أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن يشارك بندوة إطلاق الشبكة الصينية العربية للأبحاث السياسات وبناء القدرات الملك يرافقه ولي العهد في محافظة الكرك الفيصلي ومغير السرحان يلتقيان الصريح والسلط بدوري المحترفين غدا إطلاق انفوجرافيك عن واقع التعليم العالي للعام الجامعي 2025 عطاء لشراء كميات من الشعير 17 شهيدا بمجازر إسرائيلية بمناطق متفرقة بقطاع غزة مجلس النواب يستمع الأحد للبيان الوزاري لحكومة جعفر حسان النفط يتراجع وسط ترقب لقرار أوبك+ بشأن الإمدادات المركزي الأوروبي: أي حرب تجارية لن تكون في مصلحة أحد "البريد الأردني" تطرح اليوم الطابع العربي التذكاري الموحد "مع غزة" إيران تحتفظ بحق الرد على ضربات إسرائيل وترحب باتفاق لبنان " الشؤون الفلسطينية": الأردن يؤكد دعمه الموصول لوكالة الغوث الدولية (الأونروا) مهرجان الزيتون الوطني الـ24 ومعرض المنتجات الريفية ينطلق اليوم في عمّان 9 شهداء في قصف الاحتلال الإسرئيلي على مخيم النصيرات أمين عام اتحاد الغرف الخليجية: الأردن يمتلك فرصا استثمارية كبيرة مقتل 4 أشخاص جراء الثلوج الكثيفة التي تجتاح كوريا الجنوبية الذكرى 53 لاستشهاد رئيس الوزراء الأسبق وصفي التل تصادف اليوم 674 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم نائب رئيس هيئة الأركان السابق: دفعنا ثمن الحرب إنذار جوي في أوكرانيا بسبب خطر صواريخ بالستية
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام المواطنة والانتماء عند الشباب

المواطنة والانتماء عند الشباب

31-01-2011 12:10 AM

يرتبط الانتماء بالجانب الغريزي للإنسان الذي يتأثر كثيرا بالجانب العاطفي عندما يتحول إلى سلوك وممارسة تؤثر في حياته وحياة المجتمع لتتشكل بذلك في حياة الإنسان مجموعة كبيرة من الانتماءات الدينية والسياسية والاجتماعية والفكرية تشكل وتؤطر مساره الفكري والحركي.

 ويعتبر الانتماء إلى الوطن من أهم هذه الانتماءات بعد الانتماء الديني طبعا، هذا الوطن هو الجامعة المشتركة لأناس يعيشون من جيل إلى جيل على أرض واحدة معلومة الحدود ومهما تباين سكانها فكريا أو ثقافيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، يبقى أنهم ينتسبون إلى أب واحد هو الوطن، شاءوا أم أبوا فالصلة بينهم طبيعية لا يمكن إسقاطها أو نفيها أو التشكيك بها، فوجب بذلك على المواطن حب وطنه عاملا على توطيد هذه الصلة متعاونا على الخير مع من يحبه، مجاهدا ضد من أراد به الشر، مفتخرا بكل أثر أو مظهر يرفع من شأنه.

 قد يضم الوطن الواحد أديانا وطوائف متعددة، لكل طائفة عقيدتها وتقاليدها، وقد يضم فئات وقوميات لكل منها أيضا عاداتها وأعرافها، لكنها جميعا مهما بلغت من القوة فإنها لا تستطيع من باب العدل والحق التغلب على هذه الجامعة الوطنية والعلاقات الطبيعية بين أبناءها، لأن التفريق والتقسيم بين الأبناء تبعا للمذاهب أو القبليات أو الفئات أمر يأباه العلم والدين، وقد تخاف طائفة أو فئة على حقها من الإجحاف، ولكن هذا الخوف سرعان ما يتلاشى إذا قضي على أسبابه، لتتحقق بعد ذلك قضيتان مهمتان هما قضية التعايش السلمي الأليف وقضية التطبيق العملي للحقوق الإنسانية وهما قضيتان مرتبطتان ببعضهما البعض برباط وثيق، لذلك فالتعددية هنا ليست فقط ممكنة في نظر الدين، بل إنها مطلب من مطالبه ومبدأ أصيل فيه. من هنا وما للشباب من أهمية كبرى في البناء الداخلي والخارجي للوطن، لكل وطن، فهم الثروة الحقيقة التي يجب الحفاظ عليها وتنميتها واستثمارها بالشكل السليم، كان على المسؤولين والمربين إعطاؤهم الجانب الكبير من الاهتمام وتوفير جميع سبل الرعاية والإمكانات لربطهم بوطنهم أشد ارتباط، وتعزيز انتمائهم له لعدة اعتبارات منها: لم يعد مفهوم الأمن الوطني قاصرا على الجانب العسكري أو السياسي بل تعداه ليشمل الجوانب الأخرى الاقتصادية والثقافية والاجتماعية أيضا لتتحدد بذلك قيمة الدولة بما لديها من مقومات وركائز تعطيها الأمل في تحقيق الانتصارات والمكاسب، لذلك فان الاهتمام بالداخل والشباب من أولوياته هو مقدمة طبيعية للاهتمام بالخارج.

 إن برامج الإصلاح المختلفة التي وعدت الدولة في مناسبات عدة بها يجب أن لا تغفل قطاعات مهمة تحتاجها في مسيرتها التنموية، فالطفولة والأمومة والشباب والمرأة والفئات ذات الاحتياجات الخاصة تمثل أهداف مهمة وعناصر جوهرية يجب تنميتها أيضا لضمان هذه المسيرة.

 إن التطرق والاهتمام بهذه القضايا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ليس شيئا من الترف، انه جزء مهم من محاولة التقدم إلى الأمام وفي مختلف الجهات، ولأن التجارب أثبتت أن الشعوب لن تمضي وراء القرارات الفوقية دون العناية بالجذور والاهتمام بها، اننا نعيش عالما تحكمه أفكار متناقضة بالازدواجية واللامعقولة مما يخلق من ذلك تطرف في الفكر والسلوك يستدعي معالجته بالحكمة، فليست مكافحة الإرهاب مثلا بالوسائل الأمنية والعسكرية كافية بل تجاوزتهما بأن تكون مرتبطة بتطور المجتمع والارتقاء به من شتى الجوانب، ولعل ثقافة الحريات تخلق كثيرا من الرشد لدى أغلب فئات المجتمع وخصوصا منهم الشباب، لهذه الاعتبارات وغيرها ولتعزيز مفهوم الانتماء الوطني الحقيقي في قلوب الشباب، لا بد أن تتضافر الجهود لتحقيق رغباتهم وتطلعاتهم بالقدر الكافي لتوثيق الرباط الوطني لذا فان ذلك يحتاج الى تربية دينية وأخلاقية تراعي أساليب التفكير الحي والتحليل العلمي المعتمدة على المنطق والعقل، وتكريس القيم الأخلاقية في المؤسسات التربوية والعلمية والحكومية والإصلاح المؤسساتي وبمشاركة الجميع، ولا ينسى في هذا المقام تطوير الخطاب الديني إلى فكر أرحب يسع الأفكار الأخرى وأصحابها الذين هم في الأساس شركاء لهم في هذا الوطن، تربية ثقافية تتخذ شتى الوسائل العلمية والعصرية ولا تغفل الجانب العاطفي والغريزي ضمن الضوابط الشرعية والعرفية دون الوصاية من فئة أو مؤسسة معينة تحاول تحجيم الفكر والحرية الشخصية المباحة وتجربة بعض الوسائل الثقافية الناجحة والموجودة في مجتمعات الأخرى، تربية اقتصادية تحترم العمل وتقدسه ضمن برنامج متوازن ومدروس يقضي على البطالة التي يعاني منها الشباب ويخلق فرصا عملية حسب ما يتطلبه سوق العمل المحلي، تربية سياسية تحترم المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرار وأن الشاب الفرد هو عنصر مهم ومطلوب دوره في تكوين حجم ومستقبل الوطن من خلال المؤسسات الشرعية المقررة في البلاد، بالشباب الواعي لرسالته المنتج لواجباته يبنى الوطن، وبالوطن المراعي لحقوق أفراده ينمو الشباب، وبهما سوية تتحقق التنمية ولهما تبرز أهمية ودور الحقوق والواجبات، عند ذلك يحق لنا مساءلة قطاع الشباب الواسع عن روح المواطنة الصالحة.

 

خليل فائق القروم

 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع