شكرا جزيلا جلالة الملك, وأهلا وسهلا دولة الرئيس معروف البخيت.
صفحة سمير الثاني انطوت, وأملنا أن تطوى معها صفحة التوريث \"الرفاعية\" إلى غير رجعة.
دولة معروف البخيت, وطني حر, وخريج مؤسسة الشرف والرجولة الأردنية, مؤسسة الجيش العربي الباسل. وسياسي بارع خبر رئاسة الحكومة ودهاليز السلطة والإدارة.
وقبل أن يعلن الرئيس المكلف عن أسماء أعضاء حكومتة, رفضه الإسلاميون وعريب الرنتاوي. سبحان الله, وقبل أن يأخذ الرجل مقعده بعد في الدوار الرابع, يتعرض من زكي بني ارشيد وعريب الرنتاوي لوابل من \"الطخ\"
ألإسلاميون يعلنون استمرار تحركاتهم في الشارع الأردني, لا بل ونقلها إلى الدوار الرابع بالقرب من البخيت. وهنا يقلد الغراب الحمامة, حتى نسي مشيته ولم يتقن مشية الحمامة.
مسيرات الجمعة الأولى للشارع الأردني تغيب عنها كما يعلم الجميع أصحاب الرايات الخضر والنقابيون, وقد ركبوا قطارها السائر في الجمعة الثانية, وقد بعثوا بسواقيهم إلى عربة القيادة لاختطافها وأخذ دور المبادر والقائد, وكذلك فعلوا بالانتقال بالاحتجاجات إلى الدوار الرابع, فقد سبقتهم القوى الوطنية الأردنية إلى هناك, وهم يعلنون الآن على لسان بني ارشيد أنهم بصدد الرحيل مع دولة الرئيس المكلف معروف البخيت إلى منطقة رئاسة الوزراء للاعتصام ونشر المد الأخضر.
أما عريبا, فلم ينتقد سميرا الذي رفضه كل الأردنيون, فلماذا يستبق معروفا بالنقد قبل أن يستلم مهامه رسميا؟ وقد طالب الرنتاوي عبر الجزيرة نت القصر بقيادة حوار وطني لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة, وتجاهل بذلك أن سيد البلاد قد اختار دولة الرئيس المكلف لهذه المهمة. وقد أكد عريب الرنتاوي وفي نفس المنبر على تناقض الإسلاميون فيما يقولون ويفعلون.
من قلبه على الوطن الأردني ويريد مصلحته لا يوجه نقده إلى الأشخاص والأفراد, وإنما إلى ما يقدمونه أو لا يقدمونه للوطن في موقع المسؤولية أو خارجه. وعليه لا بد لنا من الانتظار والتريث وإعطاء معروف باشا البخيت فرصته التي يستحقها لتنفيذ ما رسمه له كتاب التكليف السامي من أجل الأردن العزيز. ودعنا نرى خيره من شره قبل أن ننتقد اسمه لا حكمه.
وإلى سيد البلاد نقول, هذا عهدنا بك يا جلالة الملك, ورسالتك بل رسائلك الأخيرة أكثر من واضحة, ولكننا بانتظار تكرمكم بالمزيد من الحسم تجاه الفساد والمفسدين, وتوجيه القضاء والسلطات المختصة لاسترجاع ما نهبه المرتحلون عن هذا الوطن ومن يتهيأ للرحيل عنه بعد.
والوظائف العليا يا دولة الرئيس المكلف والتي فصلت على مقاس من لا يستحقونها, أما وقد رحل من أكرمهم بها دون وجه حق, أوليس من صميم واجبات مكافحي الفساد ملاحقة هذه التجاوزات وإزالة آثارها المكلفة للميزانية والمتعدية على حق الآخرين بالوظيفة العامة؟ الله يقويك يا دولة الرئيس.
جمال الدويري