زاد الاردن الاخباري -
مع بداية اليوم السادس لثورة شباب مصر, رفضت حشود المتظاهرين التنازل عن مطالبها برحيل الرئيس مبارك وتغيير النظام الحاكم بجميع رموزه, والاستمرار في مظاهرات واحتجاجات الغضب حتى تتحقق مطالب الشعب, وحذروا من "مؤامرة" مكشوفة لتشويه الثورة السلمية بالغياب الأمني المتعمد واطلاق سراح عشرات المجرمين لممارسة عنف وسلب منظم وبواسطة تشكيلات إجرامية تنتقل بين احياء القاهرة لبث الرعب في قلوب المواطنين.
واكد خبراء سياسيون وأمنيون ان هناك من يدير "اللعبة القذرة" لصالح النظام وبطانته لتصوير ثورة الشباب بأنها حركة عشوائية لضرب الاستقرار والامن في مصر, وان الجيش سوف يتصدى لفرض الامن, وكما سبق للرئيس الراحل انور السادات بوصف انتفاضة الخبز يومي 18 و 19 كانون ثاني 1977 بأنها "انتفاضة حرامية" وان ما يجري من عمليات سلب ونهب يتم باسلوب يكشف عنه ترتيب تم اعداده لتشويه ثورة غضب ضد النظام.
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع, الخبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية, ان النظام الحالي لا يتعلم من الماضي او من تجارب الآخرين, وانه على درجة كبيرة من الطفولة السياسية, وان وصف المتظاهرين بأنهم "قلة مندسة وتابعون للاخوان وباعداد محدودة, والشباب الشارد, وان اصابع خارجية تحركهم دون الاعتراف بأنهم اصحاب مطالب مشروعة ستزيد من قوة وتصعيد الاحتجاجات ضد النظام.
ويرى خبراء سياسيون ان الرئيس مبارك قد بدأ مرحلة (تسليم المفاتيح) وانه بحكم خبرة الانضباط العسكري يعيد ترتيب الاوراق حتى لا يترك البلد للفوضى والفراغ السياسي بعد رحيله, وباعتماده على رجال اقوياء من المؤسسة العسكرية, الفريق احمد شفيق كرئيس حكومة, واللواء عمر سليمان كنائب له, وهو اشبه "بمشروع رئيس" للمرحلة المقبلة وان تعيينه نائبا للرئيس لا يعني فقط شطب فكرة التوريث لكن ان يكون الرجل "القوي" من المؤسسة العسكرية لقيادة مرحلة مهمة وخطيرة بعد ان ادرك مبارك انه لن يستطيع احد الوقوف امام ما وصفوه بـ "قطار التغيير".
واعلن المتظاهرون وقيادات "حركات" التغيير من الشباب, وقوى وطنية وسياسية, رفضهم للخطوات التي اتخذها الرئيس مبارك بتشكيل حكومة جديدة برئاسة صديقه الفريق احمد شفيق, وتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس, واكدوا ان الهدف من الثورة هو تغيير النظام كاملا, وكل من شارك مع مؤسسة الرئاسة!! وجاء الرفض للواء عمر سليمان رغم ما كان يتمتع به من قبول شعبي, ورغم المطالب السابقة منذ اكثر من عشر سنوات والتي كانت تطرح اسمه كنائب للرئيس وهو الموقع الشاغر منذ ثلاثين عاما!! ورفض عمر سليمان رغم القبول السابق يرجع الى ارتباطه بالنظام الحاكم والمطلوب الآن شعبيا رحيله.
اللواء عمر سليمان - رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية - من مواليد محافظة قنا بصعيد مصر عام 1936 وقد برز نجمه بعد ان انقذ حياة الرئيس مبارك في أديس أبابا خلال محاولة اغتياله, ومن هنا بدأت اهميته تزداد لدى الرئيس مبارك, خاصة انه شارك بفاعلية في العديد من الملفات الأمنية المهمة, واهمها ملف الجماعات المتطرفة ومواجهة عملياتها الارهابية وتحقيق نجاح كبير في الحد منها بل توقفها تماما .. وبالفعل استطاع عمر سليمان ان يحقق نتائج متميزة على جميع المستويات, واصبح الرجل الذي تلجأ اليه كل اطراف الصراع في الازمات والمواقف الصعبة, بل انه كسب ثقة المعارضين قبل المؤيدين ومع توطيد علاقات عمر سليمان بالغرب والولايات المتحدة, تنامى دوره داخل المؤسسة الحاكمة في مصر, ولتعدد مهماته, واهميته داخل رئاسة الجمهورية, فقد اطلقت عليه وسائل الاعلام الاسرائيلية والغربية اكثر من لقب وظيفي يحمل اكثر من معنى فهو: رئيس جهاز الامن القومي, ورئيس جهاز الاستخبارات المركزية المصرية, ومدير المخابرات العامة, وزير في رئاسة الجمهورية.
الجمهورية الثالثة
وعلمت "العرب اليوم" ان اتصالات شخصية تجرى بين عدد من خبراء وحكماء ومسؤولين سابقين, يتدارسون مستقبل مصر في ظل الجمهورية الثالثة, خاصة ان الجمهورية الاولى اعتمدت على شرعية الثورة في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر, وان الجمهورية الثانية جاءت انقلابا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على مبادئ وثوابت الجمهورية الاولى, واستندت الى شرعية حرب اكتوبر في عهد الرئيس الراحل انور السادات ومن بعده الرئيس مبارك, وان الجمهورية الثالثة (نظام رئاسي برلماني) وعقد اجتماعي جديد من خلال دستور جديد لمصر, وان الاتصالات الشخصية لتدارس مستقبل مصر تجرى بين عدد من الشخصيات العامة السياسية والاقتصادية وكبار المفكرين, ومن بينهم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل, وعمرو موسى, ومندور حسن, والدكتور يحيى الجمل, وطارق البشري, و د. عبدالعزيز حجازي و د. عصمت عبدالمجيد.
ثورة الغضب فتحت ابواب مرحلة جديدة لمصر, ولعب موقع "الفيس بوك" الدور الرئيسي في حشد المشاركين في مظاهرات يوم الغضب "25" كانون الثاني بعدما نجح في التنسيق بين الداعين لها والمشاركين فيها, وتوافق الجميع على رفع شعارات سياسية موحدة, ليكتب "الانترنت" شهادة ميلاد حقيقية ل¯ (8) من الحركات الاحتجاجية التي تمكنت من تحويل دعوتها الى واقع على الارض, اطلقوا عليه "يوم الغضب" وهي:
1- حركة شباب من اجل العدالة والحرية.. وهي حركة شبابية ظهرت في منتصف شهر تموز لعام 2010 , تحت شعار "بالعدالة والحرية ثورة مصر جاية جاية, الحرية والعدالة احلام محتاجة لرجالة" والحركة شاركت ونظمت العديد من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية والمسيرات السلمية.
2- الحركة الشعبية للتغيير "حشد" وهي حركة جديدة ظهرت في آب 2010 للمطالبة بالحرية السياسية, واعادة توزيع الثروة لصالح ملايين الكادحين, وعودة الارض لمن يزرعها, والمساواة التامة بين الرجال والنساء, وحرية العقيدة والممارسة الدينية, وانهاء كافة اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني..
3- حركة كفاية.. وظهرت على الساحة السياسية المصرية في صيف عام 2004 في شكل تجمع لمجموعة من المثقفين واساتذة الجامعات والمحامين الذين عارضوا مبدأ التمديد للرئيس مبارك لفترة حكم جديدة, وعارضوا بشدة اية محاولات لتوريث الحكم لنجل الرئيس.
4- حركة شباب 6 ابريل.. وهي الاقدم بين الحركات الشبابية, اذ اظهرت يوم 6 نيسان ,2008 من خلال الدعوة لاضراب شامل لجميع المصالح الحكومية والقطاعين الخاص والعام, وتتخذ المجموعة شكل اللامركزية المنظمة فكل مجموعة جغرافية لها نشاطاتها المختلفة حسب ظروف كل مجموعة.
5- الجبهة الحرة للتغيير السلمي.. وهي جماعة سياسية شابة تسعى للتغيير السلمي على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, للضغط على السلطة, عبر دفع المواطنين لبناء ارادة حقيقية, لتحقيق الضروريات والسعي نحو الرفاهية وتأسست عام 2010 .
6- تيار التجديد الاشتراكي.. والتيار يقوم على مبادئ مناهضة سيطرة المنتجين على السلطة والثروة عبر مجالس جماعية ديمقراطية منتخبة, والنضال ضد الاستعمار والصهيونية من خلال تضامن الامم, والتحرر من الاضطهاد بجميع صوره.
7- مركز الدراسات الاشتراكية وهو مؤسسة غير ممولة من اي جهة تعتمد على بيع اصداراتها وعلى التبرعات الشخصية من الاعضاء والانصار, هدفهم هو اعلاء صوت الاشتراكية الحقيقية في مصر والعالم العربي.
8- الحملة الشعبية المستقلة لدعم البرادعي وخرجت يوم 19 شباط 2010 لمناصرة ودعم محمد البرادعي رئيسا للجمهورية في الانتخابات الرئاسية لعام 2011 وفي 2010 قام بعض المتطوعين في الحملة بانشاء موقع رسمي للحركة, وهنا حدث الاتصال الاول بين البرادعي والمجموعة, وتصر الحركة على الاستمرار في العمل السياسي, حتى اذا ما لم يرشح البرادعي نفسه في الانتخابات الرئاسية.
القاهرة - العرب اليوم - فتحي خطاب ...