عمر شاهين
للأسبوع الثالث تخرج مظاهرات ومسيرات شعبية ، انتعشت مما حدث في تونس وحاليا في مصر، تطالب بنفس التغيير وتضرب على وتر لا نريد حكومة الرفاعي ، مع الإصرار على الاسم ، ومن ثم معاقبة مجلس النواب تحديدا لأنه أعطى ثقة كبيرة لرئيس الوزراء.
من حق أي متابع أن يسأل ، لماذا كل هذا الغضب ضد رئيس الوزراء تحديدا، حتى أن الفقراء والإصلاح السياسي وغلاء الاجارات والمحروقات ، غابت وعلت يافطات واحدة تطالب بإسقاط الرئيس فقط تحديدا ، في المقابل أطالع كل الصحف والمواقع الالكترونية وابحث عن إجابة مليئة بالمعلومات لكل ما يكتب، يختلف عن تكرار إلقاء المصائب والشتائم على الرفاعي، وهل سيعيش الأرديون مثل سكان دبي بعد مغادرة الرفاعي أم ستطور الحياة السياسية أكثر من سويسرا .
لماذا لم تخرج هذه المسيرات النشطة والمتجددة أمام ضرائب أبو الراغب، أو في مواجهة ما بعثر من مال في عهد دولة فيصل الفايز، لماذا لم نطالب بمحاكمة معروف البخيت كرئيس وزراء حدثت في عهده اكبر فضائح الاقتصاد -الكازينو نموذجا- وشيدت أكبر انتخابات مزورة في تاريخ الأردن على صعيد الانتخابات النيابية والبرلمانية ، ولم تظهر مطالبات بإسقاط من سمح بسرقة صوتهم ،ولن نسى انتشار كارثة البورصة في عهده ، وما زال يخطب بنا في محاضرات الحق السياسي .... تلته قريبا حكومة الذهبي نادر الرجل الذي كان يدرك أن حكومته واجهة لغيره، وصمت طويلا ، أمام ما يحاك خلفه وأمامه، وسبب مصيبة البورصة وعجز عن حلها وخدع الناس حينما أخفى ضرر الأزمة الاقتصادية العالمية.
في عهد سمير الرفاعي، لم تباع رخصة أمنية، ولا ارض العبدلي، ولا مرر الكازينو ولم تزور الانتخابات مثل سابقيه، ولم تخصخص الفوسفات وشركة توليد الكهرباء، ولم تكتب مئات العقود بوظائف وهمية ، ولم تدفع رشاوى إعلامية بمسمى عقود ، ولم يختار إعلاميين من غيرهم، ينصبوا مستشارين، ولم يسجل 11 مليار من الدين في عهده، ولم يرتجف مثل غيره من مسؤول امني يملي عليه الأوامر .
في عهد الرفاعي تحققت ولاية الحكومة، كما طالب من ينتقده اليوم ، ولم يفتح مكتبه لناصحي الأذن وأصحاب المشورات العبقرية، ولم يزد من الضرائب ما فرضه أي رئيس وزراء قبله، ولم يحرر الأسعار كما فعل أسلافه، ولم يصادر جمعية المركز الإسلامي ، ولم يطرد مكتب حماس، ولم يفرق بين الأصول الأردنية ، ولم يتحرك وزرائه بحرية وفضائحة مثلما فعل الوزراء في عهد الذهبي والبخيت وحتى لا أطيل لا أريد أن اضرب الأمثلة.
مئات الأسئلة من السياسية إلى الاقتصاد إلى الإعلام تتوارد عن هذه الغضب الذي يلاحق الرئيس ، الذي طلب منه تخفيف المديونية فصارح الشعب ، بحالهم، وقدم برنامج حكومته، فنال ثقة عالية بطريقة نزيهة تختلف عن تلك الثقة التي حصل عليها دولة نادر الذهبي حينما نالها عبر هواتف التهديد للنواب ، كما هو معروف، وأما ذكاء الصفدي في تحصيل تلك الثقة ليست جريمة بل ذكاء.
بصراحة لا أدافع عن الرفاعي ، ولكني استحدث في المرات القادمة عمن يعادونه وقد أتطرق لشرح أسباب العداء كمن فقد وظيفة مستشار لا يستحقها، أو وظيفة لم يحصلها لهم الرفاعي ، لمن طلبها، فتحول الى عدو لدود ، أو لمن وووو ، ولكني اتمحص منذ أيام في حكومات ما قبل الرفاعي فلا أجد أنها هوجمت كما حكومة الرفاعي ، فبحق أتمنى أن أقف أمام مسيرات الجمعة أو للأحزاب أو الشخصيات السياسية من فرسان الصالونات واسألهم لماذا تكرهونه ولماذا صمتم عمن قبل ، فليسقط الرفاعي ولكن يجب أن يحاسب كل من سار قبله واوصلنا الى ما نحن عليه اليوم .
Omar_shaheen78@yahoo.com