتنفيعه براتب تقاعدي مدى الحياه يتجاوز ( 3000 ) دينار يتحمل المواطن تبعاته الاقتصاديه هو الحل بنظر الحكومه ورئيسها لمواجهة المديونيه التي تعاظمت من الاسباب السابقة الذكر وغيرها !! .
المسيرات الشعبيه وهتافات الغلابا اخرجت وزراء الرفاعي من صياصيهم وبروجهم العاجيه ليتسابقوا في الاعلان عن النبأ العظيم وتخفيضات اسعار خجوله فشلت في امتصاص ردة الفعل الشعبيه واعتبر الشعب ان الحكومه برئيسها وناطقها وجميع ملهميها ( مثل الي برش على الموت سُكّر ) طالما ان الشعب بواد والحكومه بوادٍ آخر , وعاد الناطق الرسمي ولسان الحكومه الرفاعيه ( قّدس الله سّره ) للتقليل من اهمية الشارع العام حينما اعتبر بان التخفيضات المعلن عنها مجرد ( كرم حاتمي ) من الحكومه وليست استجابةً لحالة التململ والغليان الشعبي وهو بذلك قد اوقع الحكومه ورئيسها بورطه هم بالغنى عنها , وادرك سمير الرفاعي متأخراً بانه كان عليه ان لا يستهين بوعي الشعب وكرامته وان الذاكره الشعبيه في ( هبة نيسان ) ما زالت عصيه على الزوال كلما تبادر اسم عائلة الرفاعي في هتافات الجياع من ابناء الشعب .
وصلت الحكومه برئيسها وجميع طاقمها لحاله مزريه يرثى لها من عدم القبول الشعبي والرفض العريض لجميع وزرائها واعتقد جازماً بان سمير الرفاعي ( ما اله عين من الناس ) ويتحاشى حالياً اية لقاءات شعبيه ويبحث جيداً في خط سير موكبه لكي لا تعترضه الجماهير الغاضبه بهتافاتها على شاكلة يا سمير يا ...... شعب الاردن ما بنهان .
خلدون المجــالــي