يستهلك الاردنيون 6,3 طن من الشوكولاتة ، بما قيمته 18 مليون دينار سنويا،.
رقم ربما يبدو مُلغزا ، ماذا نقول - مثلا - عن المشروبات الكحولية؟ تقول الاحصائيات الدولية أن نصيب الفرد الأردني من الكحول سنويا يصل إلى ثلث لتر ، وبحسبة بسيطة يستهلك الأردن من الكحول نحو مليوني لتر ، فإذا فرضنا أن سعر الليتر -عشوائيا - نحو خمسة دنانير ، وجدنا أننا نصرف نحو عشرة ملايين دينار على المشروبات الكحولية سنويا ، أما بالنسبة للسجائر فالأرقام ألعن ، حيث نحرق أكثر من نصف مليار دولار سنويا ، أي حوالي 350 مليون دينار،.
ليس هذا فقط ، بل ثمة أرقام مرعبة عن "ترف" الأردنيين ، ومنها: أن الأردنيين أنفقوا على السفر إلى الخارج عام 2007 ما يقارب 883 مليون دولار ، وهي إحصائية صادرة عن البنك المركزي ، مقابل 837 مليون دولار للعام الذي سبقه بزيادة 5,3%. أما ما يُصرف على العمالة الوافدة فيقارب البليون دولار سنوياً ، حيث هناك ما يزيد عن 50 ألف "خادمة" في المنازل ، وهناك أكثر من 5,6 مليون مشترك بالموبايل كانت إيراداتهم لسوق الاتصالات العام الماضي 934 مليون دولار. كما أنفق الأردنيون 70 مليونا على شراء أجهزة خليوية جديدة خلال ستة أشهر ، ودفع الأردنيون أكثر من 750 ألف دينار كلفة رسائل الخلوي كـ"معايدات" بحلول شهر رمضان المبارك،.
كل هذا يحصل في بلد تقول إحصائياته الرسمية إن نسبة الفقراء فيه بلغت %14 ، فيما يفيد تقرير لمنظمة الأغذية العالمية إن 60 ألف أسرة وصلت حد الجوع. كما يبلغ معدل البطالة %14 منهم 10,7% ذكورا ، و28% إناثا،.
هذه الأرقام ، وكثير غيرها مما لا نعلمه ، أو غير متوفر بين أيدينا ، يظهر كم نعيش حالة من التناقض والتضاد والتنافر ، وكيف أن بوسعنا أن تكون حياتنا أفضل لو أحسنا صرف ما في جيوبنا على ما يجب أن يُصرف ، لا على ما يُصرف فعلا ، كما أن هذه الصورة بمجملها تظهر أن هناك "فسادا" ما يعشش في ذهنيتنا ، تجعلنا لا نحسن إدارة أموالنا ، ناهيك عما يمكن أن يُقال من انقسام المجتمع إلى فئتين كبيرتين: الأولى تصرف بغير حساب ، والثانية تجوع بغير حساب أيضا ، رغم أن هناك من يحتمل الجوع لكن لا يحتمل أن تغيب عنه السيجارة أو الموبايل،.