أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
البرلمان اللبناني يمدد ولاية قائد الجيش الشديفات يؤكد الاهتمام بالحركة الرياضية والشبابية الحنيطي يستقبل رئيس أركان القوات المسلحة السلوفيينية الوزيرة التهتموني تبحث والسفير الهندي التعاون في مجال النقل روسيا: الهدنة بين لبنان وإسرائيل يجب أن تكون بداية لحل شامل "الإفتاء الفلسطيني" يدين انتهاكات الاحتلال بحق المقدسات الاسلامية مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك الاحتلال يهدم بنايتين بالقرب من رام الله والقدس ويعتقل 18 فلسطينيا بالضفة تفاصيل إقامة صلاة الاستسقاء في السعودية اليوم .. فما السبب؟ بنك ABC في الاردن يستضيف "دكان الخير" بالتعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان الفراية يطّلع على سير تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة البيرة وتداهم مقر البلدية مجلس الأعيان يشكل لجانه الدائمة ويختار رؤساءها والمقررين الجيش اللبناني يعزز انتشاره جنوب الليطاني رسمياً .. الحوامدة والصقور يتنافسان على رئاسة الوحدات حسان: إنجاز مشروع المدينة الرياضية في الكرك بمراحله الثلاث منتصف العام المقبل استهداف سيارة جنوبي لبنان وقصف بالدبابات في ثاني أيام وقف القتال حكام الجولة العاشرة من دوري المحترفين لكرة القدم أول سؤال نيابي من ناصر النواصرة مصر تعلن تسجيل 19 حالة ملاريا قادمة من الخارج
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة دولة الرئيس اسمعني لو سمحت

دولة الرئيس اسمعني لو سمحت

02-02-2011 12:20 AM

دولة الرئيس: اسمعني لو سمحت

قرأت مقالة كتبها الأستاذ الزميل عمر شاهين بعنوان: لماذا تكرهون الرفاعي وتطالبون بإسقاطه, ولقد حاول الزميل شاهين مجتهدا ان يركز على بعض الامور لعل أهمها ان المشاكل التي نتظاهر من اجلها ليست كلها من صناعة حكومة سمير الرفاعي, وأنها تراكمات قديمة وسابقة لحكومات سابقة, لم يكن شاهين مدافعا عن الرفاعي بقدر ما كان معنيا بالدفاع عن المنطق والموضوعية, مركزا على أن شدة هيجان الشعب ليس سببها أداء الرفاعي كرئيس فقط وإنما لها أسباب كثيرة اخرى مضافة, ولقد ابلغني الزميل عمر شاهين في وقت سابق انه كان يتوقع ردة فعل هجومية شديدة عليه بسبب هذا المقال وما يحتويه, ولكنه وكما قال تفاجأ من ردود الفعل المختلفة التي أيدته في طرحه والتي زادت على طرحه والتي أكدت ان الهيجان على الرفاعي وحكومته له أسباب اخرى كثير غير أداء الحكومة ممثلة برئيسها.

نعم أخي عمر ان الشعب الاردني شعب مثقف و واع لكل ما يحدث, ولا يخفى عليه الأسباب الحقيقية المؤدية الى ازدياد شدة الهيجان في الشارع, ويعلم ان تداخلات عديدة دخلت على خط الرفض الشعبي لنتائج أداء حكومة الرفاعي وان الوضع الاقتصادي السيئ الذي نعيشه كلنا كشعب اردني هو المحرك الأساسي والمغذي الرئيسي لهذا الهيجان, ونعم أقول الهيجان ولن أقول الثورة, لان شروط قيام الثورة وأسباب حدوثها والحمد لله لا تنطبق علينا في المملكة الاردنية الهاشمية, وان مستعملي مصطلح الثورة ليسوا الا مجرد خزانات تم تعبئتها بأفكار خارجية مستوردة لأنظمة ومذاهب فكرية فاشلة سقطت بمرور الزمان, وان حالة الغليان و الهيجان العشبي في الاردني أعطتهم المساحة الكافية لاستعمال مصطلحات الثورة وشعاراتها وتفريغ هذا الخزان المملوء الذي لم يستعمل يوما في اي مكان و لأي نظام الا وسقط الفكر والنظام الداعي له, وبالتالي فإننا نتحدث هنا فقط عن شعب حقيقي يمر في أزمة اقتصادية خانقة جدا, ومن حقه على دولته وحكومته ان يطالبها بتحسين الظروف وتصويب الأوضاع, ومن حقه ايضا أنه إن لم يلمس أي تطور او تحسن من وراء خطط الحكومة ان يطالبها بالرحيل ويطالب بقدوم غيرها لتحقيق آماله ورغباته الشرعية وبالطرق الشرعية بطبيعة الحال.

الغريب في الموضوع وبكل بساطة ان المطالبة برحيل حكومة الرفاعي, وازدياد حدة هذه المطالبة تتجه باتجاه واحد فقط, وهو مؤسسة العرش, علما ان إقالة أي حكومة وحسب الدستور يأتي عبر ثلاثة أبواب لا غير, أولها رغبة الحكومة نفسها بحل نفسها, وهنا لا نرى ذلك ولا نلمسه وقد يكون طبيعيا لحكومة تعتقد انها ناجحة وأنها قادرة على إكمال المسيرة, والباب الثاني هو طلب جلالة الملك من الحكومة ان تستقيل, وهذا ما يتم التركيز عليه حاليا, وبإيجاز أقول ان مؤسسة العرش تتعامل مع الحكومة ليس بناءا على رغبات وأمنيات تتداخل فيه أجندات خاصة, وإنما بناءا على حقائق وأرقام ومعطيات تحدد اذا ما كانت مؤسسة العرش تريد لهذا الحكومة او غيرها الاستمرار, وهذه المعطيات والحقائق هي من ضمن كتاب التكليف السامي, وبما ان جلالة الملك لم يطلب إقالة الحكومة هذا يعني ان معطيات الحكومة لغاية الان متناسبة ومتسقة مع الظروف العامة والتوجيهات, اما الباب الثالث وهو الباب الأسرع والأسهل هو باب مجلس الأمة بشقيه النواب والأعيان, لأنه يحق لمجلس النواب طلب طرح الثقة من الحكومة والتصويت عليه, قد يجتازاها الرفاعي وقد لا يجتاز موقف الثقة, لكن لا يمكننا الحكم بما أنه أساسا لم يحصل هذا الطلب فعليا.

الرفاعي في حكومته آمن نفسه من خلال بابين الاول انه ما زال ضمن سياق التكليف الملكي السامي رقميا, ولم تعطي سياسته أية مؤشرات قوية تدل على ان صلاحيته انتهت, والباب الأخر هو يعلم ان مجلس النواب المفصل في العام 2010 غير قادر على إسقاطه او حتى محاولة الإسقاط ولو لمجرد التاريخ, وبالتالي نجد أننا نسير كشعب ضمن حلقة لن أقول دائرية ولكن أقول حلقة متعرجة صعودا ونزولا, وهنا يأتي دور العقل والمنطق وإنشاء الفرضيات السليمة التي تؤدي الى الخروج من المأزق والوضع الاقتصادي الذي نمر به كدولة.

نريد من الحكومة تحقيق إصلاحات اقتصادية سريعة وايجابية يلمسها المواطن البسيط في بيته يوميا وبشكل مباشر, نريد من الحكومة ان تخفض الضرائب والرسوم والغرامات, نريد من الحكومة ان تجد أبواب اخرى لتحقيق الإيرادات والوفرة المالية بعيدا عن أبواب الضرائب والرسوم ورفع الأسعار على عديد المواد الاستهلاكية, اذا نحن نتحدث عن مطالب شرعية للشعب, وبالتالي فان رحيل حكومة او بقائها او قدوم حكومة اخرى ليس هو المقصد الرئيسي وليس هو الغاية, وان الشعارات التي ترفع راية ان رحيل الرفاعي وحكومته سيأتي بالأمطار والخيرات تلقائيا لهي شعارات زائفة شعارات وهمية, تؤكد بما لا يترك مجالا للشك ان مطلقي ومروجي هذه الشعارات ليسوا على طريق تحقيق غايات الشعب وآماله بمزيد من التقدم والتحسن الاقتصادي, وإنما هم مراكز قوى تريد ان تضع لها موضع قدم على خارطة السياسة الاردنية الداخلية وربما يسعون للخارجية لاحقا.

ان كنا نريد ونصر على المرور من الأزمة الخانقة وتعديها بأمان وسلامة وبأقل الخسائر كدولة اردنية موحدة, فإن المطالبة بتغير الحكومة هو احد الوسائل التي يمكن إتباعها ولكنها ليست الوسيلة الوحيدة, ان الفكرة من وراء التظاهر والاعتصام في ظل غياب الدور الفعلي الحقيقي لمجلس النواب هي ان تشعر الحكومة المشكلة الحالية والقادمة أنهم تحت المراقبة, وان الشارع الاردني يريد منهم تحقيق النتائج الايجابية, وان الشعب الاردني لن يصمت ولن يقف موقف المتفرج المتلقي بل سيكون مشاركا فعالا ولاعبا أساسيا في تقيم أداء الحكومات, الفكرة أننا نريد ان نكون كلنا مساهمون شركاء في العمل الوطني مع الحكومة ومع باقي أركان ومؤسسات الدولة الاردنية, فنحن كلنا جزءا واحدا لا يتجزأ, نريد ان نقول ان الوضع الحالي غير صحي ولا يناسبنا كشعب اردني, نريد ان نطالب بالتغير الايجابي للأفكار نحو الأفضل دائما وليس تغير الأسماء وتغير الأبدان فقط, ان الحركة الوطنية في الشارع الاردني الان وصلت لمرحلة يحسدها عليه شعوب الدول الأخرى من حرية التعبير عن الرأي وحرية المطالبة بمزيد من الرخاء والازدهار, ولكن وكما هي العادة دائما هنالك من يريد ان يركب الموجة ويريد ان يحقق غايته الخاصة وتنفيذ مخططاته الخاصة به سواءا كأفراد او جماعات او اتجاهات فكرية.

دولة الرئيس اسمعها مني

لا نريد ان ترحل بقدر ما نريدك ان تعمل, لا نريدك ان تذهب بقدر ما نريدك ان تنجب الأفكار والوسائل الناجحة لتحقيق الرخاء والازدهار للشعب الاردني, نحن الأغلبية التي لم تعد صامتة ولم تعد تقاد وراء فاقدي الأهلية الفكرية والوطنية الحقيقية, هاجمناك بكل الوسائل وبكل الطرق التي أعطانا إياها الحق الشرعي كشعب اردني وسمح لنا بها الدستور, ولكننا الان وصلنا الى ثلاث محاور هي الأهم حاليا: أولها انك لم تذهب وثانيها أننا لم نحقق ما نريد من تحسين أوضاعنا, والمحور الثالث ظهر لأننا لم نتفق في المحورين الاول والثاني وهو ظهور من ليس همه الا رحيلك وفرض فكره وصوته وتأسيس منهج يستغله لتحقيق مراده كلما عارضت أي حكومة رغبته او لم يأتي من يرعاهم ويغدق عليهم.

المجال أمامك دولة الرئيس مفتوح, أعطنا مزيدا من النتائج الايجابية, اعمل بجهد اكبر لتنفيذ التوجيهات الملكية السامية كاملة, عليك ان تجعلنا نلمس بشكل واقعي انك قريب منا ومن طموحاتنا كشعب اردني وليس بعيدا كما نتصور او يراد لنا ان نتصور ذلك, أعطنا من الأسباب ما يجعلنا نقف جنبا الى جنب معك ومع حكومتك لإغلاق أبواب ونوافذ المتسلقين والضبابيين, وغير ذلك يا سيدي العزيز بكل هدوء و سلامة وآمان اذهب الى صاحب الامر واخبره أنك بحكومتك لم تصل الى النقطة المتفق عليها مع الشعب ولم تحقق روح التكليف الملكي السامي وليس نصه بالضرورة, وارحل بناءا على طلبك ورغبتك بطريقة سلمية ودية حبية و أعطي المجال لغيرك علنا سريعا بإذن الله ورعايته وبعدهما توجيهات جلالة الملك ودعمه و وقفة النشامى الاردنيون جميعا أن نصل الى بر الآمان كدولة اردنية بكل أركانها.

 وكل عام وسيد البلاد بألف خير .

حازم عواد المجالي

Hazmaj1@gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع