زاد الاردن الاخباري -
شهدت دول عديدة حول العالم، هزات أرضية قوية، وزلازل شديدة، خلال الأيام والساعات القليلة الماضية، حيث طرحت تلك الزلازل والهزات، العديد من التساؤلات، حول تزامنها، رغم البُعد الجغرافي لتلك المناطق عن بعضها، ووصول أعداد تلك الهزات إلى الآلاف.
في مصر، تعرضت مدينتا القاهرة والإسكندرية، الجمعة الماضي، لهزات أرضية، وصفت بـ “متوسطة الشدة”، وكان مركزها البحر المتوسط.
وفي الكويت، شعر عدد من سكان البلاد بهزة أرضية، تفاوتت في درجتها، حيث جاءت الهزة الأرضية بالكويت، نتيجة الزلزال الذي ضرب منطقة الأهواز، غرب إيران، وبلغت قوته 5.7 درجة على مقياس (ريختر).
كما أنه جراء ذات الزلزال الإيراني، شعر العراقيون بهزة أرضية قوية، وتحديدًا في محافظتي البصرة، والعمارة، جنوب البلاد، حيث وصلت قوة الهزة الأرضية 5 درجات على مقياس (ريختر).
وبعيدًا عن الدول العربية، فقد وقع زلزال بلغت قوته 7.1 درجة قرب الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة سولاويسي الإندونيسية مساء الاثنين.
ووفق “وكالة الزلازل الإندونيسية” فإن الزلزال وقع في البحر على عمق 10 كيلومترات، ما دفع السلطات للتحذير من حدوث موجات مد عملاقة شبيهة لموجات (تسونامي).
أما في كاليفورنيا وحدها، سجلت مقاييس الزلازل، أكثر من 3 آلاف هزة أرضية معظمها “ارتدادية” منذ تاريخ الرابع من تموز/ يوليو، عندما ضرب زلزال بلغت قوته 6.4 درجة الجزء الجنوبي من الولاية الأميركية.
ومنذ صباح الخميس الماضي، وقعت 340 هزة أرضية، بلغت قوتها أكثر من 3 درجات، و54 هزة أخرى بقوة تجاوزت 4 درجات، و6 زلازل بلغت قوتها أكثر من 5 درجات وكذلك زلزال بقوة 7.1 درجة يوم الجمعة الماضي، وفقاً لما قاله عالم الزلازل في جامعة كاليفورنيا للتكنولوجيا، إيغيل هاوكسون.
كما قال علماء الزلازل إنهم يتوقعون أن يسجلوا في النهاية أكثر من 30 ألف هزة أرضية، بقوة 1 درجة أو أكثر.
وكان زلزال بلغت قوته 6.4 درجة ضرب كاليفورنيا الواقعة غرب الولايات المتحدة، مساء الخميس الماضي، وشعر به السكان، حسب ما ذكر المعهد الأمريكي الجيولوجي وشهود.
وسبّب الزلزالين حرائق عديدة، ودمرا الطرق السريعة، إلى جانب الأضرار التي ألحقها بعدد من المباني والإصابات البشرية.
فيما أفاد رجال الإنقاذ في الولاية التي تضم أكبر عدد من السكان في الولايات المتحدة، بانقطاع خطوط الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي بعد الزلزال الذي استمر 20 ثانية، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية.
إذًا ما الذي يحدث للكرة الأرضية، وهل ستشهد إحدى المناطق زلزالًا مُدمرًا، أم أن ما يحدث طبيعيًا واعتياديًا، وما هي المناطق العربية “النشطة زلزاليًا”، التي متوقع حدوث زلازل فيها؟.. إضافة إلى ذلك ماذا يعني حدوث زلزال بقوة 9 درجات على مقياس (ريختر)؟.
قال الدكتور جلال الدبيك، مدير وحدة علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح: إنه بشكل يومي تحدث زلازل وهزات أرضية في العالم.
وأوضح الدبيك خلال حديثه أنه يتم الحديث عن الزلازل في وسائل الإعلام، فقط، عندما يشعر بها المواطنون المحليون لتلك الدول، ويكون قريبًا من التجمعات السكانية، أما إذا لم يتم الشعور بالزلزال لا يتم الحديث عنه.
وأكد أن المناطق التي حدثت فيها زلازل خلال الساعات الماضية، هي بالأساس مناطق “نشطة زلزاليًا”، وحصل بها العديد من الزلازل التاريخية وكانت مدمرة، متابعًا: “لكل تلك المناطق يوجد زمن دوري لحدوث زلزال مدمر، وتتراوح تلك المدة في بعض الدول من 100 وحتى 800 عام”.
وأضاف الدبيك، أن الزلازل التي يكون مركزها قريب من سطح الأرض، وليست عميقة، يشعر بها الناس، وما حدث خلال الساعات الماضية، هو أمر طبيعي، بحكم أن كاليفورنيا وأندونيسيا والأهواز، وغيرها، مناطق تحدث بها الهزات بشكل دوري، وبحكم طبيعة جغرافية وبيئة تلك المناطق، تكون عرضة لهزات متكررة.
وشرح الدبيك، كيفية حدوث الزلازل، وقال: إن القشرة الأرضية، عبارة عن صفائح، وقطع متجاورات، تتحرك نتيجة حدوث عوامل جيولوجية، ينتج عن تلك الحركة، انكسار في طبقات الأرض، وبالتالي حدوث الزلزال، ووفق تلك الحركة والانكسارات ومكانها، يتم تقييم شدة الزلزال.
وأوضح أنه إذا ما كان الكسر في طبقات الأرض كبير، فإن الزلزال يكون شديدًا، لذا تعتبر البحار هي أكثر المناطق عرضة لحدوث الزلازل، مثل منطقة سواحل المحيط الهادئ، قرب اليابان وأندونيسيا، والمسماة “حزام النار”، حيث تعتبر الصدوع الأرضية هناك مُعقدة جدًا، ويحدث تضاغط في الصفائح.
وتابع: أما المنطقة الأخرى “النشطة زلزاليًا” هي ولاية كاليفورنيا، وهذه المنطقة يحدث بها 70% من زلازل العالم.
أما في العالم العربي، فقد أكد الدبيك، أن دول بلاد الشام التي تقع على منطقة “حفرة الانهدام” والممتدة من البحر الأحمر، وتمُر بالعقبة، ووادي عربة، والبحر الميت، وغور الأردن، وبيسان، وأصبع الجليل، والبقاع الغربي، ووصولًا لمدينة أنطاكيا التركية، هذه المناطق تعتبر عرضة لزلازل قوية.
وقال: إن منطقة الخليج العربي، مرورًا بمنطقة شمالي العراق، وحتى إيران، تتحرك كثيرًا، ويحدث بها صدوع أرضية، وبالتالي الزلازل فيها دورية، متابعًا: أيضًا دول المغرب العربي، يحدث فيها هزات دائمة، وتحديدًا شمال المغرب، وبعض المناطق في الجزائر.
وعن فلسطين، قال إن منطقة إيلات نشطة زلزاليًا، إضافة لمنطقة فارعة الكرمل، والبحر الميت، يحدث بها هزات بشكل شبه يومي، وأيضًا بحيرة طبريا، في العام الماضي حدث بها مئات الهزات الأرضية، خلال شهر واحد، مضيفًا: “هذه المناطق لها تاريخ طويل مع الزلازل، ومن الوارد جدًا حدوث زلازل جديدة في أي وقت”.
وعن مواعيد الزلازل، وهل يمكن أن تشهد الدول العربية زلزالًا قويًا، أكد الدبيك، أنه ليس بقدرة أي شخص أو جهاز قياس، أو حكومة، توقع موعدًا دقيقًا لحدوث الزلازل المدمرة، بل يعتبر هذا الأمر من الغيبيات، ومن يدّعي غير ذلك، لن يتم تصديقه، وهذا الأمر ينطبق على مقدار الكوارث التي تُهدد الإنسان، بما في ذلك المناطق العربية.
وشرح الدبيك، كيفية قياس جهاز ريختر للزلازل، وقال: إن حدوث زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر، مقارنة بزلزال 7 درجات، بمعنى زيادة درجة واحدة على مقياس ريختر، يعني ذلك زيادة في مقدار السرعة أو الحركة، 10 أضعاف لزلزال الـ 7 درجات عن زلزال الـ 6، متابعًا: “أنت تشعر في زلزال الـ7 درجات عشرة أضعاف زلزال الـ 6، وهذا يُطبق على بقية المقياس.
وأضاف: أما من حيث الطاقة التي تتحرر نتيجة الزلزال، فإن الزلزال بقوة 7 درجات، طاقته أكثر بـ 30 مرة من زلزال 6 درجات، وعندما نتحدث عن طاقة زلزال 9 بمقياس ريختر تُكافئ تفجير ما يزيد عن 200 مليون طن من مادة (TNT).
وختم الدبيك، حديثه، قائلًا: 9 درجات على مقياس ريختر رقم مُذهل وشديد القوة والطاقة، وهنالك شواهد على ذلك، كموجات المد “تسونامي” في أندونيسيا، وزلزال اليابان عام 2011، وأيضًا حدث زلزال بذات القوة في ألاسكا عام 1964، وتشيلي، وغيرهم، متابعًا: “من حسن الحظ أن معظم الزلازل التي بقوة 9 درجات كان مركزها منتصف المحيطات والبحار، فلو كانت على السواحل لشهدنا الكثير من الكوارث الإنسانية حول العالم”