زاد الاردن الاخباري -
لم تكن "هبة حجازي" التي تعرضت لحادث سير تسبب في إصابتها بشلل نصفي تتوقع أنها ستسير على قدميها مجددا وتتخلص من الكرسي المتحرك.
لكن هذا الأمل الذي كان بعيد المنال قد تحقق بالفعل مؤخرا، بعد أن نجح فريق من الأطباء الأردنيين في الوصول إلى تقنيّةٍ جديدةٍ تعيد النشاط إلى الأطراف العاجزة عن الحركة، من خلال زرع خلايا جذعيّة تقوم باستبدال الخلايا المعطلة.
وبدأت مشكلة هبة -ابنة الرابعة والعشرين- عندما تعرضت لحادث سير تسبب في حدوث قطع في النخاع الشوكي وكسر بالعمود الفقري، بينما كانت على أعتاب التخرج.
وظلت هبة على هذه الحال لفترة طويلة حتى التقت الطبيب الأردني والخبير الدولي بالخلايا الجذعية أديب الزعبي الذي تمكن مع فريق بحث من علاج مئة حالة أردنية وعربية مصابة بأمراض مستعصية ومزمنة بما فيها الشلل والقلب والتلاسيميا وسرطانات الدم ونقص المناعة المتوارثة، باستخدام الخلايا الجذعيّة بنسبة نجاح تراوحت بين 40 و90 %.
وبالفعل خضعت هبة لعملية زراعة الخلايا الجذعيّة فجاءت النتائج إيجابيّة جدًّا، وهي الآن تعتمد على نفسها وتمارس حياتها العادية بالبيت
.
ونصحت هبة حجازي المصابين بالشلل بإجراء نفس العملية التي أجرتها وعدم اليأس، مشيرة إلى أن الأمل يحدوها في جراحةٍ ثانيةٍ تساعدها على إلقاء العكازين، والسير بشكلٍ طبيعيٍ على القدمين.
أصل الخلايا
وفي تعليقه على العملية قال الزعبي -لبرنامج صباح الخير يا عرب-: إن الخلايا الجذعية لها أهمية كبيرة؛ لكونها أصل الخلايا التي تتكون منها أنسجة الجسم؛ حيث تبدأ مع تكوين الجنين لتنشأ عنها خلايا العقل والقلب والعضلات وغيرها من بقية الأعضاء الأخرى.
وأوضح أنها تتميز بقدرةٍ كبيرةٍ على التكاثر والمحافظة على نفسها والتغير حسب البيئة المحيطة بها، وهو ما ساعد الفريق البحثي في عمان لإنتاج خلايا جديدة عوضًا عن المفقودة في الجسم.
وأوضح الزعبي أن مصدر الخلايا الجذعية ينحصر إما في جسم الجنين -وهو أمر بالغ الخطورة ويعرضه للخطر إذا تم استخلاصها منه- ما دفع العلماء للاعتماد على البديل الثاني وهو الحبل السري، الذي يحتفظ بمليارات الخلايا التي يمكن توظيفها في جسم المريض.
وأشار إلى أن الطبّ ظلّ لفتراتٍ طويلةٍ ينظر إلى علاج الأطراف العاجزة، سواء السفلية في الرجلين أو العلوية في الرقبة واليدين، باعتبارها صعبة المنال، حتى تطورت الأبحاث في الخلايا الجذعيّة مؤخرًا التي كشفت إمكانية زرع خلايا قادرة على نقل الإشارات من المخّ إلى الأطراف.
غير أن الزعبي شدد في الوقت ذاته على أهمية دور الأهل كي تؤتي العملية ثمارها؛ وذلك بعمل تدريبات رياضية دورية للأطراف العاجزة عند القعيد أو المصاب بالشلل، حتى تكون عضلاته جاهزة للحركة بعد إجراء العملية.
منبر الرأي