يأتي تكليف دولة السيد معروف البخيت لتشكيل الحكومة الجديدة بعد قبول استقالة الحكومة الرفاعية، مؤشراً إيجابياً على تلّمس نبض الشارع الأردني الذي سئم الحكومة الرفاعية التي أذاقتنا المرارة تلو المرارة في كافة مناحي حياتنا منذ توليها سدة الحكم قبل أكثر من عام.
الرئيس البخيت وقد حظي بالثقة الملكية في هذه المرحلة الحرجة والحساسة محلياً وإقليمياً، لا بد وانه سيضع نصب عينيه وقد انتهى من قراءة كتاب التكليف السامي قراءة متانية، ان الشعب الأردني الذي لا بد وأنه فرح بذهاب حكومة السيد سمير الرفاعي، يتطلع بشوق كبير أن تكون الحكومة القادمة في تشكيلتها بعيدةً عن الطريقة التي تشكّلت بها حكومة السيد الرفاعي الاولى والثانية، بمعنى أننا ننتظر من دولة الرئيس المُكلف بأن تبتعد حكومته عن الأسماء التي تثير في نفوسنا نحن المواطنين علامات الإنزعاج وعدم الرضا وعدم القبول، فلا تحتوي حكومته على أية أسماء من الحكومة المستقيلة ابتداءً ولا تحتوي حكومته على أيٍ من أصدقائه ومحاسبيه لمجرد أنهم كذلك، وأن لا تحتوي كذلك على وزراء يخلطون بين السياسة والبزنس كما هو الحال في بعض الوزراء الذين فرضوا علينا في السنوات القليلة الماضية. كما نامل من دولته إلا تحتوي حكومته على أسماء لوزراء لا نعرف لما جاؤوا ولا نعرف كيف ذهبوا او ماذا قدموا للوطن كما هو الحال في الحكومة المستقيلة.
الرئيس المكلف، عليه كذلك ان يضع نصب عينيه أن تكون حكومته هي صاحبة الولاية العامة بكل ما تحمله الكلمة من معنى في إدارة شؤون الدولة، فلا يسمح لأية جهات كانت حكومية او مراكز قوى بأن تتدخل في إدارة شؤون البلاد، وهذا الامر يعني بالتأكيد بأن تتوقف كل التدخلات التي عهدناها في السنوات السابقة من جهات حكومية ومراكز قوى في أية إنتخابات وفي التعيينات وفرض القرارات في مؤسسات الدولة او في الجامعات وغيرها من المواقع التي هي من صلاحيات الحكومة. الرئيس المكلف إن فعل هذا ، فإنه بلا شك سيعيد كثيراً من الثقة التي فقدناها نحن المواطنين جراء التدخلات التي كانت تجري والتي كانت في مجملها تضع كثيراً من الإشخاص غير المناسبين في الاماكن غير المناسبة !! والشواهد على هذا كثيرة.
الرئيس المكلف، نامل منه في بداية عهده أن لا يستمر اختفاء المواطنين الأردنيين في دول عربية شقيقة كما هو حاصل مع المواطن الاردني الاستاذ خالد حسنين منذ اكثر من 35 يوماً، دون أن نعرف أين هو بالذات ولا يعرف أهله ومحبوه لما اختفى وكيف اختفى كما حدث في عهد الحكومة المستقيلة التي لم تحرك ساكناً وكأن الامر لا يعنيها !!!. سرعة اتخاذ الحكومة المكلفة إجراءات تعيد البسمة إلى أطفال الأستاذ خالد حسنين بعودة أبيهم سالماً معافاً إليهم ، لا شك بأنه سيترك أثراً إيجابياً لدى المواطنين بأن الدولة الأردنية تهتم بمواطنيها كما تهتم بالأوروبيين الذين تُحرك لهم الطائرات والإمكانات حال تعرضهم لأي حادث في وطننا الحبيب.
تفاؤلنا بقدوم دولة السيد معروف البخيت إنما ينبع من فرحتنا بغروب شمس الحكومة الرفاعية التي فصّلت المجلس النيابي على مقاسها لتكون النتيجة مجلس ثقة الـ111 نائب، الأمل بالرئيس المكلف أن يُنسّب وفي أسرع وقت لملك البلاد بحل المجلس النيابي الحالي، لتُشرف حكومته القادمة على انتخابات تجري في سياق الإصلاحات الدستورية والسياسية التي ننشدها جميعاً، ولعلها تكون فرصة لدولة الرئيس المكلف بأن يمحي من أذهاننا الصورة الكئيبة للإنتخابات النيابية التي جرت في عهد حكومته في العام 2007 والتي اعترف دولته قبل أكثر من عام بأنها كانت انتخابات شابتها تجاوزات كثيرة لم يكن على إطلاع بها في ذلك الوقت.
دولة الرئيس المكلف،
في هذه الظروف الحرجة محلياً وإقليمياً، أمامك فرصة تاريخية للعودة بوطننا إلى المسار الصحيح الذي نريده جميعاً من خلال الإصلاحات السياسية والإقتصادية المنشودة وبما يحقق لنا كمواطنين شعوراً بالمواطنة الحقة والإنتماء الحقيقي لهذا الوطن الغالي. وكما قيل بأن \" العاقل من اتعظ بغيره \"، فكما هتفنا على مدار الشهر المنصرم بسقوط الحكومة الرفاعية يمكننا أن نهتف بسقوط الحكومة البخيتية إن لم تلبِ طموحاتنا وآمالنا وتطلعاتنا لمستقبل مشرق وآمن لوطننا ومواطننا.
والله من وراء القصد، مع امنيات التوفيق لدولة الرئيس المكلف معروف البخيت في موقعه الجديد.