تشاء الصدفة أن تجمع مصر والجزائر في مواجهة كروية جديدة ، ومن الواضح أنّ التصريحات الصحافية الصادرة من البلدين تدعو إلى تهدئة الجماهير ، ولكنّ الواقع يقول إنّ مصر تعتبر المباراة فُرصة للثأر ممّا حدث في السودان ، وإنّ الجزائر تعتبرها فُرصة لتكريس واقع الفوز.
هذا على الجانب الكروي ، وهو مفهوم وعادي ، ولكنّ الجانب المتعلق بالاشتباك المباشر بين الناس يبدو موجوداً أيضاً ، فالمعلومات أنّ جسرين جويين سينعقدان اليوم بين القاهرة وأنغولا والجزائر وأنغولا حيث تحمل الطائرات الآلاف من المصريين والجزائريين ، ليمتلئ الملعب غداً بالمشجّعين المعبئين إعلامياً بالغضب على الآخر.
الله يستر ممّا سيأتي غداً ، فالطرفان يعتبران الأمر وكأنّه نهاية العالم ، وشحنت مصر الشارع بالأغاني والدعايات الملحّنة ، فردّت الجزائر بالأمر نفسه ، ودعا مذيع مصري قبل شهر بإرسال مشجّعين يلعبون الكاراتيه ، وردّ جزائريون بالمثل ، والأمل أن يتمّ تدارك الأمر عملياً ، لا بالتصريحات المهدئة التي تحمل في ثناياها التهديد والوعيد.
ما جرى في القاهرة وبعده في السودان أكثر من مؤسف ، ولو تكرّر في أنغولا لصرنا أضحوكة العالم ، وكما قلنا غير مرّة فالغريب أنّنا سنكون كما كنّا دائماً أوّل الخاسرين في كأس العالم الذي تسبب في المشكلة أصلاً.