بقلم: شفيق الدويك
كنت قد نشرت مقالا (قصيرا في حجمه، كبيرا في معانيه و حكمه على ما أعتقد) بعنوان " لا تطعمه عندما يبكي " قبل أقل من عام و بالتحديد بتاريخ 30/3/2010، و قد ثبت لي بأن من النادر أن يستفاد من كتاباتنا، و كأن مقالاتنا ترقص في العتمة ، كما سبق و أن إنتقدت.
يروق لي أن أعيد نشر نص المقال المذكور مرة أخرى لعل و عسى أن تعم الفائدة هذه المرة، و في نفس السياق آمل أن يعود المهتمون الى إرشيف المقالات الإلكترونية الذي تتوفر فيه معظم حلول المشاكل السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و غيرها.
" تعاملت أثناء دراستي لعلوم إدارة الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية قبل ثلاثة عقود من الزمن، وأثناء دراسة الماجستير في الجامعة الأردنية فيما بعد، مع عدة نظريات إدارية وغير إدارية. وقد تأكدت بعد أن عملت في أكثر من مؤسسة عربية وحتى تقاعدي المبكر، من أن المؤسسات العربية التي استفادت من تلك النظريات المهمة يمكن أن تعد على الأصابع، وهي على القمة الآن من حيث النجاح والتفوق.
من بين تلك النظريات المهمة والمتخصصة في شؤون إدارة الموارد البشرية نظرية تحذر المديرين من الاستجابة لصراخ العاملين الذين يطالبون بتحسين أوضاع رواتبهم، لأن الاستجابة تعني بأن العاملين سيصرخون كلما أرادوا تحسينا آخر، وهي توصي بأن يكون لدى المؤسسة سلم رواتب مدروس بعناية فائقة ومعايير حوافز معدة سلفا تجنبا لوقوع حالات الصراخ غير المرغوب فيها.
نص النظرية والمناقشات التي تمت حولها موجودة الآن بين أوراقي في عمان، وأنا الآن خارج عمان في مهمة عمل، إلا أنها تقـــرن صراخ العاملين بصراخ الطفل الذي تستجيب أمه له بمنحه الحليب ليسكت، فيتعود الطفل على الصراخ كلما رغب في شرب الحليب منها، ولهذا دعيت النظرية بنظرية الاستحلاب milking theory.
نحن نأمل من حكومتنا الرشيدة أن تفكر مليا في مسألة تحسين أوضاع المعلمين، كاستثناء وأولوية، لأن المروءة تأبى أن يصرخوا مرة أخرى. "