زاد الاردن الاخباري -
قال عمر ابن أسامة بن لادن زعيم القاعدة إن العلاقة بين القاعدة وطالبان قائمة فقط على أساس المصلحة وإن الود لا يربط بين الجماعتين.
وقضى عمر جزءا من طفولته في معسكرات المقاتلين في أفغانستان.
والعلاقة بين الجماعتين موضع اهتمام كبير لأن القوات الدولية في أفغانستان
تدرس الدخول في محادثات مع حركة طالبان الأفغانية لصياغة تسوية سياسية في
البلاد وإحداث شقاق بين الحركة الأفغانية وتنظيم القاعدة.
ويقول مسؤولو مكافحة الإرهاب الغربيون إن ابن لادن زعيم القاعدة وكبار
رفاقه الذين يشكل العرب غالبيتهم لا يزالوا متمركزين في منطقة الحدود
الأفغانية - الباكستانية ويعيشون في حماية زعماء طالبان الأفغان.
ولا يزال القبض على ابن لادن أو قتله هدفا مهما للقوى الغربية ويقول
محللون إن الغرب سيسعى لتشجيع طالبان على النظر إلى القاعدة باعتبارها
عبئا يمكن الاستغناء عنه.
وقال عمر ابن لادن (28 عاما) في مقابلة مع "رويترز" عبر البريد الإلكتروني
"رغم أن القاعدة وطالبان تتوحدان معا عندما تكون هناك ضرورة لذلك إلا أن
الجماعتين لا تحبان بعضهما".
وتابع قائلا "اعتقد أنهما ستتقاتلان إذا لم يعد هناك أعداء آخرون على الأرض".
وخرج عمر وهو الابن الرابع لأسامة بن لادن زعيم القاعدة عن طوع والده في
أوائل عام 2001 عندما غادر أفغانستان لآخر مرة. وأقام عمر في أفغانستان
معظم الوقت خلال الفترة بين عامي 1996 و2001 وهو أحد أفراد عائلة ابن لادن
المباشرين الذين تمردوا بشدة على الوالد الذي يعتقد أن لديه حوالي 20 إبنا
من زيجات مختلفة.
وألمح عمر بن لادن إلى أن العلاقات بين طالبان والقاعدة تغيرت قليلا منذ عام 2001 .
وقال "الصحافيون ما زالوا يكتبون قصصا تقول إن والدي والملا عمر (زعيم طالبان) صديقان مقربان من بعضهما وأنهما يتشاوران مع بعضهما.
"لا اعتقد ذلك.. كنت بجوار والدي عندما اجتمع مع الملا عمر. وعلى الرغم من
أن الرجلين يشكلان تحالفات حين يقتضى الأمر إلا أن كلا منهما أكثر سعادة
مع تنظيمه والرجال في ذلك التنظيم. لا تصدقوا ما تقرأونه من أن القاعدة
وطالبان رفاق مقربون".
ورفض عمر بن لادن في المقابلة التي جرى ترتيبها عبر وسطاء الكشف عن مكان
إقامته مبررا ذلك بدواع أمنية. وقالت تقارير إعلامية إنه يعيش في الآونة
الأخيرة بين كل من قطر والسعودية مسقط رأسه.
ويصور عمر بن لادن في كتاب عن حياته مع أبيه شارك في تأليفه مع أمه نجوى
الزوجة الاولى لابن لادن العلاقة بين زعيم القاعدة والملا عمر على أنها
علاقة صعبة.
وشاهد عمر بن لادن لقاء في عام 1998 طلب خلاله زعيم طالبان من زعيم
القاعدة مغادرة أفغانستان في أعقاب تفجير سفارتين أمريكيتين في شرق
أفريقيا أديا إلى هجمات أمريكية على أفغانستان.
وجاء في الكتاب أن ابن لادن حصل على مخرج من تنفيذ القرار عندما قال للملا
عمر في نقاش متوتر إن الطلب "استسلام لضغوط الكفار" ومن ثم فهو مخالف
للإسلام.
ولكن طبقا لهذه الرواية أنهى الملا عمر المقابلة بأن رفض الطعام الذي أعده
رجال ابن لادن ولم يودعهم وهي إهانة كان على والده أن يتقبلها.
وكتب عمر يقول إن أسامة بن لادن "لم يكن في وسعه الدخول في معركة مع طالبان. إنه سيخسر. وهو يعلم ذلك".
وقال عمر بن لادن إن والده قوي الشخصية قادر على تحمل صعوبات الحياة في كهوف الجبال النائية.
واستطرد قائلا "إنني واثق من أن والدي يهتم بحياته لأنه يشعر بأنه في
رسالة من أجل الإسلام... شخصية والدي قوية جدا وهو قادر على التكيف مع أي
شيء رغم أنني واثق من أنه محاط برجال كثيرين على استعداد للموت من أجله".
وأضاف "أتباعه يحبونه جدا وسيضحون بحياتهم لحمايته. ومن ثم فإنني واثق من
أن لديه ما يكفي من الصحبة وهناك ما يكفي من الناس كي يحادثهم عندما يرغب".
القدس العربي