بإستثناء القليل الأصيل، كثيرٌ هو الكلام في أكثر الإعلام، إعلام المصالح والمنافع الشخصية والتدليس وتزوير الحقائق ،إعلام العَفَنْ والكذب والجعجعة بلا طحن ومسح الجوخ بلا خجل ولا خوف ولا وجل ، إعلام الطراطير بائعي كراماتهم بابخس الأثمان ، وشهود زور اصحبوا طوابير يعاقرون الرشوة بصلافة ووقاحة يستحلبون الفاسدين والمستثمرين وضعاف المسؤولين ، عديمو احساس يتبجحون بالوطنية والإخلاص ، إعلام المكافآت والرشوات والرحلات والولائم والهدايا والمزايا والمغانم ، إعلام التطبيل والتوهيم والأوهام.
فيما الإنجاز شبه معدوم ولا بصيص امل يبدد الظلام .
حكومات تُمني المواطن بالسراب وتبني قصور رمل في الأحلام يذيبها السيل الجارف لماء الواقع الاردني المُر .
ومسؤولون باعوا أماناتهم وخانوا وعودهم وعهودهم وحنثوا بإيمانهم نسوا الوصية وفتكوا بالرعية واختاروا الدنّية ، ابتعدوا عن الحلال وإستمرأوا الحرام وخرقوا السفينة والناس نيام ،الغوا الثوابت والمحاذير والمحظورات وباعوا الأصول ومؤسسات الوطن والثروات وسهلوا للخائنين السلب والنهب وتساهلوا للمتنفذين وتعدوا وتجاوزوا على اراضي الدولة والممتلكات العامة والمال العام دون خوف من محاسبة او خشية مساءلة وفي ظل ديمقراطية شكلية وبرلمانات صورية ديكورية، مُعينةٍ، بصّيمةٍ ،ضعيفة، أصبحت خارج السلطات.
مسؤولون يستثمرون في الكلام ، الكلام فقط المنافي للحقائق والمجافي للصواب دون خطط او برامج محكمة مدروسة ، يرفعون الأسعار والجمارك والضرائب ، حولوا الناس الى أرقام يسدون بهم عجز الموازنات ، ويحمّلونهم ظلماً نتائج الفشل والفساد والخيانات ومسؤولية تسديد المديونيات والدين الخاص والعام.
والأهداف والنواتج إضعافُ للوطن وتحييدٌ للأردنيين وإستعداءٌ للمواطنين وإستهدافٌ للهويةِ الوطنية وفشلٌ متكرر، وفسادٌ يستشري وثقةٌ معدومة ،وحقوقٌ مسلوبة وحرياتٌ مخنوقةٌ وفقرٌ مدقع وبطالةٌ في كل بيت وأُسرة ، وشبابٌ طموحُهُ الهجرةُ الى غير رجعة، يسهر الليل وينام النهار ، يقتله الفراغُ ويغيب في الضياع، بلا أمل ولا عمل ، مواهبُ مكبوته وابداعٌ بلا تحفيز وتميزٌ بلا تقدم وطاقات مجمدة وشهادات مُغبّرة لا فائدة منها تُرجى، ومدارس تسقط وتعليم يتراجع وجامعات تتقهقر وخدماتٌ عامةٌ مترديةٌ ، وصحيةٌ ضعيفة ومستشفيات كئيبة وأطباء بائسون ومعلمون محبطون وموظفون لا ينجزون ومشاكل إجتماعية غريبة على مجتمعنا ويأس وإحباط وقهر وإستسلام.
د.عساف الشوبكي