زاد الاردن الاخباري -
الدكتور احمد عريقات - خاص - بدأت معركة لي الذراع ما بين الغرب وبلاد فارس ، والمكان مضيق هرمز أو ما يطلق عليه عنق زجاجة الجغرافيا التاريخية التي تحكمت ولقرون عدة في واقع وتاريخ وحضارات تلك الزاوية من اﻷرض ، وهي تشابه جغرافيا وسياسيا مضيق جبل طارق الذي رفضت بريطانيا ولسنوات أن تخلي مسؤوليتها عنه رغم إنتهاء عصر اﻻستعمار الجغرافي ؛ كي تبقي لها نفوذ وقوة في عنق زجاجة اﻻبيض المتوسط مع المحيط اﻷطلسي ، ورغم أنه مضيق طبيعي إﻻ أن بريطانيا تؤكد على أنها قادرة على السيطرة على الجغرافيا كما السياسة .
ويأتي مضيق هرمز الذي يرفض أن يطلق عليه مضيق الخليج العربي في المصطلحات الجيوسياسية الغربية بل يؤكدون على أنه الخليج الفارسي رغم أن التاريخ أخرجه من هذا المسمى منذ عقود عدة ، ليؤكد على أن الجغرافيا الطبيعية ما زالت تفرض قوتها على الإنسان ؛ رغم القدرات الضخمة التي وصل اليها البشر ، ودولة اﻹمارات العربية المتحدة تمتد لمسافات طويلة جغرافيا مشلكة جزءا مهما من هذا المضيق .
وقد شهدت العقود الخمس اﻷخيرة من تاريخ دولة اﻹمارات تحديات ضخمة ؛ استطاعت تلك الدولة أن تثبت وجودها كقوة سياسية واقتصادية من خلال قيامها بمشاريع ضخمة متحدية بذلك جغرافيتها الصحراوية القاحلة ، وليس أدل على ذلك من مجموعة الجزر الصناعية التي توسطت مياه الخليج ، والمشاريع الضخمة في البنية التحتية من أجل قيام دولة أثبتت قوتها في اﻻستغلال اﻷمثل للطبيعة في القرن الواحد والعشرين .
والحديث هنا قد يكون به جزءا من الخيال ، ولكن هذا الخيال ليس من الصعب جعله واقعا من قبل دولة اﻹمارات ، وبنظرة بسيطة لموقع google earth نجد أن المسافة اﻻفتراضية اﻷفقية التي تصل ما بين شواطئ مدينة الفجيرة والجهة المقابلة لها من خليج عمان لا تتجاوز الأربعين كيلو متر ، بينما تبلغ المسافة التي تقطعها قناة السويس في اﻷراضي المصرية تتجاوز المائة كيلو متر أفقياً.
وبالعودة إلى google earth نجد هناك العديد من الجزر في الخليج العربي تعود سياسيا الى إيران مما يؤكد على صعوبة الخروج من الفخ اﻹيراني في هذا المضيق ، وهذه فقط محاولة للخروج من فزلكات الخطاب السياسي الغربي الإيراني من أجل النظر إلى الجغرافيا التي هي سبب بلاء البشرية منذ بدء الخليقة، إلى أن استطاع الإنسان أن يحطم تلك الجغرافيا من أجل حياة أجمل وأقل صعوبة ، وأعتقد أن دولة اﻹمارات ليست بعاجزة عن القيام بهذه الخطوة وتوجيه أموالها نحو تلك الخطوة وتصبح هي القادرة على التحكم بعقلانية بالخليج العربي كي يلغى ما يطلق عليه بالخليج الفارسي من الجغرافيا والتاريخ السياسي اﻻقتصادي للبشرية .