أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
رسمياً .. الحوامدة والصقور يتنافسان على رئاسة الوحدات حسان: إنجاز مشروع المدينة الرياضية في الكرك بمراحله الثلاث منتصف العام المقبل استهداف سيارة جنوبي لبنان وقصف بالدبابات في ثاني أيام وقف القتال حكام الجولة العاشرة من دوري المحترفين لكرة القدم أول سؤال نيابي من ناصر النواصرة مصر تعلن تسجيل 19 حالة ملاريا قادمة من الخارج مخبأة بجذوع الأشجار .. ضبط 200 كلغ مخدرات باليمن "النواب اللبناني" يدعو لجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية انخفاض أسعار المنتجين الصناعيين بنسبة 0.48% للعشرة أشهر الأولى 2024 اعتقال مراهقين مكسيكيين بعد احتجازهم لـ 4 اردنيين بالمكسيك 8 مليارات دولار الخسائر الإنتاجية للقطاع الخاص الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي الأردن يشارك بندوة إطلاق الشبكة الصينية العربية للأبحاث السياسات وبناء القدرات الملك يرافقه ولي العهد في محافظة الكرك الفيصلي ومغير السرحان يلتقيان الصريح والسلط بدوري المحترفين غدا إطلاق انفوجرافيك عن واقع التعليم العالي للعام الجامعي 2025 عطاء لشراء كميات من الشعير 17 شهيدا بمجازر إسرائيلية بمناطق متفرقة بقطاع غزة مجلس النواب يستمع الأحد للبيان الوزاري لحكومة جعفر حسان النفط يتراجع وسط ترقب لقرار أوبك+ بشأن الإمدادات المركزي الأوروبي: أي حرب تجارية لن تكون في مصلحة أحد
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ومضات من حول موقع الحدث

ومضات من حول موقع الحدث

31-01-2011 10:11 PM

معن عبد الرحمن العداسي –القاهرة

 خاص و حصري

شاءت الاقدار ان اقضي يوم امس بالقاهرة – و كانت فرصة لاستشعر ماذا يجري و لكن لم اصل الى قلب الحدث بالتحديد انما كنت استشعر عن بعد !

اول  ما لاحظت نظرات القلق لدي المضيفات و المضيفين الجويين في رحلة مصر للطيران من طرابلس الى القاهرة . هم يقومون بعملهم  للعدد المحدود جدا للركاب و لكن عيونهم تشعر بالقلق من المجهول. هذا العدد المحدود من الركاب كان ينظر الى بعضه البعض و لسان حاله يقول :" ماذا نفعل نحن هنا؟"

عند هبوط الطائرة تشعر باحساس غريب  احساس النزول الى المجهول و خاصة عندما تجد اشارة الارسال في هاتفك الخلوي تقوم بالتقطع . و تجد صالة الوصول شبه فارغة و لكن ازدحام شديد بقاعة  الترانزيت .

عند كاونتر الجوازات لا يوجد احد و الظابط منشغل بالسماع للأخبار و يقوم بالختم بدون الاسئلة المعتادة و بسرعة لم نعتاد عليها . و يقول لي " حظر التجول اصبح الان الساعة 4" و يلاحظ عدم وجود افراد من الشرطة في الصالة او لتدقيق الختم .

و عند الخروج من المطار اول ما يلاحظ غياب شبه كامل للشرطة مثل شرطة السير التي من المعتاد انها تتواجد بكثرة . و لاقتراب وقت حظر التجول قررت ان لا ابعد عن المطار كثيرا. فذهبت الى مول قريب من المطار و هو يقع مقابل صالة المغادرين لشركات الطيران غير المصرية . جميع المقاهي و المطاعم لديها شاشات كبيرة وتتابع قناة الجزيرة . و خدمات الانترنت مقطوعة .

في هذا المول اعداد كبيرة جدا من العائلات الخليجية قررت مغادرة القاهرة على عجل و لا يوجد رحلات  و تجدهم في جميع المطاعم و المقاهي و حتى السينمات . و هذه العائلات الخليجية معظمها لا يعرف متى موعد طائرته  و لكن قررت الجلوس حول المطار استعدادا . و شاهدت مندوبة احدى السفارات الخليجية تقوم بالمتابعة و حصر الاعداد .فجلست اتابع الجزيرة و الاخبار تتوالى. شعرت بالجوع طلبت غذاء و لكن اعتذروا بانهم "شطبوا" اي لم يبقى اي شيء للاكل , قمت بالتجول في جميع مطاعم المول و مقاهيه " نفس الشيء . لم يبقى طعام لديهم . فقررت الذهاب الى المطار.

و في انتظار الباص – طبعا لا يوجد اي فرد من الشرطة- قابلت احدى العاملين في الخدمات الارضية في المطار و هو قلق جدا على عائلته و  لم يستطع الاطمئنان عليهم , و لا يوجد لديهم اي وسائل حماية او غذاء و معظم العاملين في المطار لهم اكثر من يوم دوام .

قابلت أستاذ جامعي شاب  من ليبيا و هو هائم على وجه و ينتقل ما بين جميع مكاتب شركات الطيران . و نظرات القلق او بالأحرى الهلع عليه . و يريد ان يغادر القاهرة بأسرع ما يمكن . و هو  و عائلته لهم 3 ايام بالقاهرة كأجازة و استأجر شقة بدلا من فندق و فجأة انتهى كل شىء اختفت الشرطة و الامن و المباحث في لحظة ( كما حدث في العراق عندما اختفى الجيش العراقي بأكمله) و بأختفاء الامن و مظاهره من الشوارع سادت عمليات النهب و السلب و لم يبقى شىء من مولات و محلات و مستشفيات و الاطفاء و حتى مقرات الشرطة نفسها . و الذي ارعبه هو دخولهم الشقق السكنية و ضرب سكانها و قتلهم اذا قاوموا و سرقتهم . فالناس خائفة من نزول الشارع ، فهذا الاستاذ اخذ جميع الوسائل و الطرق و مهما كلف مادياً لنقل عائلته الى المطار و يريد ان يخرج في أي رحلة الى اي بلد و لكن لسوء حظه معظم الرحلات ممتلئة لمدة 3 ايام او الغيت . و هو قرر ان يبقى بالمطار ل 3 أيام .

هؤلاء يقومون كعصابات منظمة بالذهاب بالشاحنات الى المولات و نهبها و من ثم احراقها . قاموا بسرقة سيارات الشرطة و التجول بها و حتى اسلحتهم و تهديد و ارعاب الناس بها. و وصلت الدرجة الى سرقة سيارات الاسعاف و التجول بها و حتى مستشفى سرطان الاطفال لم يسلم من محاولة نهبه.

في صالة المغادرين الخارجية تجد اعداد مهولة من المسافرين على البوابات الخارجية و هم لا يعرفوا اي معلومة عن رحلاتهم عيونهم على الشاشات .مفترشين الارض .

ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة.

ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة.

و دخلت المطار  قاعة المغادرين و هنا وجدت معنى الفوضى . رحلات موجودة فجأة تختفى من الشاشة . رحلات ملغاة . رحلات ينادوا عليها و من ثم فجأة تلغى . و معظم الرحلات لمصر للطيران ملغاة . و لدى السؤال : تبين ان معظم الطواقم الجوية و الطيارين لم يتمكنوا من الوصول الى المطار  و لهذا تم الضياع .

احد الاخوة من الامارات كانت رحلته مؤكدة و عند ذهابه الى البوابة وجد رحلته ملغاة . فمعظم جداول الرحلات اما ملغاة او تأخير ( و هي مرحلة ما قبل ملغاة )

ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة.  

ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة.  

في الصالات العلوية ازدحام شديد فالمطاعم فوضى و النفايات متراكمة  و الاكل نفذ . و نفس الشىء شاشات المطاعم  على الجزيرة . و لا يوجد انترنت . و المسافرين يترقبوا الفرج و لا يوجد لديهم اي خبر او معلومة

ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة.

العاملين في السوق الحرة لهم اكثر من يوم دوام و هم مرهقيين بشدة . اشتريت كتاب " مصر : دي مش امي، دي مرات ابوي"  الطبعة 16 و قعدت اقرأ به في انتظار الفرج .

احد الاخوة المصريين شافني اقرأ بهذا الكتاب و قال لي من يقرأ هذا الكتاب يعرف ما الذي يحدث الان . و جلسنا نتبادل الحديث حول انفلات الامن .

شرح لي ما الذي حدث " ممكن ان يكون سبق اعلامي "

الجمعة الخامسة مساءأ : مبارك اقال الحبيب العدلي "وزير الداخلية القوي" فترك الوزير مكتبه ،  و مساعديين الوزير قاموا بالاتصال بالوزير لاخذ التعليمات حول القادم و لكن الوزير غير موجود و لهذا لا يوجد تعليمات واضحة، و في نفس الوقت مدراء الامن قاموا بالاتصال بمدرائهم (مساعدين الوزير) و  لا يوجد اي تعليمات ، و هنا اصبحت التعليمات عشوائية و خصوصا بعد نفاذ الذخيرة و قنابل الغاز  و الرصاص المطاطي و غضب الجماهير – فأختفى الامن "  الحمعة السابعة مساءأ نزل الجيش و لكن الامن كان مختفي .

و ربنا ستر معي و طائرتي اقلعت بعد تأخير  و اخر شيء سمعته من رجل الامن في مطار القاهرة عند التفتيش فسر لي كل شيء " كل سنة و انت طيب يا بيه ، فش حاجة حلوة"





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع